من النزوح الجماعي إلى الفساد، ومن منتجات الألبان إلى الورود، في ما يأتي نقاط عن بلغاريا الواقعة على حدود أوروبا الشرقية التي تشهد انتخابات رئاسية الأحد:
هجرة وانخفاض دخل
هاجر البلغار بشكل جماعي بعد الانتقال الديموقراطي عام 1989، في حركة اتسعت مع انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي في 2007.
وكان عدد السكان يبلغ نحو تسعة ملايين نسمة عند سقوط الشيوعية، وأصبح 6,5 ملايين فقط في 2021، ما يجعلها بين الدول الأولى التي تشهد هجرة كبيرة للسكان.
ومع نقص اليد العاملة وهجرة الأدمغة، ما زالت بلغاريا حتى هذا اليوم أفقر دولة بين دول الاتحاد الأوروبي والبلد الذي يشهد أكبر تفاوت اجتماعي في التكتل، وتأمل الانضمام إلى منطقة اليورو بحلول 2024.
ويبلغ متوسط الأجور في بلغاريا 874 يورو في الشهر، أي نصف ما هو عليه في أوروبا.
فساد ورشى
الفساد هو المشكلة الكبرى الأخرى التي تواجهها بلغاريا التي تأتي في أسفل لائحة دول الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، بحسب منظمة "الشفافية الدولية" غير الحكومية.
ومن الطب إلى التعليم والقضاء والشرطة، تسمم الرشى والأموال القذرة الحياة اليومية للبلغار الذين يشعرون بالاستياء من الامتيازات التي تتمتع بها طبقة سياسية تعيش ببذخ في كثير من الأحيان.
ودفعت معلومات عن شراء شقق بمبالغ هائلة وبناء منازل بأموال أوروبية ورشى وغيرها آلاف المتظاهرين إلى الخروج إلى الشوارع في صيف 2020.
في تلك السنة، كشفت الحكومة الموقتة العديد من قضايا اختلاس أموال عامة.
علاقات قوية مع موسكو
يلتفت البلغار إلى موسكو في أغلب الأحيان، ولم يهزّ الغزو الروسي لأوكرانيا قناعات العديد من الناطقين بالروسية في بلغاريا.
والبلغار هم من السلاف والمسيحيين الأرثوذكس مثل الروس، ويستخدم البلدان الأبجدية السيريلية. وهذا التقارب الثقافي تعززه روابط تاريخية، إذ إن روسيا حررت بلغاريا من خمسة قرون من الحكم العثماني في 1878.
وبقيت أقلية مسلمة (حوالى 13 في المئة من السكان) من تلك الحقبة، رغم محاولات لدمجها قسراً في عهد الشيوعية. وهي ممثلة بحزب سياسي هو "حركة الحقوق والحريات".
تتألف هذه الأقلية من أتراك وبوماك (أحفاد البلغار الذين اعتنقوا الإسلام خلال العهد العثماني) وجزء من غجر الروما، وتقيم صوفيا علاقات مميزة مع روسيا ينظر إليها أغلب السكان البلغار بشكل إيجابي.
ويترجم هذا التقارب أيضاً بالاعتماد على روسيا في قطاع الطاقة، الموروث من الاتحاد السوفييتي الذي كانت بلغاريا تدور في فلكه.
ورغم اعتراضات الولايات المتحدة، مددت صوفيا خط أنابيب "ترك ستريم" الذي ينقل الغاز الروسي إلى أراضيها.
لكن منذ نيسان/إبريل، لم تعد بلغاريا تحصل على شحنات غاز من مجموعة غازبروم الروسية العملاقة، بعدما كانت الحكومة السابقة لصوفيا قد رفضت أن تدفع ثمن الغاز بالروبل. وتبحث حالياً عن سبل لتنويع مصادر إمدادها.
ألبان وورود
يؤكد هذا البلد الجبلي، إلى حد كبير، اعتزازه بأنه موطن الألبان، مع أن تركيا تعتبر نفسها كذلك.
واكتشف باحث بلغاري، هو ستامين غريغوروف في 1905 بكتيريا "لاكتوباسيلوس بولغاريكوس" الضرورية في تخمير الحليب.
ومصدر الفخر الآخر، أن بلغاريا واحدة من المنتجين الرئيسيين لمجموعة متنوعة من "الوردة الدمشقية" التي لا يمكن الاستغناء عنها لكبار منتجي العطور في العالم.
وهي أيضاً مهد الحضارة التراقيّة (الألف الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثالث الميلادي) التي اشتهرت بإنتاج أشياء ذهبية.
(فرانس برس)