انتشار تطبيقات تأجير السيارات والسكوتر الكهربائية في تركيا

24 سبتمبر 2022
استخدام السكوتر كوسيلة لمواجهة الزحام وارتفاع أسعار النقل في تركيا (Getty)
+ الخط -

انتشرت في الآونة الأخيرة بتركيا ظاهرة تطبيقات السيارات والدراجات الكهربائية والسكوتر الكهربائية عبر الهواتف الخلوية، التي تهدف إلى توفير وسائل نقل سريعة تتيح لمستخدمها سهولة الوصول إلى وجهته دون أي عقبات.

وأصبح من الشائع في شوارع تركيا، وتحديداً إسطنبول، مشاهدة العديد من الدراجات والسكوتر الكهربائية متاحة على جوانب الطرقات لمن يرغب في استخدامها من خلال تمرير عدسة الهاتف لقراءة رمز الـQR الخاص بكل مركبة عبر التطبيق الخاص بالشركة صاحبة تلك الدراجات الكهربائية.

وعندما يُمسَح الرمز ضوئياً، تُرسَل كلمة مرور إلى المستخدم حتى يمكن إلغاء قفل السكوتر الإلكترونية فعلياً، ويمكن البدء باستخدامها، وعند نهاية الرحلة تُقفَل الدراجة أو السكوتر الإلكترونية مرة أخرى من قبل المستخدم في منطقة آمنة.

وتعد شركات "Martı" و"BinBin" و"Hop"، الأبرز في استئجار الدراجات الكهربائية بتركيا عبر تطبيقاتها التي يستخدمها نحو ما يزيد على 2.5 مليون مستخدم، حيث يأتي تنامي مستخدمي تلك الدراجات بتركيا وسط توقعات بوصول حجم سوق السكوتر الكهربائية في جميع أنحاء العالم إلى حوالى 42 مليار دولار في عام 2030.

ويرجع سبب انتشار التنقل الصغير بسرعة في تركيا إلى الازدحام الكبير في وسائل المواصلات الذي تشهده بعض المدن، فضلاً عن الاختناق المروري بجانب كونها وسيلة للترفيه.

وتُسعَّر الدراجات الكهربائية وفق عدد الدقائق المستخدمة، حيث يصل سعر الدقيقة في تطبيق "Martı" نحو 1.49 ليرة، بينما يصل سعر الدقيقة في تطبيق "BinBin" و"Hop" نحو 1.29 ليرة.

ويرى أنيل أوزتوك الذي يعيش في مدينة إسطنبول، أن توافر العديد من الشركات أصحاب تطبيقات الدراجات الكهربائية يُعَدّ جيداً، خاصة في ظل الازدحام ما بين 5 إلى 8 مساءً، مشيراً إلى أنها تُعَدّ وسيلة سلسة للتنقل في الشوارع دون انتظار المركبات الأخرى من خلال السير على جوانب الطريق أو بين الأزقة.

وأشار أوزتوك، وهو في العشرينيات من عمره لـ"العربي الجديد"، إلى أن هناك بعض المشكلات التي تعيب تلك الدراجات الكهربائية، وهي أن كلاً منها يسير في نطاق معين داخل المدينة، ولا يمكن الخروج منه، وفي حال الخروج منه تتوقف الدراجة عن العمل تلقائياً، وتُفرَض غرامة على المستخدم، بالإضافة إلى أن تلك الدراجات تواجه مشكلة في السير على الطرق الصاعدة التي توجد بكثرة في إسطنبول.

ومن لا تستهويه الدراجات والسكوتر الكهربائية في تركيا، بات لديه خيار اللجوء لاستئجار السيارات عبر تطبيقات مختلفة، مثل تطبيق "MOOV "و"Zipcar" و"Yoyo" و"Miniyol" وغيرها من التطبيقات التي يعمل بعضها جيداً، ولديه عدد من الرواد لا بأس به، والبعض الآخر ليس لديه الانتشار الكافي ويعاني من ضعف بالأساس في تقديم الخدمة.

وتلعب تلك التطبيقات دور البديل للشركات العاملة على استئجار السيارات المختلفة، التي يصل متوسط إيجار السيارات غير الفارهة لديها ما بين 600 إلى 800 ليرة في اليوم، إلا أن تلك التطبيقات يراوح متوسط سعر الدقيقة الواحدة لديها بين 2.45 و3 ليرات.

من جانبه، قال محمد أوزتورك، أحد أصحاب شركات تأجير السيارات في إسطنبول، إن تطبيقات السيارات لا تلقى الدعم المطلوب محلياً، نظراً لعدم استساغة مالكي السيارات لمشاركة سياراتهم مع الآخرين، ما يعني أن تلك التطبيقات ستواجه صعوبات عدة حتى يتأقلم المواطنون معها.

وأشار أوزتورك خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن هذا النوع من التطبيقات قد يكون مستساغاً لدى المستأجرين أو الأجانب غير المقيمين، حيث توفر لهم سهولة الحصول على السيارات التي يرغبون فيها، بالإضافة إلى أن التطبيق يتيح للمستأجر رفاهية تأجير السيارة بالدقيقة والساعة، بينما تشترط عليه الشركات العاملة في المجال تأجير السيارة 3 أيام على الأقل.

ويرى أوزتورك أن قلة المعروض من السيارات على تلك التطبيقات، فضلاً عن أن سعر تأجير السيارة يعد غالياً جداً مقارنة بالشركات العاملة في هذا المجال، بالإضافة إلى أنه في بعض الأحيان تكون السيارة بعيدة جداً عن المستأجر، وقد يلزمك صاحب السيارة بالتحرك بها داخل نطاق معين من خلال ميزة يوفرها له التطبيق، ما يضيّق الخناق على المستأجر ويجعله ملزماً بمناطق معينة؛ كلها أسباب تساهم في ضعف انتشار هذه التطبيقات ومحدوديتها.

(الدولار= 18.4 ليرة)

المساهمون