الكشري لم يعد في متناول فقراء مصر

26 فبراير 2023
طبق الكشري كان يُعرف بطعام الفقراء (العربي الجديد)
+ الخط -

أدى ارتفاع الأسعار المتواصل إلى صعوبة كبيرة لكثير من المصريين في الحصول على أطباق شعبية رخيصة كانت سابقاً في متناول اليد، وعلى رأسها الكشري الذي كان يعد وجبة غداء سريعة لكثير منهم من مختلف الطبقات.

وطبق الكشري، كان ملجأ غذائياً لكثير من المصريين خلال ضوائق اقتصادية عدة واجهتهم خلال عقود، لكن وصل الوضع المعيشي لدرجة من السوء أن أصبح الحصول على هذا الطبق الشعبي بعيد المنال.

طبق الكشري المكون من الأرز والمكرونة والعدس، إضافة إلى البصل والصلصة والخل، كان يسمى وفقاً لتقرير وكالة "بلومبيرغ" اليوم الأحد، "طعام الفقراء" حيث على عربات الشوارع ومنافذ الوجبات السريعة وحتى في المحال الفاخرة.

وعندما نزل المتظاهرون إلى شوارع القاهرة خلال الربيع العربي عام 2011 ، أبقت علب الكشري اعتصامهم. مع المكونات التي يسهل الحصول عليها وطهيها، فهي مفضلة بشدة في المنازل المصرية.
ومع ذلك، فإن هذه البساطة لا تحمي الطبق من أسرع ارتفاع في أسعار المستهلك في مصر منذ أكثر من خمس سنوات. 

مؤشر "بلومبيرغ" للكشري

يُظهر مؤشر الكشري الجديد من "بلومبيرغ" أن متوسط سعر المكونات قد قفز سنوياً بنسبة 58.9% في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ما يقرب من ثلاثة أضعاف معدل التضخم الحضري البالغ 21.3%.

التكلفة الباهظة للطبق المميّز تلخص الآثار العرضية الأكثر إيلاماً لغزو روسيا لأوكرانيا، حيث يعتبر الاقتصاد المصري مشترياً رئيسياً للقمح والسلع الأخرى، وقد تضرر من جراء ارتفاع تكلفة الواردات خلال العام الماضي. 

مؤشر بلومبيرغ لأسعار الكشري (العربي الجديد)
قفزت أسعار وجبة الكشري 59% في ديسمبر الماضي

كما أدت سلسلة من عمليات تخفيض قيمة الجنيه المصري لمعالجة أزمة العملات الأجنبية، إلى جعل العديد من المواد الغذائية أغلى من أي وقت مضى.

وتقول السلطات إن معالجة أسعار المستهلك هي أولوية قصوى، معترفة بوجود حد لمقدار ما يمكن أن يتحمله المصريون، حيث عادة ما ينفق أصحاب الدخل المنخفض في مصر نسباً أكبر من دخولهم على الطعام أكثر من غيرهم في المجتمع.

وحسب "بلومبيرغ"، فإن تكلفة تقديم طبق كشري واحد ارتفعت بنسبة كبيرة، وذلك من خلال تطبيق المقاييس في وصفة نموذجية على متوسط أسعار المواد الغذائية الرئيسية التي يجري نشرها بشكل شبه منتظم من قبل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي، مع حذف بعض التوابل والمكونات الثانوية غير المدرجة في التقارير.

وعلى الرغم من أن المكرونة وزيت الطهي من بين السلع التي تدعمها الدولة المصرية للفقراء بالبلاد، فإن مكونات الكشري الأخرى مثل العدس والبصل، ارتفعت بنسب 66.5% و 27.5% على التوالي في العام الماضي.

كما أن المطاعم البسيطة التي يذهب إليها المصريون الأقل ثراءً للاستمتاع بالكشري، تشعر أيضاً بالآثار، كما يقول يوسف زكي، صاحب مطعم أبو طارق، أحد أشهر مطاعم الكشري وسط القاهرة، إن "أرباحي انخفضت بعد أن ارتفعت أسعار المكونات بمثل هذا المقدار الجنوني". 

وعلى الرغم من ذلك، فإن طبقاً متوسط الحجم في أبو طارق، ظل في الغالب دون تغيير عند 30 جنيهاً مصرياً (حوالي دولار واحد). وفي الوقت نفسه، يعتبر الشراء في الأكياس البلاستيكية الصغيرة خياراً أرخص شائعاً بين طلاب المدارس.

وقال زكي، الذي بدأ حياته المهنية ببيع الكشري على عربة في الشارع ورثها عن والده، إن "الكشري طعام الفقراء، كيف يمكنني رفع الأسعار؟ لا يستطيع الناس تحمل ذلك".
 

المساهمون