التوقعات الحذرة لنمو الأرباح في العام 2021 التي قدّمتها شركة "جنرال موتورز" الأميركية تعكس الضرر المرتقب من نقص أشباه الموصلات الذي يتردّد صداه في مصانع شركات السيارات العالمية على مستوى العالم.
فالشركة التي تتخذ ديترويت مقراً، تتوقع استمرار نمو الدخل هذا العام بعد الإبلاغ عن ربع رابع قوي في العام 2020، لكنها حذرت من الرياح المعاكسة التي يولّدها نقص أشباه الموصلات، والذي أدى إلى تخفيض إنتاجها في 3 مصانع أميركية شمالية.
الرئيسة التنفيذية لـ"جنرال موتورز"، ماري بارا، تعهدت بأن تحمي شركة صناعة السيارات الأميركية من تداعيات نقص الرقائق مركباتها ذات هوامش الربح الأعلى، وقالت: "نحن نفعل كل ما هو ممكن حالياً، لذا لن نفقد أي إنتاج على مدار العام للشاحنات الكبيرة وسيارات الدفع الرباعي".
المحلل لدى "إدوارد جونز"، جيف وينداو، قال لشبكة "بلومبيرغ" عبر الهاتف: "كانت النتائج أقل من التوقعات، وهناك رياح معاكسة مثل نقص أشباه الموصلات وأسعار السلع"، مشيراً إلى أن "أداء الأسهم كان جيداً، لكننا ندخل فترة زمنية ننفق فيها مبالغ هائلة على مبادرات النمو المستقبلية، إنما أمامنا هذه الرياح المعاكسة قادمة".
خسائر الشركات 61 مليار دولار
وقد خصّص صانعو أشباه الموصلات مزيداً من الحصص للمنتجات الاستهلاكية، بما أجبر شركات صناعة السيارات على التدافع لتأمين الإمدادات الكافية، فيما أدى تعاف أسرع من المتوقع في الطلب على السيارات في الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، إلى تفاقم أزمة العرض.
في السياق، أفادت الشركة الاستشارية "أليكس بارتنرز" بأن النقص العالمي في الرقائق قد يكلف صانعي السيارات 61 مليار دولار من خسائر المبيعات هذا العام.
من جهتها، قالت "جنرال موتورز" إن النقص سيخفض بمقدار بين 1.5 مليار وملياري دولار من أرباحها المعدلة للعام 2021، بعدما اضطُرت لوقف العمل في 3 مصانع حتى منتصف مارس/ آذار المقبل، وبناء بعض المركبات في مصانع أُخرى، ريثما يرد على السوق المزيد من الرقائق، علماً أن الشركة حاولت التقليل من الضرر، قائلة إنها تعتبر ندرة الرقائق بمثابة "نكسة مؤقتة".
المدير المالي للشركة، بول جاكوبسون، قال في مكالمة: "لا نعتقد أن هذه الرياح المعاكسة قصيرة الأجل ستؤثر على قوة أرباحنا طويلة الأجل، فالعمل الأساسي لم يكن يوماً أكثر قوة مما هو عليه الآن"، مشيراً إلى أن "جي.إم" تحوّل الرقائق من السيارات الأقل شهرة إلى أكثرها مبيعاً من أجل تخفيف الضغط عن الميزانية والتأثير في سوقها.
وتوقعت "جنرال موتورز" أن تراوح الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب بين 10 مليارات و11 مليار دولار في العام 2021، وهو ما يعني أرباحاً معدلة للسهم من 4.5 دولارات إلى 5.25 دولارات، مقارنة مع 4.9 دولارات للسهم و9.7 مليارات دولار أرباحاً معدلة في العام 2020.
المحلل لدى "كريدي سويس"، دان ليفي، كتب في مذكرة بحثية أن الطلب القوي على مركبات "جي.إم" والاندفاعة القوية باتجاه السيارات الكهربائية سيساعدان الشركة على تجاوز التحدّي المؤقت لنقص الرقائق.