- قبل الحرب، كانت هناك نمو ملحوظ في السياحة بين البلدين، مدعومة بحملات تسويقية وتسهيلات مثل نظام التأشيرات الإلكترونية، لكن الصراع أدى إلى تراجع الأعداد وإلغاء الرحلات الجوية المباشرة.
- الحرب على غزة أثرت سلبًا على السياحة الإسرائيلية بشكل عام، مع انخفاض حاد في عدد السياح الأجانب، بينما يسعى المغرب لتعزيز إيراداته من السياحة التي شهدت نموًا في عام 2023، مما يعكس أهمية القطاع للاقتصاد المغربي.
علقت الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة حركة النقل الجوي بين المغرب وإسرائيل، ما انعكس على توافد السياح وأربك التوقعات التي راهنت على جذب مليون منهم في الأعوام الخمسة المقبلة نحو المملكة.
وبعد مرور نصف عام على عدوان الاحتلال على غزة تجلى أن الحرب على غزة عطلت العديد من البرامج السياحية والأهداف التي وضعت بعد قرار التطبيع بين البلدين، والذي ترجم سياحيا عبر إطلاق أول رحلة جوية مباشرة في 2021 من تل أبيب إلى مدينة مراكش.
تعطل برامج التعاون
يذهب مصدر في القطاع السياحي، فضل عدم الإفصاح عن هويته، إلى أن عدم مشاركة المغرب في المعرض الدولي للسياحة المنظم في مستهل إبريل/ نيسان بتل أبيب، مسألة عادية بالنظر للظرفية الحالية المتسمة بالحرب على غزة.
ويضيف المصدر لـ"العربي الجديد" أن من بين أهداف المشاركة في ذلك المعرض عقد شراكات مع الفاعلين من أجل جذب سياح جدد، غير أن وضعية الحرب على غزة تعطل العديد من البرامج حاليا وتجعل من الصعب بناء توقعات للمستقبل. وكان المغرب عبّر عن طموحات كبيرة في السوق الإسرائيلية.
فقد سبق أن شارك حوالي ثلاثين فاعلا في السياحة في معرض تل أبيب بمشاركة مسؤولين، بل إن المكتب الوطني للسياحة عمد إلى إطلاق حملة تسويقية هناك للترويج لوجهة المغرب.
جذب مليون سائح
اعتبر المكتب الوطني المغربي للسياحة السوق الإسرائيلية استراتيجية لوجهة المغرب، حيث كانت المراهنة على جذب حوالي مائتي ألف سائح منذ العام الأول للمشاركة في المعرض، مع توقع زيادة عدد الوافدين على المملكة.
وشهد عدد السياح الإسرائيليين الوافدين على المغرب منذ فتح خطوط جوية بين البلدين واعتماد نظام التأشيرات الإلكترونية قبل العدوان على غزة، ارتفاعا ملحوظا، ما دفع بعض العاملين في قطاع السياحة إلى المراهنة على جذب حوالي مليون زائر في ظرف خمسة أعوام.
واعتبرت السياحة أحد الأنشطة الموعودة بالتطور بسرعة، علما أنه زار المغرب في 2022 حوالي 200 ألف سائح إسرائيلي، حسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، مقابل 80 ألفاً عاماً قبل ذلك. ويستند المغرب من أجل جذب سياح إسرائيليين إلى حوالي 700 ألف يهودي من أصل مغربي في إسرائيل، علما أن ما بين 50 و70 ألفا من السياح كانوا يحلون في المملكة قبل التطبيع عبر رحلات غير مباشرة، إذ كانوا يمرون ببلدان أخرى.
تراجع حاد
يشير المرشد السياحي، عبد اللطيف بنبراهيم، في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن توافد السياح الإسرائيليين كان لافتا في العامين الماضيين، في مدن سياحية مثل الصويرة ومراكش وحتى الدار البيضاء، ما كان يؤشر إلى إمكانية بلوغ التوقعات التي راهن عليها المهنيون.
غير أنه يؤكد أنه منذ العدوان على غزة تراجع حضور الإسرائيليين في المشهد السياحي المغربي، وهو ما يؤشر إليه لجوء شركة طيران "العال" الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار في فبراير/شباط الماضي بعدم استئناف رحلاتها المباشرة نحو المغرب، بعدما ألغت رحلاتها اعتبارا من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي نحو هذه الوجهة.
وكان المغرب طبّع علاقاته مع إسرائيل قبل أكثر من ثلاثة أعوام. ويأتي وقف هذا التطبيع في مقدمة المطالب التي عبر عنها المتظاهرون في عدة مناسبات بالمغرب بعد العدوان على غزة، وهو تطبيع له بعد اقتصادي، كما يؤكد ذلك سيون أسيدون، الناشط الحقوقي المغربي وعضو منظمة "بي دي إس"، BDS، التي تنادي بالمقاطعة الأكاديمية والثقافية والسياسية والاقتصادية لإسرائيل.
وتسعى الحكومة المغربية إلى زيادة إيراداتها من السياحة. وحسب بيان من وزارة السياحة المغربية، فقد تجاوزت عائدات السياحة 10.59 مليارات دولار خلال عام 2023. وقالت الوزارة إنه "بعد استقبال عدد قياسي من السياح في 2023 يبلغ 14.5 مليون سائح، سجلت عائدات السياحة من العملة الصعبة (النقد الأجنبي) رقما قياسيا بلغ 105 مليارات درهم.
ونمت عائدات السياحة بنحو 12 بالمئة مقارنة مع 2022 التي سجلت عائدات في ذلك العام بلغت 91.3 مليار درهم (9.3 مليارات دولار). وتدعم الإيرادات المتأتية من السياحة رصيد المغرب من احتياطي النقد الأجنبي، والذي وصل في نهاية العام الماضي إلى حوالي 36 مليار دولار، بحسب بيانات "بنك المغرب".
ومن جانب ثانٍ، تعاني السياحة الإسرائيلية بسبب عدوانها على غزة والاضطرابات التي خلفها في المنطقة. وخلال الربع الأخير من العام 2023، زار 180 ألف سائح أجنبي فقط دولة الاحتلال منذ انطلاق الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى نهاية العام الماضي.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول، عندما حلت عطلة عيد الميلاد، وصل إلى إسرائيل 53 ألف سائح فقط، مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول 2022 عندما وصل 266 ألف سائح، بهبوط حاد بلغ 80%.