هناك مقولة قديمة تقول إذا عطست أميركا واقتصادها ودولارها أصيبت بقية دول العالم بالزكام، والآن نقول إذا عطست بورصات الخليج أصيبت البورصة المصرية، ليس فقط بالعطس والزكام، بل ربما بالسكتة القلبية، فما بين بورصات دبي وأبوظبي والرياض والقاهرة خيط مشترك هذه الأيام، هو الخسائر الفادحة، وما بين البورصة المصرية والبورصات الخليجية آهات مشتركة للمستثمرين بها، يتساوى في ذلك الصغار والكبار.
أمس شهدت البورصات الخليجية تراجعا حادا كان أعلاه في بورصة دبي التي انخفضت بنسبة 7.61%، وهو ما يعني خسارتها أكثر من 15% من قيمتها السوقية في يومين، حيث خسرت الخميس الماضي أكثر من 7.5% أيضاً، وطالت الخسائر كل البورصات الخليجية، التي شهدت تراجعات جماعية، حيث تراجعت بورصة قطر 5.85% وأبوظبي %3.63، والسعودية 3.2% والكويت 2.92%، ومسقط 3.17%، والبحرين 0.59%.
من المنطقي أن تواصل البورصات الخليجية الانخفاضات الحادة هذه الأيام وخلال الفترة المقبلة، وأن يتكرر ما حدث في عام 2006 والتي شهدت خلاله هذه البورصات انهيارات حادة، ومن الطبيعي أن يتكبد المستثمرون بهذه البورصات خسائر سوقية تقدر بنحو 42 مليار دولار في يوم واحد بسبب استمرار تهاوي أسعار النفط التي فقدت نحو 48% من قيمتها منذ شهر يونيو/ حزيران الماضي وحتي الآن.
بل، وهناك توقعات قوية باستمرار تراجع أسواق المال خلال الفترة المقبلة مع حالة الغموض التي تكتنف اتجاهات أسعار النفط، والتي لا يعلم سوى الله وحده متى ستستقر؟ ولا تعرف الأسعار أيضاً متى سترضى أميركا عن موسكو حتى تتوقف الحرب النفطية التي تقودها دول الخليج ضد النفط الروسي والإيراني وبالتالي تعود الأمور لطبيعتها.
ولكن ما علاقة عطس البورصة المصرية بزكام البورصات الخليجية؟
هناك علاقة وثيقة بين الأمرين، فاستمرار تهاوي أسعار النفط سيؤدى إلى نتيجتين حتميتين، الأولى هي انسحاب غالبية المستثمرين العرب من البورصة المصرية لتغطية خسائرهم في أسواقهم التي ستتكبد خسائر فادحة، والثانية هي انهيار أو علي الأقل الدعم الخليجي المقدم لمصر وانخفاض الاستثمارات العربية المتوقع ضخها في السوق المصرية، خصوصاً تلك المقرر الإعلان عنها خلال مؤتمر شرم الشيخ منتصف شهر مارس/ آذار.