العراقيون أكثر العرب شراء للشقق السكنية في تركيا.. إليكم الأسباب

18 مايو 2023
تقدم تركيا تسهيلات سكنية (Getty)
+ الخط -

يواصل العراقيون إقبالهم على شراء الشقق السكنية في تركيا، بل إن امتلاك شقة في إسطنبول أو أنقرة مثلاً يعتبر طموحاً يسعى إليه العراقي الذي يجد في تركيا بلداً آمنا يستوعب وجوده دائماً ويشكل بالنسبة إليه محطة "السكن البديل".

واحتل العراقيون المركز الرابع في قائمة مشتري الشقق السكنية في تركيا، خلال شهر نيسان/إبريل الماضي، بحسب هيئة الإحصاء التركية، التي ذكرت في بيان أن "تركيا شهدت بيع 2557 شقة للأجانب خلال شهر إبريل الماضي، وأن إجمالي مبيعات المنازل في البلاد بلغ 85 ألفا و652 شقة سكنية".

وحلّ الروس في المركز الأول بشرائهم 817 شقة سكنية، تلاهم الإيرانيون بـ377 شقة، ثم الأوكرانيون بـ136 شقة، والعراقيون بـ124 شقة سكنية. وتعد المرتبة الرابعة تراجعاً طفيفاً بالنسبة للعراقيين، ولا سيما أنهم احتلوا المرتبة الثالثة في مارس/ آذار الماضي.

احتل العراقيون المركز الرابع في قائمة مشتري الشقق السكنية في تركيا، خلال نيسان/إبريل، وحل الروس في المركز الثاني

من جهته، قال محمد السامرائي (32 عاما)، وهو عراقي يسكن في مدينة إسطنبول التركية منذ أربعة أعوام، إن "تركيا بلد رائع وجميل، وأنه يحتوي العرب والأجانب بكل جنسياتهم ولا يمارس العنصرية، وأن أسعار الشقق فيه تعتبر جيدة، لذلك فإن العراقي يسعى إلى شراء شقة في تركيا للحصول على إقامة من جهة وسكن بديل يستقبله في كل الأوقات إذا ما ساءت الأوضاع في العراق".

وأضاف السامرائي في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "تركيا من البلدان التي لا تؤمن بالتعقيدات الحكومية، وهي متساهلة إلى حدٍ ما مع العراقيين، ولا سيما أن معظمهم لديهم مصادر دخل واضحة وأعمالهم لا تنافس المواطن التركي"، موضحاً أن "السكن في تركيا مريح وهادئ، إضافة إلى الخدمات الجيدة".

أما هند سيف، وهي مقيمة في أنقرة، فقد أشارت إلى أن "الوضع في العراق مرتبك وأن العراقيين لا يعرفون في أي لحظة تسوء الأحوال، خصوصاً مع تغول المليشيات المسلحة في السلطة وتمكنها من السيطرة على كل القرارات، بما في ذلك القرارات الأمنية"، مبينة لـ"العربي الجديد"، أن "هذا الأمر يجعل المواطن العراقي يبحث دائماً عن سكن بديل، ودولة أخرى، ولعل الأقرب من ناحية الثقافة والقرب الجغرافي والتاريخي هي تركيا".

ولفتت إلى أن "الكثير من العراقيين الذين كانوا يستقرون في أربيل والسليمانية، في إقليم كردستان، شمال العراق، باتوا يتوجهون إلى تركيا، آملين في حصولهم على مزيدٍ من الحرية"، معتبرة أن "الحياة في تركيا مريحة جداً، وهي بلد مثالي للسكن".

تُعتبر الجالية العراقية في تركيا ثاني أكبر جالية عربية بعد الجالية السورية، فوفقاً للإحصاءات هناك أكثر من 700 ألف عراقي مقيم في تركيا

من جانبه، اعتبر المهندس العراقي محمود عطا أنه "يسعى لشراء شقة في تركيا، وأنها تمثل طموحاً بالنسبة إليه، وخصوصاً أن بعض المناطق في تركيا تكون فيها أسعار الشقق مناسبة، وتصل في بعض الأحيان إلى 40 ألف دولار"، مستكملاً حديثه مع "العربي الجديد"، أن "تركيا تمثل رغبة حقيقية لكل العراقيين، لأنها بلد ينسجم فيه الجميع، ولا يتجاوز أحد على أحد، وهذا ما يحتاجه العراقيون الذين تعبوا من سوء أحوال بلادهم".

وتُعتبر الجالية العراقية في تركيا ثاني أكبر جالية عربية بعد الجالية السورية، فوفقاً لإحصاءات وزارة الهجرة العراقية هناك أكثر من 700 ألف عراقي مقيم في تركيا، ويتوزعون بكثافة في 12 من أصل 81 ولاية في تركيا، وهي بحسب الترتيب إسطنبول وأنقرة، إضافة إلى سامسون وسكاريا ويالوفا وبورصا وأسكي شهير وغازي عنتاب وألانيا وجورم وبولو وكوتاهيا.

المساهمون