قال مسؤول نفطي عراقي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن بلاده ملتزمة بتعهداتها النفطية تجاه لبنان بغض النظر عما ستصل إليه أسعار النفط العالمي، وإن اتفاق العراق مع الأردن حيال منح عمّان سعرا تفضيليا أقل من السوق، سار أيضاً ولا نية لمراجعته.
وتتضمن بنود الاتفاق الموقع بين بغداد وبيروت في تموز/ يوليو العام الماضي، توريد العراق مليون طن من الوقود مقابل خدمات صحية وسلع مختلفة يحصل عليها من لبنان.
يأتي ذلك مع توقعات ارتفاع أسعار النفط في العالم إلى أكثر من 180 دولاراً للبرميل مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وفرض واشنطن ودول أوروبية المزيد من العقوبات على موسكو آخرها قرار فرض الولايات المتحدة الأميركية حظرا على النفط الروسي الذي يمثل نحو 7 بالمائة من إمدادات النفط العالمي.
وأكد المسؤول النفطي، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن مسؤولين عراقيين زاروا لبنان أخيرا وأبلغوه التأكيد على استمرار تعزيز الشراكة بين البلدين. وأضاف أن إمدادات الوقود العراقي إلى لبنان عبر موانئ البصرة مستمرة وفقا لبرنامج متفق عليه بين البلدين وكذلك الوسيط المعالج للوقود وفقا لطبيعة محطات الطاقة اللبنانية.
كما أكد بالوقت ذاته أن توريد العراق للنفط بأسعار تفضيلية إلى الأردن مستمر أيضا بنحو 10 آلاف برميل يوميا، كاشفا عن أن بلاده قادرة على رفع طاقة التصدير بالوقت الحالي إلى أكثر من 3.6 ملايين برميل نفط باليوم الواحد لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في حال كان هناك اتفاق داخل منظمة أوبك.
يعتمد العراق، الذي يعدّ ثاني أكبر مصدّر للنفط في منظمة أوبك، بنسبة تتجاوز الـ 92% على الإيرادات النفطية، ويسعى حاليا إلى الاستفادة من الارتفاع الكبير في أسعار النفط عبر طرح مشروع انشاء صندوق سيادي.
كما يحاول تفعيل العديد من المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية التي جرى إيقاف العمل بها خلال الأزمة المالية التي أخذت بالتصاعد في البلاد منذ عام 2014، بفعل تراجع أسعار النفط والحرب على الإرهاب بعد سيطرة الآلاف من مسلحي تنظيم "داعش"، على مساحات واسعة من مدن شمال وغربي البلاد.