تسود حالة من الغضب بين مواطنين روس منذ بداية الغزو لأوكرانيا، على خلفية فرض قيود على سفرهم إلى دول الاتحاد الأوروبي، وما زاد من السخط فرض أوروبا قيوداً أخيراً على السيارات الروسية ومنع دخولها إلى عدد من دول التكتل.
تقول آنّا سيدورينكو، مواطنة روسية تقيم في مدينة سانت بطرسبورغ، لـ"العربي الجديد": "قبل العملية العسكرية في أوكرانيا كنا نستطيع الذهاب إلى الدول الأوروبية، وخصوصاً فنلندا، بالباص والقطار أو حتى السيارة الخاصة".
وتوضح "الأمر الآن أصبح صعباً، وهناك قيود على دخول الروس إلى فنلندا، بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا، وعلى الرغم من أن هذا يغضبنا، ولكنني لا أرى في ذلك عقاباً لنا، فمثلاً المنطقة القريبة من الحدود الروسية لا تستقبل تقريباً إلا السياح الروس، كنا نذهب ونشتري المنتجات الأوروبية وننفق أموالنا هناك".
وتضيف سيدورينكو "في الوقت الحالي أصبحت المحلات في المناطق الحدودية تعاني من قلة الإقبال بسبب القيود، لا بل إن الكثير من المحال أغلقت هناك مع تراجع الطلب". وتتابع: "هذه فرصة في الوقت الحالي لتنشيط السياحة الداخلية في روسيا، بلادنا كبيرة جداً وتوجد فيها مدن كثيرة يمكن السفر إليها بدلاً من أوروبا".
من جهتها تقول ناستيا، فضّلت عدم الكشف عن اسم عائلتها، لـ "العربي الجديد": "منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية والقيود فرضت على المواطنين الروس وأعاقت حركتهم خارج البلاد، وخصوصاً من حيث الذهاب إلى الدول الأوروبية بغرض السياحة، لا بل أصبح ذلك شبه مستحيل".
وتضيف: "تقييد حركتنا محزن، وأعتقد أنه إذا توقفت الحرب سيعود كل شيء كما كان من قبل. لكن الأمر الآن يزداد سوءاً، خاصة مع الإجراءات الأخيرة التي تمنع دخول المنتجات الروسية إلى أوروبا، ومنها السيارات".
وأوضح رئيس دائرة الجمارك الفنلندية سامي راكشيت أن الحظر المفروض على استيراد السيارات المسجلة في روسيا إلى الاتحاد الأوروبي عبر فنلندا سينطبق أيضاً على السيارات القادمة عبر النرويج، وسيدخل هذا الإجراء حيز التنفيذ من اليوم.
وذكرت وزارة الخارجية الفنلندية أن مواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين بشكل دائم في روسيا، أو أفراد أسرهم، وكذلك الدبلوماسيين، هم فقط الذين سيتمكنون من دخول البلاد بسيارة تحمل لوحات ترخيص روسية. وبالإضافة إلى ذلك، لا ينطبق هذا القيد على الحالات التي يكون الدخول فيها ضرورياً لأسباب إنسانية.
وأصبحت فنلندا خامس دولة في الاتحاد الأوروبي لها حدود برية مع روسيا تفرض مثل هذه القيود. وقبل ذلك، حظرت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، بالإضافة إلى ألمانيا، دخول السيارات التي تحمل لوحات ترخيص روسية. ومن بين دول الاتحاد الأوروبي المتاخمة لروسيا الدولة الوحيدة التي لم تفرض مثل هذا الحظر هي بولندا.
واستثنت لاتفيا مركبات الشركات التي تقوم بالنقل العابر للبضائع عبر الاتحاد الأوروبي بين منطقة كالينينجراد وروسيا. كما استثنت ليتوانيا السيارات الخاصة التي تسافر إلى كالينينغراد من روسيا وإليها. وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن كل دولة عضو لها الحق في أن تقرر بنفسها ما إذا كانت ستفرض حظراً أم لا.