استمع إلى الملخص
- **الوضع الكارثي للمؤسسات السياحية**: إغلاق العديد من المنتجعات والمطاعم والفنادق في مناطق الناقورة ومرجعيون وحاصبيا، مع توقف العمل كلياً بسبب القصف والخوف من الطيران الحربي.
- **تراجع العمل بنسبة 90%**: تراجع العمل السياحي بنسبة 90% في المناطق الحدودية، مع إغلاق 90% من المؤسسات السياحية بسبب الوضع الأمني المتدهور.
حلّ موسم الصيف في لبنان هذا العام فيما تتواصل للشهر العاشر على التوالي المواجهات الحدودية المسلحة بين إسرائيل و"حزب الله" عبر "الخط الأزرق". وتخلو المصايف في القرى والبلدات الحدودية في جنوب لبنان من روادها المحليين والسياح الأجانب، ما انعكس سلبا على قطاع السياحة في هذه المناطق.
وتُعرف قرى الحدود الجنوبية في لبنان بمناظرها الطبيعية الخلابة ومصايفها السياحية، لكنها تعاني هذا العام من كساد موسمها جراء المواجهات المستمرة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا أسفر عن مئات بين قتل وجريح، معظمهم في الجانب اللبناني، بالإضافة إلى تهجير قرابة 97 ألف لبناني. وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل بدعم أميركي على قطاع غزة منذ السابع مة أكتوبر، ما خلّف أكثر من 127 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن عشرة آلاف مفقود.
وضع كارثي في جنوب لبنان
ورصدت وكالة الأناضول إغلاق منتجعات عديدة بمناطق الناقورة ومرجعيون وحاصبيا، وحوالي 150 مطعماً و50 فندقاً وبيوت ضيافة، على أمل وقف إطلاق النار لتعويض بعض الخسائر التشغيلية. وتم إخلاء عدد كبير من المصايف في المناطق اللبنانية المتاخمة للحدود جراء تصاعد المواجهات العسكرية بين "حزب الله" وإسرائيل، وهو ما يهدد عائلات عديدة تعتمد على مواسم السياحة الصيفية.
ووصف أصحاب مؤسسات سياحية الوضع بالكارثي، إذ توقف العمل كليا بعدما استعاد بعض الزخم في الصيف الماضي عقب سنوات من الركود نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان. صاحب متنزه ومطعم القلعة في عين الجوز بمنطقة شبعا الحدودية موسى صعب قال للأناضول: "أتكل في مدخولي السنوي الوحيد على عائدات مشروعي السياحي في الربيع والصيف". وأضاف: "حتى اليوم لم يأت زائر واحد إلى المنطقة، (الزوار) خائفون من حدوث قصف مفاجئ وطيران (حربي إسرائيلي)، وخاصة (الذي يخرق) جدار الصوت".
وحسب صعب، "في السنوات الماضية قبل الحرب كان يأتي إليَّ أهالي البلدة وسواح من كافة المناطق، لدرجة أنه لم يكن يوجد حجز واحد (متاح)، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع"، وأعرب عن أمله "في الأيام الباقية من الموسم، وخاصة أن هناك مفاوضات يمكن أن تنهي الحرب ويعود العمل، ولذلك جهّزت المتنزه لاستقبال الزوار".
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحركة "حماس" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى. وتتهم حماس وبقية الفصائل الفلسطينية إسرائيل والولايات المتحدة بعدم الرغبة في إنهاء الحرب حاليا ومحاولة كسب وقت عبر التفاوض، على أمل أن تحقق تل أبيب مكاسب.
تراجع العمل 90%
"مشروعي افتتحته منذ سبع سنوات وكان العمل فيه ممتازاً في السنوات الماضية، أما هذا الموسم فالأمور ليست جيدة"، بهذه العبارات بدأ مازن عبد الحي، وهو صاحب منتجع بمنطقة راشيا الفخار الحدودية، حديثه. أضاف: "تراجع العمل لدينا هذا الموسم بنسبة 90% مقارنة بالأعوام الماضية، ونحن بالصيف نتكل على الموسم، ولكن الموسم أصبح في نهايته ولم نسترزق بعد".
وشدد على أن "الناس في الجنوب، وخاصة هنا في منطقة العرقوب، اعتادت على الحرب، والقصف يومي وقريب على الجبال". وردا على سؤال بشأن سبب فتح منتجعه في هذه الأجواء، أجاب عبد الحي: "لنستمر، نحن لا نستطيع أن نقفل، وهذه السنة أكيد أدفع المصاريف من جيبي، لأن الموسم ضُرب حتى لو تم اتفاق على وقف إطلاق النار لأن الصيف أصبح بمنتصفه".
إغلاق منتجعات سياحية
هادي أبو نجم صاحب منشأة سياحية على ضفاف نهر الحاصباني، قال: "لم أفتح يوما واحدا هذه السنة، لأن الوضع الأمني لا يسمح بعدما شهد مشروعي إقبالا ممتازا في السنوات الماضية قبل الحرب". وأردف: "لا نتطلع كثيرا للخسائر المادية بل نتطلع للخسائر المعنوية، وخاصة أننا وضعنا كل ما نملكه في مشروعنا لنستطيع العيش وخلق فرص عمل".
وبخصوص احتمال التوصل لوقف إطلاق النار، قال أبو نجم إن "الشعب اللبناني شعب جبار بأي لحظة يرى الهدوء الأمني يرجع ويعيش بشكل طبيعي"، وأفاد بأن "90% من المؤسسات السياحية أقفلت في الجنوب، وما فتح منها يأمل أصحابه بأن يتحرك العمل رغم خسارتهم في ظل عدم وجود حركة عمل". واستطرد: "حتى أبناء المنطقة، أي حاصبيا ومرجعيون، لا يخرجون من بيوتهم، ويحصل ذلك في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في كل لبنان".
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي لبنانية في الجنوب وأكثر من ثلثي هضبة الجولان السورية، فضلا عن الأراضي الفلسطينية. وتواصل تل أبيب حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع حصول أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع. كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
(الأناضول)