تستمر الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن منذ ثلاثة أسابيع ضد السفن المرتبطة بالاحتلال، وقد تصاعدت الهجمات خلال الأسبوع الماضي مع إصابة ثلاث سفن في نفس اليوم.
وقامت شركات الشحن بتغيير مسار العديد من سفنها بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، وحول الطرف الجنوبي لأفريقيا بدلاً من ذلك، ما أضاف 13000 كيلومتر، و10-14 يومًا إلى جدولها الزمني، وزاد أسعار السلع في السوق الإسرائيلية، وفقاً لتقرير نشره موقع "غلوبس" الإسرائيلي اليوم.
وفقًا لشركة Freightos الإسرائيلية التي طورت منصة رقمية لإدارة تكاليف الشحن من خلال الخوارزميات، فقد غيرت خمس سفن إسرائيلية على الأقل مسارها بالفعل بعيدًا عن قناة السويس حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، بما في ذلك سفينتا حاويات من طراز ميرسك مستأجرتين من عيدان عوفر، والسفن التي تحمل مركبات يملكها رامي أونغار، وسفينة حاويات ZIM.
وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، قامت شركة ZIM بإعادة توجيه سفينة الحاويات الأوروبية التي يمكنها حمل ما يصل إلى 5600 حاوية، بعد أن غادرت بوسطن على الساحل الشرقي للولايات المتحدة متجهة إلى ماليزيا.
وبدلا من الإبحار عبر البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس، عادت السفينة أدراجها قبالة الساحل الجزائري وستبحر حول أفريقيا بدلا من ذلك.
تغيير مسارات السفن الإسرائيلية
جاء تغيير مسار ZIM Europe بمثابة مفاجأة لأنه لم يكن من المقرر أن تتوقف في ميناء إسرائيلي، وهي جزء من خدمة ZIM's ZXB التي يبحر فيها أسطول مكون من 14 سفينة بانتظام من الولايات المتحدة إلى ماليزيا عبر المكسيك وكولومبيا والصين، إما غربًا عبر قناة بنما أو شرقًا عبر قناة السويس.
وسفينتا حاويات إسرائيليتان أخريان جرى تغيير مسارهما، هما Lisa وPangani التابعتان لمجموعة XT، وكلاهما مستأجرة من شركة الشحن الدنماركية العملاقة Maersk.
وكانت السفينة بانجاني تبحر إلى عمان، ولكن بعد الهجمات الأخيرة، قررت التوجه إلى الهند ونقل حاوياتها إلى سفينة أخرى تابعة لشركة ميرسك تبحر إلى الخليج، وفي طريق عودتها لن ترسو في دبي.
وأفرغت السفينة ليزا، التي تبحر بين شرق أفريقيا والهند، حمولتها على الفور في عمان وواصلت طريقها إلى شرق آسيا للقيام بمسارات مختلفة.
كما جرى الإعلان عن تغيير مسار حاملتي سيارات مملوكتين لشركة Ray Cars التابعة لرامي أونغار، بعد أن قررتا عدم استخدام قناة السويس.
وقال جودا ليفين، رئيس الأبحاث في شركة فريتوس، لموقع "غلوبس" الإسرائيلي، إن "قناة السويس مسؤولة عن 30% من حركة الحاويات البحرية. وتبحر عبرها ما بين 50 إلى 60 سفينة يوميًا، أو 19000 سفينة سنويًا.
والحوادث في البحر الأحمر تعمل على تحويل مسارها. لكننا لم نلاحظ بعد انخفاضا كبيرا في حركة التجارة في البحر الأحمر في التجارة العالمية غير المرتبطة بإسرائيل".
وشرح ليفين: "قبل الصراع مع الحوثيين، كانت بعض السفن تبطئ سرعتها لتوفير الوقود، لكن تشغيلها سمح لشركات الشحن بعدم إبقاء السفن غير مستخدمة".
ارتفاع تكاليف الشحن
ومع ذلك، ارتفعت تكاليف النقل بالفعل في أعقاب هجمات البحر الأحمر، ومن غير المتوقع حدوث هدوء طالما استمرت الحرب.
وبحسب بيانات شركة فريتوس، فإن الانخفاض المستمر في أسعار الشحن، بسبب العدد الزائد من الحاويات والسفن التي اشترتها شركات الشحن بعد جائحة كوفيد، توقف بسبب الأحداث التي شهدها مضيق باب المندب.
وقد عانت التجارة الدولية مع إسرائيل من وطأة الضرر، في حين ارتفعت أسعار الشحن على الخطوط بين آسيا والبحر الأبيض المتوسط بنسبة 9% في نوفمبر/تشرين الثاني، وارتفعت أسعار الشحن بين موانئ الصين وإسرائيل بنسبة تتراوح بين 16% و36%.
كما ارتفعت أسعار التأمين على شحن البضائع إلى إسرائيل. وأضافت شركة ZIM ما بين 20 إلى 100 دولار للتأمين على كل حاوية، ورفعت شركة الشحن الألمانية Hapag-Lloyd رسوم التأمين لكل حاوية من موانئ البحر الأبيض المتوسط إلى إسرائيل بمقدار 80 دولارًا.
يقول ليفين: "لا شك أن كل هذا سيزيد أسعار المنتجات والبضائع في إسرائيل، وارتفاعها إلى 2000 دولار لكل حاوية تصل إلى البحر الأبيض المتوسط أمر واقعي. إلا أن هذه الأسعار لا تزال منخفضة مقارنة بالأسعار المتوقعة خلال فترة الحرب".