استمع إلى الملخص
- تواجه الصناعة تحديات تنظيمية بعد حوادث بارزة، مثل تعليق رخصة جنرال موتورز في كاليفورنيا، لكنها تسعى لاستئناف الخدمة بعد تحسينات.
- هناك تفاؤل بمستقبل السيارات الذاتية في 2024، مع توسع "بايدو" و"وايمو" واستثمارات "ألفابت"، وتعاون "أوبر" لتوسيع خدمات الأجرة الآلية.
إن كنت تفكرن باقتناء السيارات الذاتية فعليكم أن تعلموا أن القوات المسلحة الأميركية كانت أول من بدأ، قبل عقدين من الزمن، السباق لتصنيع هذا النوع من السيارات، بإرسالها أسطولاً من المركبات الآلية عبر صحراء موهافي، ثم بعد عشر سنوات، كانت الصناعة تعج بالتنبؤات بأن السيارات الذاتية ستكون منتشرة على الطرق بحلول الآن، إلا أن إثارة الضجيج حولها لم تكن كافية، لأن الشركات لا تزال عاجزة عن تسويق الفكرة تجارياً نظراً للمخاطر المتصلة بها حتى في أرقى دول العالم.
وبحسب تقرير موسّع أعدته شبكة بلومبيرغ الأميركية، فقد بدأت الشركات بوضع أجزاء محدودة من الأتمتة، مثل القيادة بدون استخدام اليدين وأنظمة تجنب الاصطدام، في نماذج يتم إنتاجها بكميات كبيرة. لكن رغم ترويج ميزات تجعل القيادة أكثر أماناً وسهولة، فإن الجهات التنظيمية تخضعها للتدقيق بعد سنوات من الحوادث البارزة، والتي أسفر بعضها عن عدد من الوفيات، لدرجة أن بعض الشركات تخلت عن جهودها في مجال السيارات الذاتية مبررة ذلك بالتكاليف المفرطة وتعقيد الإنتاج، فيما تواصل شركات أخرى إحراز تقدم، بما في ذلك شركة "وايمو" (Waymo) التابعة لشركة "ألفابت" (Alphabet Inc) والتي وسعت هذا العام خدمة سيارات الأجرة بدون سائق إلى مدينة أميركية رئيسية ثالثة.
كما تمضي شركة تسلا الأميركية التي يمتلكها المليادرير إيلون ماسك قدماً على هذا الخط، وكشفت قبل أيام، عن جهودها الخاصة بـ"التاكسي الآلي"، حيث قال ماسك إن هذه ستكون اللحظة الأكثر أهمية بالنسبة لرائد المركبات الكهربائية منذ الكشف عن أول سيارة مصنعة بكميات كبيرة، موديل 3، في عام 2016. وكان من المقرر أن تقام فعالية "وي روبوت" (We, Robot) التي تنظمها تسلا في استوديو أفلام وارنر براذرز ديسكفري في بوربانك، كاليفورنيا، في أغسطس/آب المنصرم، لكن تم تأجيلها بعد أن طلب ماسك إجراء تغييرات على التصميم.
وتحتاج الصناعة إلى دفعة زخم جديد بعد عام 2023 الصعب. فقد عانت وحدة كروز ذاتية القيادة التابعة لشركة جنرال موتورز من أكبر انتكاسة، عندما صدمت إحدى سيارات الأجرة الآلية التابعة لها أحد المشاة في سان فرانسيسكو. وأدى تعامل جنرال موتورز مع الأزمة إلى تعليق كاليفورنيا لرخصة تشغيلها. ثم أوقفت جنرال موتورز خدمة كروز في الولايات الثلاث التي كانت تعمل فيها وأقالت كبار المسؤولين التنفيذيين.
وخضعت الشركة لإشراف أكثر صرامة واضطرت إلى دفع غرامة بسبب الحادث، الذي يبدو أنه أضر بخطط تقديم سيارة أجرة ذاتية القيادة في طوكيو بالشراكة مع شركة هوندا موتور. ومع ذلك، أعلنت جنرال موتورز في سبتمبر/أيلول، أنها ستستأنف قيادة سيارات الأجرة الآلية على الطرق العامة في كاليفورنيا، وكانت تختبر السيارات ذاتية القيادة (برفقة إنسان) في تكساس وأريزونا.
لكن ثمة أمل بالصناعة في ما تبقى من عام 2024، حيث تعمل شركات التكنولوجيا الرائدة مثل "بايدو" (Baidu Inc) الصينية و"وايمو" على توسيع خدماتها إلى مدن جديدة، حيث أعلنت شركة "ألفابت" في يوليو/تموز الماضي، أنها ستستثمر خمسة مليارات دولار إضافية في الأعمال التجارية. وفي تكساس، تتوقع "أورورا" (Aurora Innovation Inc) و"كودياك" (Kodiak Robotics Inc) و"غاتيك" (Gatik AI Inc) إرسال شاحنات ذاتية القيادة بحلول نهاية العام، والتخلي عن سائقي السلامة البشرية بعد سنوات من الاختبار.
وقد كانت الصين حاضنة للابتكار بفضل العشرات من الشركات الناشئة والدعم التنظيمي القوي. تتعاون شركة "أوبر" (Uber Technologies Inc) مع شركة السيارات ذاتية القيادة الصينية "وي رايد" (WeRide Inc) لتوسيع عرضها لسيارات الأجرة الآلية إلى الإمارات في وقت لاحق من هذا العام.