انتعاش الطلب يجنّب المغرب انهيار إيرادات الفوسفات

28 مارس 2024
صادرات الفوسفات مهمة لإيرادات خزينة المغرب (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مجموعة الشريف للفوسفات في المغرب حققت استقرارًا في إيراداتها بـ9.27 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي، رغم تحديات انخفاض أسعار الفوسفات عالميًا.
- تحسنت أسعار المنتجات الفوسفاتية بفضل انخفاض الصادرات الصينية وزيادة الطلب في الولايات المتحدة، أوروبا، والبرازيل، مما أدى إلى زيادة إيرادات المجموعة بنسبة 43% مقارنة بالنصف الأول من العام.
- تخطط المجموعة لتعزيز قدراتها التنافسية بتنفيذ المرحلة الثانية من برنامجها الاستثماري لرفع قدرات إنتاج الأسمدة إلى 20 مليون طن بحلول 2027، مع التركيز على الطاقة الخضراء ودعم الحياد الكربوني.

أسعف الربع الأخير من العام الماضي مجموعة الشريف للفوسفات بالمغرب، حيث مكنها من الحد من التراجع الحاد لإيراداتها تحت تأثير انخفاض أسعار الفوسفات في السوق الدولية، لتستقر عند حدود 9.27 مليارات دولار.

وكشفت المجموعة، المملوكة للدولة، عن مساهمة التراجع القوي للأسعار في النصف الأول من العام الجاري، في انخفاض الإيرادات في العام الماضي، مقارنة بالعام الذي سبقه، والذي قفزت فيه 11.4 مليار دولار، وهو مستوى اعتُبر قياسياً.

وذهبت المجموعة الرائدة في سوق الأسمدة في العام، عند تقديم نتائجها السنوية اليوم الخميس، إلى أن أسعار المنتجات الفوسفاتية شهدت انخفاضاً كبيراً في النصف الأول من العام الماضي، حيث عادت إلى مستوياتها الطبيعية بعد المستوى الاستثنائي الذي بلغته في 2022.

وأكدت المجموعة تحسن الأسعار في النصف الثاني من العام الماضي، وهو ما كان له تأثير إيجابي في الإيرادات، بعد انخفاض الصادرات الصينية وارتفاع الطلب في المناطق الزراعية الرئيسية مثل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والبرازيل، وهي مناطق تأثرت بانخفاض مستويات المخزون والظروف الاقتصادية المواتية للمزارعين.

وشددت على أن التحول نحو المستويات الطبيعية للأسعار في النصف الثاني من العام الماضي، أدى إلى تعزيز الطلب في المناطق المستوردة الرئيسية، ما أدى إلى زيادة إيرادات المجموعة بنسبة 43%، مقارنةً بالنصف الأول من العام، حسب ما أكده الرئيس التنفيذي للمجموعة مصطفى التراب بمناسبة تقديم حصيلة العام الماضي.

وقد انخفض رقم معاملات صادرات الأسمدة بـ18%، حيث عُوِّض تأثير الأسعار بزيادة الكميات المصدرة نحو أميركا الجنوبية وأوروبا، وهو المنحى ذاته الذي لوحظ على مستوى صادرات المعدن والحامض الفوسفوري، التي انخفضت على التوالي بنسبة 18 و40 في المائة.

وتراهن المجموعة التي تتحكم بحوالى 72% من مخزون الفوسفات في العالم، على الأسمدة التي شكلت 66% من الإيرادات الإجمالية، حيث يسعى المغرب لترسيخ حضوره كفاعل حاسم في سوق الأسمدة الفوسفاتية التي تساهم في الأمن الغذائي العالمي.

وأكد الرئيس التنفيذي للمجموعة، مصطفى التراب، مواصلة تنفيذ المرحلة الثانية من البرنامج الاستثماري، الذي يهدف إلى تعزيز القدرات التنافسية، حيث وصلت الاستثمارات في العام الماضي إلى 2.7 مليار دولار.

وكانت المجموعة قد أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول 2022، البرنامج الاستثماري الجديد في الفوسفات والأسمدة، الذي ينتظر أن تصل قيمته إلى 13 مليار دولار، بعدما كان البرنامج الذي غطى العشرة أعوام الماضية في حدود 8 مليارات دولار، حيث تراهن المجموعة على دعم قدرات إنتاج الأسمدة وبلوغ الحياد الكربوني عبر الأسمدة الخضراء والطاقات المتجددة.

وسيتيح ذلك الاستثمار لمجموعة الشريف للفوسفات رفع قدرات إنتاج الأسمدة بين 2023 و2027 كي تنتقل من 12 مليون طن إلى 20 مليون طن، وهو ما سيقتضي توسيع قدرات استخراج الفوسفات الخام وفتح مصانع لتوفير الأسمدة.

ويأتي هذا التوجه في ظلّ مسعى المجموعة لجذب نصف الزيادة التي تهمّ الطلب العالمي على الأسمدة، علما بأنها ترنو إلى زيادة قدرات إنتاج الفوسفات الخام إلى 26 مليون طن بفعل استكشاف مناجم جديدة وتطوير تلك التي تتولى استغلالها.

وتهدف مجموعة الشريف للفوسفات إلى تزويد جميع منشآتها الصناعية بالطاقة الخضراء بحلول سنة 2027. وسيمكن لهذه الطاقة الخالية من الكربون تزويد المنشآت الجديدة لتحلية مياه البحر، من أجل تلبية احتياجات المجموعة، وكذا تزويد المناطق المجاورة لمواقعها بالماء الصالح للشرب والري.

المساهمون