اليابان تقترح احتياطياً استراتيجياً من الغاز الطبيعي

19 يوليو 2023
منافسة أوروبا تقلق اليابان من مستقبل إمدادات الغاز المسال (Getty)
+ الخط -

اقترحت اليابان إنشاء احتياطي طوارئ للغاز الطبيعي، على غرار متطلبات احتياطي الطوارئ للنفط، من قبل وكالة الطاقة الدولية. واليابان من الدول الكبرى المستوردة للغاز الطبيعي المسال، بسبب قاعدتها الصناعية، واستهلاكها الضخم من الطاقة.

وتتخوف اليابان من نقص إمدادات الغاز الطبيعي، وارتفاع الأسعار، وتداعيات ذلك على اقتصادها القائم على الصناعة والتصدير.
وحسب تقرير بنشرة "أويل برايس" من المتوقع أن تقترح اليابان بناء مخزون عالمي من الغاز الطبيعي للطوارئ، في مؤتمر للغاز الطبيعي يعقد في طوكيو هذا الأسبوع.
وفي حين أن الاتحاد الأوروبي لديه هدف جماعي لملء مواقع تخزين الغاز بنسبة 90% بحلول الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، بسبب مخاوف تكرر أزمة الغاز الطبيعي التي واجهتها دول المجموعة في الشتاء الماضي، تسعى اليابان إلى وسيلة تخزين لضمان أمن الغاز الطبيعي المسال. وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تهديد ضمان الإمدادات من روسيا، ولاحقاً فرضت المجموعة الأوروبية عقوبات على الغاز الطبيعي الروسي.

وبالنسبة لأعضاء وكالة الطاقة الدولية، والتي تشمل معظم الاقتصادات المتقدمة، بما في ذلك اليابان، والولايات المتحدة، فإن كل دولة لديها التزام بالحفاظ على مخزون نفطي يعادل 90 يوماً على الأقل من واردات النفط الصافية، وأن تكون جاهزة للاستجابة بشكل جماعي لاضطرابات الإمدادات الشديدة التي تؤثر على العالم.

وتتمتع البلدان بالمرونة بشأن كيفية الوفاء بهذا الالتزام، ويمكن أن تشمل المخزونات المحتفظ بها حصرياً لحالات الطوارئ والمخزونات المحتفظ بها للأغراض التجارية (سواء في شكل نفط خام أو كمنتجات مكررة)، فضلاً عن الاحتفاظ بمخزونات في بلدان أخرى بموجب اتفاقيات ثنائية.

وفي العام الماضي، قفزت أسعار الغاز إلى مستويات قياسية، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وعقب أن قطعت روسيا إمدادات خط أنابيب الغاز عن معظم دول الاتحاد الأوروبي.

وفي أغسطس 2022، وصلت الأسعار الأوروبية وأسعار الغاز الطبيعي المسال الآسيوية إلى مستويات قياسية، حيث تنافست أوروبا وآسيا على إمدادات الغاز الطبيعي المسال قبل شتاء 2022/2023. وتتخوف اليابان من المنافسة الأوروبية على صفقات الغاز المسال التي باتت لا تكفي الاستهلاك المتزايد في آسيا.

ويبدو أن سوق الغاز المسال يتجه نحو التحول إلى سوق مشترين أكثر من سوق بائعين في السنوات الأخيرة من العقد الجاري، وسط الاستثمارات الهائلة في المشاريع الجديدة المدفوعة بارتفاع الأسعار إلى مستويات خرافية في العام الماضي، بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، وعقوبات الطاقة على موسكو التي أوقفت إمدادات غاز الأنابيب.

ويرى تحليل "أويل برايس" أنه ربما يكون كبار المنتجين فقط الذين لديهم قائمة من الزبائن الثابتين وعقود طويلة الأجل قادرين على المنافسة في هذه السوق.

من جانبها، ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن أزمة الطاقة التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا أدت إلى تغيير هيكل أسواق الغاز، ما يتطلب حواراً بين المنتجين والمستهلكين الذي يتطلعون إلى ضمان أمن الإمدادات على المديين القصير والطويل وتقليل الانبعاثات.

وأشارت الوكالة إلى أن سوق الغاز الأوروبية لا تزال تواجه خطر تذبذب الأسعار هذا الشتاء، على الرغم من أن الأسوأ فيما يتعلق بأزمة الطاقة في القارة يبدو أنه قد انتهى.

ورغم هدوء حدة التوترات في أسواق الغاز بشكل كبير منذ بداية العام، فإن التقرير يشير إلى أن التنسيق الأعمق بين المشاركين في السوق لا يزال ضرورياً، نظراً للتحولات الكبيرة في كيفية عمل أسواق الغاز.

وقال كيسوكي ساداموري، مدير أسواق وأمن الطاقة لدى الوكالة: "تتشكل سوق غاز عالمية جديدة بعد أزمة أوكرانيا، وبالنظر إلى ذلك، يجب على المنتجين والمستهلكين المسؤولين إعادة النظر في نهجهم لتوفير الأمن والمرونة والتعاون"، مضيفا أن هناك حاجة أيضاً لبذل جهوداً هادفة لتقليل البصمة الكربونية لسلاسل إمدادات الغاز، بما يشمل استخدام الغازات منخفضة الانبعاثات.

المساهمون