مؤتمر المانحين في بروكسل: تعهدات بتقديم 7 مليارات يورو لمتضرري زلزال تركيا وسورية

21 مارس 2023
المؤتمر بداية مهمة للتضامن مع المتضررين من الزلزال لكنها غير كافية (الأناضول)
+ الخط -

تعهد مانحون دوليون خلال مؤتمر في بروكسل تقديم سبعة مليارات يورو، لمساعدة سكان تركيا وسورية المتضررين من زلزال السادس من فبراير/شباط الذي خلف أضراراً مادية تقدر بأكثر من 100 مليار يورو.

وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في نهاية المؤتمر الإثنين، إنني "فخور بإعلان أننا سنرى دعما إضافيا كبيرا. يبلغ إجمالي الالتزامات اليوم سبعة مليارات يورو".

وأضاف المسؤول الذي شارك في رئاسة المؤتمر في بروكسل: "سمعنا أصواتا من حكومات من أنحاء العالم تعلن الرسالة الرئيسية الوحيدة، وهي أن الأشخاص المتضررين ليسوا وحدهم. نحن معكم".

وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن نحو 950 مليون يورو ستذهب إلى المتضررين في سورية، فيما ستخصص غالبية تعهدات المساعدات إلى تركيا التي سجلت أكبر خسائر ناجمة عن الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 56 ألف شخص في البلدين.

بداية للتضامن

ورحبت فون دير لاين بـ"يوم جيد للتضامن الدولي"، لكنها شددت على أن المؤتمر الذي حضره أكثر من 60 وفدا "ما هو إلا بداية".

وأقرت أن "أمامنا الكثير من العمل"، مضيفة أن مؤتمر المانحين المخصص فقط للشعب السوري سيعقد في بروكسل يومي 14 و15 يونيو/حزيران.

واعتبر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر أن نتيجة المؤتمر "خطوة كبيرة إلى الأمام"، مردفا: "لكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه".

من جهته، قدّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خسائر تركيا جراء الزلزال "بحوالى 104 مليارات دولار" (97 مليار يورو).

وقال في مداخلة عبر الفيديو خلال المؤتمر: "من المستحيل أن تتمكن دولة من مواجهة كارثة بهذا الحجم وحدها، مهما كان وضعها الاقتصادي".

ودمّر الزلزال منازل ملايين الأشخاص في جنوب شرق تركيا وشمال سورية، حيث يعيش عدد كبير من اللاجئين أو النازحين بسبب النزاع السوري.

وقدرت الأمم المتحدة تكلفة الإصلاحات العاجلة في سورية بـ14,8 مليار دولار، بينما توقع البنك الدولي انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لسورية 5.5% في عام 2023، وفي أن تبلغ تكاليف التعافي وإعادة الإعمار نحو 7.9 مليارات دولار على مدار ثلاث سنوات.

تعهدات أوروبية

من بين الإجمالي، تعهدت المفوضية الأوروبية تقديم مليار يورو لمساعدة تركيا في إعادة الإعمار، و108 ملايين يورو (115 مليون دولار) في شكل مساعدات إنسانية لسورية. وأعلن البنك الأوروبي للاستثمار عن قروض بقيمة 500 مليون يورو لتركيا.

وكان بنك الاستثمار الأوروبي قد أوقف تقريبا جميع عمليات الإقراض إلى تركيا، بعد خلاف حول التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص في عام 2019.

وقالت ليليانا بافلوفا نائبة رئيس البنك في بيان، وفقاً لوكالة "رويترز"، إننا "نعمل مع المفوضية الأوروبية بشأن حزمة مشتركة شاملة يقدم بنك الاستثمار الأوروبي بموجبها ما يصل إلى 500 مليون يورو. وسنعرضها قريبا على مجلس إدارتنا للموافقة عليها".

وأفادت ألمانيا بأنها سترفع مساعداتها لضحايا الزلزال إلى 240 مليون يورو، في حين أعلنت فرنسا عن مساعدات إضافية بقيمة 12 مليونًا لتُضاف إلى 30 مليوناً كانت خصصتها لتركيا وسورية.

وأودى الزلزال بحياة 50 ألفاً و96 شخصاً في تركيا وفقًا لآخر تقرير رسمي، و5954 شخصاً في سورية، وفقاً لتعداد "وكالة فرانس برس".

احتياجات إضافية

من جانبه، قال أوليفر فارهيلي، مفوض شؤون التوسع وسياسة الجوار لدى الاتحاد الأوروبي، إن التبرعات التي جمعت في مؤتمر المانحين ببروكسل، "لا تكفي لتضميد جراح منكوبي الزلزال (في تركيا وسورية) إلا أنها خطوة أولى في سبيل ذلك".

وأضاف المسؤول الأوروبي أن التبرعات التي جمعت في مؤتمر المانحين، فاقت توقعاتهم، مبيناً أنه بالرغم من ذلك فإنها "غير كافية لتضميد جراح منكوبي الزلزال".

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إن تبرعات مؤتمر المانحين في بروكسل، تعد مساهمة هامة في سبيل إعادة إعمار وإحياء المناطق المتضررة جراء الزلزال في بلاده.

وأوضح جاووش أوغلو وفقا لوكالة "الأناضول" أنه سيتم تخصيص نحو 4.3 مليارات يورو من إجمالي التبرعات التي تم التعهد بها في المؤتمر، لتركيا على شكل قروض مناسبة، فيما سيتم تقديم مليار و750 مليون يورو كهبة.

وأفاد بأن جزءا من التبرعات التي تم التعهد بها، سيتم منحها لتركيا بشكل مقترن مع المشاريع التي يتم إنجازها في إطار إعادة إحياء وإعمار المناطق المنكوبة.

(وكالات، العربي الجديد)

المساهمون