الرئيس الجزائري: استرجعنا 30 مليار دولار.. واكتشفنا 25 ألف شركة وهمية تستنزف المال العام

25 ديسمبر 2023
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (فرانس برس)
+ الخط -

دافع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشدة عن الحصيلة الاقتصادية لحكمه في غضون سنوات ولايته الرئاسية الأولى الأربع، مشيراً إلى أنه تم استرجاع 30 مليار دولار من الأموال التي نهبها رجال الأعمال في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

وتعهد تبون بالاستمرار في مشروع إصلاح الاقتصاد الجزائري وإخراجه من الريع النفطي، وأيضاً على صعيد بناء مؤسسات الدولة وتطهير الاقتصاد ومحاربة الفساد.

وكشف تبون أن عملية تطهير القطاع الاقتصادي والتجاري في البلاد، سمحت باكتشاف 25 ألف شركة وهمية، كانت تقوم بعمليات توريد بهدف استنزاف أموال الخزينة وتهريب الأموال الى الخارج، مستغلة غياب الرقمنة في الإدارات الجزائرية.

وقال تبون في خطاب ألقاه أمام نواب غرفتي البرلمان، إن المبلغ الذي تم استرجاعه يمثل مجموع قيم الوحدات الصناعية والممتلكات العقارية التي كانت بحوزة ما وصفهم " بالعصابة"، في إشارة الى الكارتل المالي الذي كان مقرباً من محيط الرئيس السابق بوتفليقة، مضيفاً إنه لا تزال هناك اتصالات مع الدول المعنية لاسترجاع أموال الشعب المهربة من قبل العصابة للخارج.

و أكد الرئيس الجزائري أن "عملية رقمنة المصالح العمومية وقطاع الضرائب والتجارة" كشفت كل ما كان يدبر في ضبابية وتحت الطاولة لنهب المال العام".

وهاجم الرئيس تبون الإدارة ووصفها "بالجهاز البيروقراطي"، الذي يعطل سير الشأن العام والمسائل العمومية، وتعهد بالقضاء على ممارسات الفساد، بهدف تكريس الشفافية وتحرير المبادرة الاقتصادية، خاصة لدى الشباب.

وقال "في 2024، نكون قد انتهينا من مشروع الرقمنة، حيث تتوسط الجزائر ترتيب البلدان المعروفة بمؤسساتها الناشئة، بعدما كنا في ذيل الترتيب". وأكد تبون التزامه بزرع الثقة في الشباب، وخلق جيل جديد من المقاولين الشباب".

وفي سياق آخر، قال الرئيس تبون إن احتياطي النقد الأجنبي للبلاد اليوم يفوق 70 مليار دولار، مشيراً إلى أن السبب ليس ارتفاع أسعار النفط فقط، وإنما إرادة الوطنيين الأحرار. وكشف أن الجزائر حققت، كخطوة أولى وغير مسبوقة، سبعة مليارات دولار صادرات من خارج المحروقات، مشيرا إلى العمل على إطلاق عدد من المشاريع الهيكلية، خاصة في قطاع المناجم لتحريك عجلة التنمية.

وأضاف "لقد أسدينا تعليمات لكل المسؤولين في قطاع المناجم لتجنب تصدير المواد على حالتها الأصلية وتصديرها بعد التحويل"، مضيفاً أن البلاد تطمح حالياً في تصدير 5 ملايين طن من الحديد، وأنه "عندما يعمل منجم غارا جبيلات بكل قدراته، سنكون أول بلد يصدّر الفوسفات".

وأعلن تبون أن الجزائر تتطلع لإطلاق مشاريع صناعية ضخمة، وفي قطاع النقل، وربط مناطق الصحراء جنوبي البلاد بالشمال على مسافة أكثر من ألفي كيلو متر. وقال "أتعهد أمامكم مجدداً أن تصل السكة الحديدية لتندوف وتمنراست وبشار"، وثلاثتها تمثل كبرى مدن عمق الصحراء الجزائرية، القريبة من مالي والنيجر وموريتانيا والمغرب.

وجدد تبون التزامه بالحفاظ على المقدرة الشرائية، ومواصلة الجهود الحكومية لأجل الحفاظ على المكاسب الاجتماعية ومكاسب الطبقة المتوسطة، عبر رفع الأجور وتأسيس منحة البطالة وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وتعزيز الطابع الاجتماعي للدولة. وقال "نحن لم نقل مثلما قيل في السابق جوع كلبك يتبعك، أو ليس لنا بما ندفع به الأجور"، في إشارة منه الى تصريحات أحمد أويحيى رئيس الحكومة السابق في عهد بوتفليقة. وأضاف "على العكس من ذلك، رفعنا الأجور وقررنا منحة للشباب العاطلين عن العمل".

المساهمون