ما إن سرى خبر تراجع سفراء الدول العشر عن البيان الجماعي المطالب أنقرة بالإفراج عن رجل الأعمال عثمان كافالا، حتى تحسنت الليرة التركية مسجلة 9.578 ليرات مقابل الدولار مرتفعة عن سعر افتتاح اليوم، الذي سجل أدنى سعر للعملة التركية ببلوغها 9.85 ليرات.
ونقلت مصادر إعلامية، عصر اليوم الاثنين، إعلان السفارة الأميركية في أنقرة التزامها بالمادة 41 من اتفاقية فيينا، في خطوة تشكل تراجعاً عما أقدمت عليها مع سفارات 9 بلدان أخرى من تدخل في سير محاكمة مواطن تركي توجه بلاده له تهماً عدة.
وأضافت وسائل إعلام تركية أن السفراء الـ10، الذين أصدروا بياناً طالبوا فيه أنقرة بالإفراج عن رجل الأعمال عثمان كافالا، قاموا بحذف البيان من حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أول من أمس السبت، أنه أصدر تعليمات إلى وزير الخارجية من أجل إعلان 10 سفراء لدى أنقرة أشخاصا غير مرغوب فيهم بأسرع وقت.
ويرى مراقبون أن الليرة، التي تأثرت بتخفيض سعر الفائدة الأسبوع الماضي بنحو 2%، جاءتها التوترات السياسية بين تركيا والدول المطالبة بالإفراج عن كافالا، الأمر الذي زاد مخاوف الأسواق، ما زاد من تراجع سعرها بنحو 2.67% منذ بداية التوتر مع سفراء الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
وتجاوزت خسائر العملة التركية خلال العام الجاري 25%، بسبب زيادة الطلب على العملات الأجنبية وخروج إيداعات من المصارف التركية إثر تخفيض الفائدة مرتين خلال شهرين، ما أحدث خللاً في العرض والطلب، زادته مخاوف السوق من زيادة تدخل السلطة السياسية في تركيا والسعي لفائدة منخفضة كما يصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبدأت التوقعات، بعد انتعاش اليوم، ببدء تعافي سعر صرف الليرة التركية على وقع أخبار زيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي بالمصرف المركزي إلى 123.5 مليار دولار، بحسب محافظ البنك المركزي التركي شهاب قاوجي أوغلو، والتوقعات بأن تتعدى قيمة الصادرات لهذا العام 200 مليار دولار.
وفي تعليق معهد التمويل الدولي على تقلبات سعر صرف الليرة التركية، يقول روبن بروكس، كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي (IIF)، إن جميع التحليلات الحالية حول الليرة التركية عبارة عن "ثرثرة تهدف إلى بث الذعر".
ويضيف بروكس، خلال تغريدات نشرها عبر حسابه على تويتر حول التقلبات التي يشهدها سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، إن البعض يتوقع أن يستمر الوضع الحالي في ما يخص الليرة التركية والدولار إلى ما لا نهاية "لا تلفتوا لأي من هذه التحليلات. جميعها عبارة عن هراء".
وأشار إلى أن حركة تدفق الودائع الأجنبية تسير في منحنى أفقي بالنظر إلى متوسط الحركة خلال الأسابيع الـ13 الأخيرة.