الصين تدشن خط نقل ملاحي مع السودان

27 يونيو 2022
مخاوف من زيادة عجز الميزان التجاري (أشرف شاذلي/ فرانس برس)
+ الخط -

وقعت الخطوط البحرية السودانية واتحاد الغرف التجارية بالخرطوم وشركة غرين رود الصينية مساء اليوم الأحد على اتفاق يقضي بتشغيل خط نقل ملاحي مع الصين قد يفتح الباب أمام زيادة التبادل التجاري بين الخرطوم وبكين.
وقال المدير السابق لهيئة الموانئ البحرية كابتن أونور محمد آدم لـ"العربي الجديد" إن تدشين الخط الملاحي يعتبر إضافة للاقتصاد السوداني والموانئ، ويؤدي لتقليل تكلفة النولون التي ارتفعت منذ الإغلاق الأول لميناء بورتسودان عبر مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة بنسبة تجاوزت الـ10% بأعلى من تكلفة النولون بالموانئ المصرية والصينية، مؤكداً أنّ الخط يبدد مخاوف التعامل الخارجي مع الموانئ السودانية ويجدد الثقة فيها.
وشدد المحلل السوداني المختص في الشأن الصيني محمد عبد العزيز في حديثه لـ "العربي الجديد" على أهمية الخط في تقصير المسافات في نقل البضائع، غير أنّه "يصبح غير مجدٍ في ظل عدم تحديث الموانئ وغياب الاستقرار السياسي في السودان" على حد قوله.

وشرح ضرورة الاستفادة من الصين من خلال خطة استراتيجية تتضمن مبادرة "الحزام والطريق" والتي قال إنها لم تجد الدراسة الكافية من الجانب السوداني للاستفادة من الفرص التي توفرها، مشيراً إلى إمكانية أن يلعب السودان دوراً فاعلاً بحكم موقعه الجغرافي الاستراتيجي في المبادرة، وأن يكون حلقة وصل بين أفريقيا والصين عبر موانئ حديثة ومتطورة وشبكة سكك حديدية تصل من أقصى الشرق لأقصى الغرب وتدشين مجمعات صناعية.

وشدد على أنه لن يستفاد من الخط الجديد إلا في ظل استراتيجية للسودان تتعلق بالتنمية والنهوض حتى لا يعمق عجز الميزان التجاري في البلاد لصالح السلع الصينية.

ويهدف الاتفاق الذي تم توقيعه الأحد مع الشركة الصينية للاستفادة من فتح وتشغيل خط نقل ملاحي مع الصين، في تبسيط عمليات نقل وإيصال السلع والبضائع السودانية للصين، وللموانئ القريبة منها مثل موانئ إندونيسيا، والفيليبين وغيرها من الموانئ وخفض تكلفة الصادرات وتسهيل سرعة وصولها للموانئ المستهدفة، وتسريع شحن البضائع الواردة من هذه الموانئ لميناء بورتسودان.
وقالت رئيسة اتحاد الغرف التجارية السوداني، وفاق صلاح، إن الاتفاق مع الشركة الصينية تضمن اعتبار السودان المركز اللوجستي لعبور الشحنات والبضائع للبلاد المجاورة والدول المغلقة غير المشاطئة، مؤكدة أهمية توقيت الاتفاق لتجاوز الخلل العالمي في سلسلة النقل والإمداد بسبب الأزمة الأوكرانية الروسية والزيادة الكبيرة التي طرأت على تكلفة الشحن عبر الشركات الملاحية العالمية، لافتة إلى أن الاتفاقية من شأنها تخفيف تكلفة الشحن بما ينعكس إيجاباً على تحقيق وفرة للسلع والبضائع وخفض أسعارها.
وقال الخبير المختص في شؤون الموانئ بالبحر الأحمر عبد القادر باكاش لـ"العربي الجديد" إن افتتاح الملاحة مع الصين ضرورة حتمية لغياب الخطوط الملاحية الوطنية بالسودان، مشيراً إلى وجود توكيلات محلية ملاحية تعمل لصالح شركات عالمية من بينها الصين، لكن وجود خط ملاحي مع شركة غرين رود الصينية وغيرها ببورتسودان يعيد الألق المفقود للملاحة والموانئ السودانية.

المساهمون