بكين تستعد لاستضافة منتدى دول مبادرة "الحزام والطريق" وسط تحدي ممر الهند الجديد

11 أكتوبر 2023
الصين وقّعت وثائق تعاون تتعلق بالمبادرة مع أكثر من 150 دولة (فرانس برس)
+ الخط -

تستضيف العاصمة الصينية، بكين يومي 17 و18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري المنتدى الثالث لمبادرة "الحزام والطريق" والذي يتوقع أن يحضره عدد من القادة الأجانب، بحسب ما أعلنته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الأربعاء.

ونقلت شينخوا عن وزارة الخارجية الصينية قولها إنّ "الرئيس الصيني شي جين بينغ سيحضر حفل افتتاح المنتدى وسيلقي كلمة رئيسية وسيقيم مأدبة ترحيباً بالقادة الأجانب وبرؤساء المنظمات الدولية الذين سيشاركون في المنتدى".

وقالت الصين الشهر الماضي، إن المنتدى يعقد بمناسبة الذكرى العاشرة لإطلاق المبادرة، مشيرة إلى أنها وقّعت وثائق تعاون تتعلق بالمبادرة مع أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية.

وأكدت أنه "على مدى العقد المنصرم، حقق تعاون الحزام والطريق نتائج مثمرة"، معتبراً أن ذلك أرسى أسس 3 آلاف مشروع تعاون وحفّز استثمارات تصل قيمتها إلى تريليون دولار.

كتاب أبيض للمبادرة 

وأصدرت الصين "كتابا أبيض عن المبادرة" بمناسبة المنتدى أكدت فيه، أن مبادرة "الحزام والطريق"، لا تستهدف التنمية للصين فحسب، بل للعالم بأسره، حيث تتطلع إلى خلق عالم أفضل.

وبحسب الكتاب الأبيض، فقد تم بناء عدد كبير من مشاريع البنية التحتية، مع إحراز تقدم ملموس للدول المشاركة في بناء السكك الحديدية والطرق السريعة وخطوط الأنابيب والشحن والطاقة والاتصالات وغيرها من مرافق الخدمات العامة الأساسية، على أساس إطار "6 ممرات، و6 طرق، وبلدان وموانئ متعددة".

كما استمرت شبكة طريق الحرير البحرية في التوسع، فبحلول نهاية يونيو 2023، وصلت إلى 117 ميناء في 43 دولة، وانضمت أكثر من 300 شركة شحن صينية ودولية إلى جمعية طريق الحرير البحرية.

وأشار الكتاب إلى أن الصين وقعت اتفاقيات نقل جوي ثنائية مع 104 دول مشاركة في بناء "الحزام والطريق"، وفتحت رحلات مباشرة مع 57 دولة مشاركة في بناء "الحزام والطريق" لتسهيل النقل عبر الحدود.

وأشار الكتاب الأبيض إلى أن حجم تجارة الصين في المنتجات الزراعية وحدها، مع شركاء مبادرة "الحزام والطريق" بلغ 139.4 مليار دولار.

وأكد الكتاب الأبيض أن هناك جهودا مبذولة لتعزيز التجارة العالمية، حيث ألغت مبادرة "الحزام والطريق" اختناقات النقل الداخلية والعابرة للحدود والإقليمية والحواجز التي تعترض التعاون التجاري والاستثماري، وجعلت الخدمات اللوجستية عبر الحدود والتجارة الخارجية أكثر ملاءمة، وزادت من كفاءة التعاون المحلي والدولي.

وأضاف الكتاب الأبيض أن مبادرة "الحزام والطريق" تزيد من قدرة الدول المشاركة على جذب رؤوس الأموال العالمية، ففي عام 2022، شكلت تدفقات الاستثمار المباشر عبر الحدود في جنوب شرقي آسيا 17.2% من الإجمالي العالمي، بزيادة 9 نقاط مئوية عن عام 2013. 

وأشار الكتاب إلى قيام مدن من أكثر من 60 دولة مشاركة في بناء "الحزام والطريق" بنحو 1000 اتفاقية توأمة مع مدن صينية نظيرة.

كما أقامت 352 منظمة غير حكومية من 72 دولة ومنطقة شبكة تعاون للمنظمات غير الحكومية لطريق الحرير، حيث أُنجزت من خلالها أكثر من 500 من المشاريع والأنشطة المختلفة.

تحدي الممر التجاري 

وتواجه مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، تحدي  الممر التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) الذي تم الاتفاق عليه في سبتمبر/أيلول الماضي، على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.

ويشمل الممرّ بناء خطوط للسكك الحديدية وأنابيب لنقل الطاقة، وكابلات لنقل البيانات. ويعدّ هذا المشروع، ووصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بـ "التاريخي"، بمنزلة رد أميركي على مشروع "الحزام والطريق" الذي طرحته الصين عام 2013.

لكن من جهة أخرى، جاءت الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة لتهدد المشروع الأميركي، حيث ذكرت "رويترز" في تقرير أمس الثلاثاء، أن الحرب بين إسرائيل وغزة قد تقوض رؤية واشنطن لاستخدام ميناء حيفا الإسرائيلي لربط الهند عبر السعودية بأوروبا.

كما أنها قد تعقد تنفيذ فكرة واشنطن لمحاصرة النفوذ الصيني في الخليج، عبر الممر التجاري  بين الهند والخليج وأوروبا وتعيق إعادة تشكيل التدفقات التجارية والمالية في المنطقة العربية.

المساهمون