مع انطلاق تداولات اليوم الجمعة، التقطت العملة التركية أنفاسها بعد هبوط قياسي، فشهدت نوعا من الاستقرار النسبي، وذلك بعد بعد تراجعها بنسبة عالية بلغت 4.25% الخميس، حين هوت إلى مستوى قياسي متدن عند 19.8 ليرة مقابل الدولار الأميركي.
وبحسب بيانات "رويترز"، استقرت الليرة المعرضة لتقلبات حادة قبل وقت التداول المعتاد، وثبتت بحلول الساعة 04:39 بتوقيت غرينتش، عند 18.9575 ليرة مقابل الدولار، وهو نفس مستوى الإغلاق المسجل الخميس بعد الهبوط القياسي المُشار إليه.
وخلال ليل الخميس الجمعة، صعدت العملة التركية بنحو 5.3% إلى 18.003، قبل أن تغيّر اتجاهها وتتراجع قليلا، فيما يدرس خبراء الاقتصاد في الوقت الراهن تأثير الزلزال القوي الذي هز تركيا في 6 فبراير/شباط المنصرم، علما أن الليرة كانت قد استقرت إلى حد كبير منذ أغسطس/آب 2022 بفضل تدخل السلطات بكثافة في سوق النقد الأجنبي.
وأدى التدخل في السوق لضبط سعر الصرف إلى انخفاض بقيمة 9.4 مليارات دولار للاحتياطي النقدي منذ الزلزال الأول الذي ضرب البلاد أوائل الشهر الفائت.
وفقدت الليرة التركية حوالي 30% من قيمتها مقابل الدولار العام الماضي، نتيجة المخاوف المتعلقة بالسياسات النقدية وتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وباعت تركيا سندات دولارية بقيمة 2.25 مليار دولار، تستحق بعد ست سنوات، في أول طرح دولي منذ الزلزال الكبير. وبحسب شبكة "بلومبيرغ" الأميركية، فقد باعت وزارة الخزانة والمالية سندات مقومة بالدولار تستحق في 14 مارس/آذار 2029، بعائد 9.5%. وأدارت الطرح بنوك "دويتشه بنك" و"إتش إس بي سي هولدينغز" و"جيه بي مورغان".
وبعد انخفاضات كبيرة شهدتها العملة التركية العام الماضي، تسببت في ارتفاع معدل التضخم لمستويات تجاوزت 80% في بعض الأوقات، فاقمت الأضرار الناجمة عن الزلزال الكبير الضغوط الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، وزادت الأمر صعوبة في ما يتعلق بالحساب الجاري.