النظام السوري يرفع رسوم الحصول على جواز السفر إلى أضعاف راتب الموظف

04 سبتمبر 2022
مسافرون عبر مطار حلب (فرانس برس)
+ الخط -

أصدرت وزارة داخلية النظام السوري، يوم السبت، تعميماً نص على رفع رسوم الحصول على "جواز السفر المستعجل" من 300 ألف ليرة سورية إلى 500 ألف ليرة، بذريعة تسريع الحصول عليه ومنحه خلال يوم واحد. (الدولار=4445 ليرة).

جاء في التعميم الذي نشر على صفحة وزارة الداخلية التابعة لحكومة النظام "حرصاً من وزارة الداخلية على تلبية رغبة الإخوة المواطنين الذين هم بأمسّ الحاجة للحصول على خدمة جواز سفر، يستوفى بدل خدمة ورسم بمبلغ (500 ألف ليرة سورية) اعتباراً من 4 سبتمبر/أيلول لقاء الحصول على جواز السفر الفوري، ويسلم الجواز لصاحب العلاقة في نفس اليوم من إدارة الهجرة والجوازات وفروعها في المحافظات.

وسبق أن رفعت حكومة النظام في نهاية مايو/أيار الماضي رسوم الحصول على "جواز السفر المستعجل" من 100 ألف إلى 300 ألف ليرة سورية، وقالت حينها إن "من سيدفع تلك التكلفة الزائدة من المواطنين سيستفيد عدم تضييع وقته في طوابير الانتظار".

وحسب أسعار الصرف في البلاد، تعادل 500 ألف ليرة قرابة 111 دولاراً أميركياً، ويعد هذا الرقم أعلى من راتب غالبية الموظفين الحكوميين، وهو أيضاً قرابة 4 أو 5 أضعاف راتب عدد كبير من الموظفين العاديين، إذ لا تتجاوز قيمة الرواتب السائدة في سورية 20 دولاراً شهرياً. 

وسبق أن حددت حكومة النظام رسوم 300 دولار رسوم جواز السفر العادي للمغتربين خارج القطر، حيث يحتاج الراغب في الحصول على جواز سفر حجز دور على منصة حجوزات الجوازات، ثم التوجه لدوائر الهجرة والجوازات لتقديم الطلب في الموعد المحدد، ويحدد رسم الجواز المستعجل خارج القطر بدون  حجز دور بمبلغ 800 دولار.

ويحتل جواز السفر السوري برفقة جوازي أفغانستان والعراق، مرتبة كأضعف جوازات سفر في تصنيف قوة جواز السفر العالمي لعام 2021، حسب شركة الاستشارات المالية الكندية Arton Capital.

وتعليقاً على هذا القرار، قال الناشط الإعلامي في اللاذقية أبو يوسف جبلاوي لـ"العربي الجديد" إن النظام السوري يواصل استغلال السوريين وأزمتهم لتحصيل عوائد مالية لخزينته، وأضاف أن آلاف السوريين يتوجهون يومياً لدوائر الهجرة والقنصليات والسفارات من أجل الحصول على جواز السفر ومغادرة سورية، وهذا القرار ليس إلا محاولة استغلال للأزمة، فهو يشبه قرار فرض تصريف 100 دولار للعائدين إلى سورية.

وتساءل قائلاً "أي حكومة في هذا العالم تمص دماء شعبها كما يفعل هذا النظام، تخيل أن موظفاً حكومياً يحتاج للعمل خمسة أشهر دون أن يصرف من راتبه أي ليرة للحصول على هذا الجواز الذي لا يدخلك سوى بضع دول معدودة على الأصابع".

وأكد جبلاوي أن النظام "يكذب حتى في منح الجواز في نفس اليوم بسبب الضغط، بينما يفرض دفع هذه الرسوم لأن الجواز البطيء الذي تعدّ رسومه أقل لا يصدر قبل أقل من عام فمن سينتظر كل هذه المدة".

ويطلب من المواطن السوري المقيم في مناطق سيطرة النظام عند طلب تجديد جواز سفره، أو الحصول على جواز سفر جديد، الرسوم ذاتها، مع ضرورة حيازة العديد من الوثائق الرسمية، ومنها بطاقة الهوية الشخصية، أو قيد صادر عن السجل المدني يحمل صورة الشخص ممهوراً بخاتم مختار المحلة، وصورتان شخصيتان بخلفية بيضاء، وموافقة الجهة الوظيفية للموظفين، أو تصريح "غير موظف"، وموافقة شعبة التجنيد لمن تتراوح أعمارهم بين 17 إلى 50 سنة لغير المعفيين من الخدمة العسكرية، إضافة إلى بدل تأمين العودة البالغ 2000 ليرة، وطوابع الاستمارة بقيمة 200 ليرة، وموافقة الولي للقصر وناقصي الأهلية.

المساهمون