اليورو يجني ثمار رفع أسعار الفائدة الأوروبية

17 يونيو 2023
ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة أكثر من 12% منذ أوائل مايو الماضي (فرانس برس)
+ الخط -

أدى قرار البنك المركزي الأوروبي رفع الفائدة أخيرا، للمرة الثامنة على التوالي، لدفع سعر اليورو إلى أعلى مستوى له منذ أشهر، حيث سجل في آخر التعاملات 1,09 للدولار بعد أن كان انخفض خلال سبتمبر/أيلول 2022 إلى نحو 0.95 دولار.

وارتفعت العملة الأرووبية الموحدة أكثر من 12% منذ أوائل شهر مايو/أيار الماضي. 

وقرر البنك المركزي الأوروبي، أول من أمس الخميس، رفع فائدة التسليف (الاقتراض) إلى أعلى مستوياتها في 22 عاماً، وترك الباب مفتوحاً أمام المزيد من الزيادات.

وشمل قرار البنك زيادة سعر الفائدة الرئيسي بواقع 25 نقطة أساس (0.25%) إلى 3.5%، وهو أعلى مستوى منذ مايو/أيار لعام 2001.

وحول تداعيات رفع الفائدة على الاقتصاد الأوروبي والعملة الموحدة، أشارت الخبيرة المصرفية صونيا مارتن إلى أن "عملة اليورو تستخدم في منطقة اقتصادية صلبة وقوية".

وأضافت في لقاء مع شبكة "إيه آر دي" الألمانية الإخبارية، مساء أمس الجمعة، أنه "يمكن تشبيه وضع العملة الأوروبية بشراء حصة أسهم في شركة تحقق ربحية عالية بفعل الاستثمار الجيد، وهو ما يدفع لزيادة الطلب عليها".

وعن العوامل المؤثرة في دفع اليورو صعودا، أكدت مارتن أن "تراجع اليورو العام الماضي كان بسبب مخاوف حدوث أزمة في إمدادات الطاقة على خلفية الحرب في أوكرانيا، لكن عندما اتضحت أن الأمور لن تكون بهذا السوء، عاودت العملة الارتفاع".

وبحسب مارتن، فإن "تأثير قوة أو ضعف سعر صرف العملة على الاقتصاد ليس واضحا تماما، فكلاهما له مزايا وعيوب".

ولفتت إلى أن "سعر الصرف يتعلق بالقدرة التنافسية للمنتجات وكذلك التضخم والسياسة النقدية للبنوك المركزية". 

وفي هذا الإطار، شرحت المحللة الاقتصادية وخبيرة العملات في "كومرس بنك" الألماني لاستر رايشلت، في مقابلة مع الشبكة عينها، أن "رفع الفائدة على العملة يؤدي لاستقطاب الأموال من الخارج ويرفع من قيمة العملة". 

وعما إذا كانت العملة ستستمر في الصعود في ضوء إشارات المركزي الأوروبي إلى احتمالات مزيد من رفع الفائدة، أوضحت الخبيرة رايشلت أن "إيجابيات أو سلبيات زيادة أسعار الفائدة على قوة اليورو تعتمد على مدى قدرة الاقتصاد على تعويض الخسائر الناجمة عن التضخم". 

وأشارت إلى أن "التضخم المرتفع يضغط على العملة نزولا، ومن ثم تراجع الاستثمارات الأجنبية، كما أن العملة تتأثر بسعر صرف العملات الأخرى، فارتفاع الدولار يؤدي إلى اللجوء إلى اليورو والعكس".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

ويتوقع "كومرس بنك" أن تصل قيمة اليورو إلى حدود 1,14 مقابل الدولار بحلول نهاية العام الجاري.

وخلصت رايشلت إلى أن "اليورو يستفيد من ارتفاع أسعار الفائدة"، مشيرة إلى أن "الخوف ينبع من استمرار التضخم ومن ثم استمرار رفع الفائدة وما يتبعه من ركود".

ونبهت إلى أن "اليورو القوي يقلل من قيمة الواردات الأوروبية، لكنه في الوقت ذاته،  يرفع من قيمة الصادرات ويجعلها أقل جاذبية مع منتجات الدول الأخرى".

المساهمون