المركزي السوداني يعوّم الجنيه ناسفًا القدرة الشرائية للمواطن

22 فبراير 2021
توقعات بزيادات أكبر في أسعار السلع بعد تعويم الجنيه (فرانس برس)
+ الخط -

تلقى المواطنون السودانيون في السوق المحلية ضربة قوية بعد قرار البنك المركزي أمس الأحد بتعويم العملة المحلية، ورفع سعر صرف الدولار إلى 375 جنيها من السعر الرسمي السابق الذي كان محددا بـ55 جنيها للدولار.
ويتقاضى غالبية السودانيين أجورهم بالعملة المحلية، ومن ثم فإن التعويم دفع تلقائيا إلى تآكل أجورهم، وودائعهم المقومة بالعملة المحلية.
فبينما كانت الـ 55 ألف جنيه تعادل 1000 دولار في السوق الرسمية قبيل التعويم، فإن الخطوة ستقوض أسعار الصرف، ليساوي المبلغ حاليا 146.6 دولارا فقط، بسعر صرف 375 جنيها للدولار.

ومع فرضية عدم تحسن أسعار الصرف وتعزيز قوة الجنيه، فإن البلاد وفقا لوكالة "الأناضول" ستكون أمام مرحلة أصعب، مرتبطة بزيادة أكبر في أسعار المستهلك، ورفض شعبي واسع بعد فقدان المواطنين القيمة الحقيقية لأجورهم.
البحث عن الدولار
وقال خبير الاقتصاد السوداني محمد الناير إن النقص الأخير في الخبز والوقود يشير الى احتمال "نقص شديد" في الاحتياطيات الأجنبية.
وأضاف لوكالة "فرانس برس" أنه إذا كان للبنك المركزي أن ينجح في سحب المعاملات من السوق السوداء، فيجب أن تبلغ الاحتياطيات حوالي 5 مليارات دولار.
و أكدت حنان الحسن أستاذ الاقتصاد بجامعة السودان المفتوحة أن سعر الصرف يتحدد على حسب العرض والطلب، ولفتت لأهمية تقليل الواردات وزيادة الصادرات للاستفادة من القرار .
وأكدت لوكالة أنباء السودان "سونا" على ضرورة منع التهريب وتحفيز المغتربين لتحويل أموالهم عبر الجهاز المصرفي، وحضت على تشجيع المغتربين على توريد أموالهم كسلع ضرورية كما كان معمولا به في الحقب الماضية.
ودعا محمد عوض الكريم الأستاذ بجامعة الجزيرة، لفتح البنوك في الفترة المسائية مع توفير الأمن لمقابلة احتياجات المصدرين وتسهيل تحويلات أموال المغتربين وتوصيلها إلى ذويهم. وأوضح لـ"سونا" بأن أول المستفيدين من هذا القرار هم المصدرون والمستوردون، وعلل ذلك بعدم تأثر الدولار الجمركي بهذا القرار.
ترحيب دولي
لقي قرار البنك المركزي ترحيبا دوليا، فبعد بيان السفارة الأميركية بالخرطوم أمس، رحب رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس بقرار بنك السودان المركزي حول توحيد واستقرار سعر الصرف.
وقال في تغريدة على تويتر إن بنك السودان المركزي حدد تسع فوائد للشعب السوداني ، بما في ذلك تقليل التهريب، وزيادة التدفقات من التحويلات المالية والمساعدات والاستثمار.
وأشار إلى أن قرار المركزي سيسمح بإحراز تقدم في  تسوية المتأخرات، مما سيمكن من توفير موارد ميسرة ومشاركة أكبر للمؤسسات المالية الدولية من قبل السودان، وهي خطوات رئيسية نحو إطلاق مبادرة تخفيض ديون البلدان الفقيرة المثقلة بالديون (HIPC).
ونوه إلى أن البنك الدولي يعمل على برامج دعم كبيرة لصالح الشعب السوداني، كما يعمل على إيجاد طرق لتسهيل تخفيف عبء الديون عن البلدان الأخرى المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية.

وأعلن البنك المركزي السوداني، أمس الأحد، عن سعر صرف مرن ومدار أو ما يعرف بـ "التعويم الجزئي" لعملته المحلية "الجنيه"، كما كان متوقعا منذ شهور، بعد عجز السلطات في البلاد عن تقويض السوق السوداء.
وأعلن عدد من المصارف التجارية، السعر التأشيري للدولار بـ 375 جنيها للبيع فيما حددت أسعار الشراء بـ376 جنيها، مقارنة مع 55 جنيها، السعر التأشيري السابق. وخلال التعاملات المسائية أمس في السوق الموازية، تراجع الجنيه إلى 400 مقابل الدولار الواحد.

المساهمون