بزنس اللاجئين

23 مارس 2015
الآف اللاجئين السوريين في تركيا (أرشيف/GETTY)
+ الخط -

لم يتركوا أية نقيصة أو مذمة إلا وألصقوها بهم، فهم رفعوا الفقر والبطالة لمعدلات قياسية، وزاحموا الشباب في اقتناص فرص العمل، وضغطوا على سوق التشغيل، كما سببوا مشاكل في البنية التحتية للبلدان المستضيفة خاصة المياه والصرف الصحي والكهرباء والمدارس والمستشفيات، وأحدثوا قلقاً في قطاع الإسكان حيث رفعوا أسعار الشقق والأراضي، حتى دور الحضانة والكباري وشبكات الطرق لم تسلم منهم.

هذا هو لسان حال بعض حكومات الدول المستضيفة للاجئين السوريين المنتشرين في عدة بلدان منها الأردن ولبنان وتركيا ومصر وعواصم أوروبية، فاللاجئون، حسب هؤلاء، هم أس كل شر وبلوى، بل وصل الحال ببعض المسؤولين العرب لاتهامهم بالوقوف وراء زيادة التسول والفقر داخل بلادهم، وأحدث مثال تصريح مستشار بوزارة التنمية الاجتماعية الأردنية يقول فيه إن نسبة التسول في بلاده ارتفعت 19% بسبب السوريين.

بل إن بعض مراكز الدراسات دخلت على الخط، حينما راحت تروج لفكرة أن اللاجئين السوريين عمقوا معدلات الفقر والبطالة في البلدان المستضيفة، حيث يزاحمون بشكل كبير على فرص العمل.

اقرأ أيضاً:
2.5 مليار دولار حجم انفاق تركيا على اللاجئين السوريين

ولم تكتف هذه الدول بالإساءة النفسية للأخوة السوريين، بل راحت تحول هذا الملف الإنساني إلى بزنس ضخم يتم من خلاله الحصول على المعونات الخارجية والضغط على بعض الدول والمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لتقديم مساعدات بمئات الملايين من الدولارات، وتحت زعم أن اللاجئين شكلوا ضغوطاً كبيرة على الموازنة العامة راحت الدول المستضيفة تطلب المزيد من المساعدات، وإلا البديل هو طرد هؤلاء وعدم تقديم الخدمات الإنسانية والمعيشية لهم.
 
يجب على الحكومات العربية التوقف عن إيذاء اللاجئين السوريين نفسياً وإلصاق كل نقيصة بهم، فبعض هؤلاء جاءوا ومعهم استثماراتهم، ومثلوا إضافة لاقتصادات الدول التي تستضيفهم لأنهم تجار شطار وأصحاب حرفة.

اللاجئ السوري لم يكن يتمنى أن يكون لاجئاً، هو شخص حالم خرج في ثورة ضد ظلم الأسد وطغيان نظامه، ويريد أن يرى بلاده في وضع أفضل، يريد أن يصنع مستقبلاً أفضل وأكثر كرامة لأبنائه، وبالتالي يجب عدم عقابه على حلمه.


اقرأ أيضاً:
نقص الأدوية يهدد ملايين السوريين

المساهمون