الحرائق تؤلم الأتراك: خسارة 1500 هكتار من الأراضي الزراعية

09 اغسطس 2021
عمليات إطفاء الحرائق مستمرة (Getty)
+ الخط -

لم يهدأ الوجع التركي بعد إطفاء جلّ الحرائق في 47 ولاية تركية، لأن خسائر أكثر من 1500 هكتار من المساحات الزراعية والحرجية "أحرقت قلوب الأتراك"، بحسب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون.
وقال ألطون: "نجحنا في إخماد حرائق الغابات التي أحرقت قلوبنا منذ 12 يوما باستخدام جميع وسائل دولتنا بتفانٍ كبير"، مؤكداً في تغريدة اليوم أنه "تمت السيطرة على 234 من أصل 239 حريقًا في 47 مقاطعة ولا تزال الجهود متواصلة ليلَ نهارٍ للسيطرة على 5 حرائق مشتعلة".
وكشف المسؤول التركي أنه تم تقديم خدمات الإيواء إلى 4409 مواطنين في مناطق الكوارث، ومساعدات نقدية بقيمة 79 مليوناً و400 ألف ليرة تركية، فضلاً عن تقديم وجبات غذائية لـ 284852 شخصا يوميا، "وتم وضع أسس المنازل الجديدة لمواطنين الذين تضررت منازلهم من جراء الحريق وبدأت أعمال البناء".
ووصلت أضرار المنازل في ولاية أنطاليا فقط، 2164 مبنى بحسب تصريح سابق لوزير البيئة والتخطيط العمراني التركي، مراد قوروم والذي وعد بأن يتم تشجير "كافة الغابات المحترقة خلال عام"، بالتوازي مع تعويض المواطنين المتضررين "قدمت الحكومة 52.5 مليون ليرة كمساعدات نقدية للمناطق المتضررة حتى الآن".
وتشهد تركيا، منذ 28 يوليو/تموز الماضي، حرائق في عدة ولايات جنوب وجنوب غربي تركيا، بينها أنطاليا وأضنة وموغلا ومرسين وعثمانية، تم إعلانها "مناطق منكوبة"، قبل أن تتوسع الحرائق إلى ولايات أخرى، قدّرها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بنحو 2014 حريقاً، طاولت غابات ومساحات خضراء في 47 ولاية.

وعاد القطاع الزراعي وضرورة الدعم والمحافظة على الريادة، إلى الواجهة بتركيا، إذ أعادت وكالة "الأناضول" نقلا عن "رابطة مصدري الفواكه الطازجة والخضروات في بحر إيجة" نشر قيمة صادرات الخضر الفواكه، مذكرة أن الصادرات التركية من الخضروات والفواكه الطازجة خلال الفترة بين يناير/ كانون الثاني ويوليو/ تموز من العام الجاري، بلغت مليارا و638 مليون دولار، وبلغت الصادرات خلال 12 شهرا الماضية، 3 مليارات دولار.
وأكد رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، أن بلاده وصلت الآن إلى المرتبة الأولى في أوروبا من حيث الناتج الزراعي، وأنها أحرزت تقدمًا كبيرًا في السنوات السابقة بعدما كانت في المرتبة الرابعة عشرة أوروبيًا من حيث الناتج الزراعي عام 2003.
وحول الحرائق التي أكلت أشجارا وزراعات وثروة حيوانية، عبر شنطوب عن حزنه الشديد، وقال: "إن الناتج القومي الإجمالي الزراعي ارتفع من 37 مليار ليرة في عام 2003 إلى 333 مليار ليرة في عام 2020، وإن صادرات المنتجات الغذائية الزراعية ارتفعت من 3,8 مليارات دولار في 2002، إلى 20 مليار دولار في 2020. وصعدت تركيا من المرتبة 11 في عام 2002 في تصدير دقيق القمح، إلى المرتبة الأولى في التصنيف العالمي منذ عام 2015".
وأكد رئيس البرلمان التركي على أهمية القطاع الزراعي في البلاد، نظرا لإسهاماته بالدخل القومي والتوظيف والصادرات والتنمية "لم يعد إنتاج سلع جيدة وتسويقها يكفيان لتحقيق النجاح والقدرة على البيع، فظروف البيع تتسارع اليوم بشكل كبير عبر الإنترنت، حيث يستطيع المستهلك الوصول إلى أسعار وجودة وأشكال مختلفة للمنتج نفسه بنقرة واحدة فقط".

وقال المتخصص في الشأن الزراعي، حفصي يلماظ إن الفرصة متاحة أمام تركيا أكثر لزيادة الإنتاج والصادرات، "فيما لو تزيد الحكومة الدعم وأسعار الكهرباء وتفتح الأسواق القريبة أمام بلاده".

وأشار يلماظ وهو من منطقة البحر الأسود، إلى أن أهم الإنتاج الزراعي والصادرات بمنطقته، الشاي والبندق، فهما يصلان إلى أكثر من 120 دولة حول العالم ونمت بأكثر من 40% خلال العام الماضي.
كما أن ارتفاع إنتاج الحبوب بنحو 8.1% عن عام 2019 وبلوغه 37.2 مليون طن، حصة القمح منها 20.5 مليون طن، يعتبران صمام الأمام الأهم داخلياً وأهم الصادرات والصناعات الزراعية بتركيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد كشف أخيراً أن حجم إنتاج بلاده الزراعي "حقق رقماً قياسياً في تاريخ الجمهورية التركية".
وقال أردوغان: "وصل إنتاجنا الزراعي إلى 124 مليون طن، من خلال زيادة الدعم المقدم لمزارعينا بـ 12 ضعفا"، مبيناً أن إنتاج بلاده الزراعي ارتفع إلى أعلى مستوى في تاريخ الجمهورية التركية.
كما أعلن وزير الزراعة والغابات في تركيا، بكير باقدميرلي، اعتزام وزارته تقديم حزم دعم للمزارعين في بلاده، بقيمة تصل إلى 24 مليار ليرة تركية، خلال عام 2021.

المساهمون