استمع إلى الملخص
- لعب لوتنيك دورًا بارزًا في فريق الانتقال التابع لترامب ودافع عن أجندته، وأنشأ "صندوق الإغاثة كانتور فيتزجيرالد" لدعم أسر ضحايا 11 سبتمبر.
- من المتوقع أن يساهم لوتنيك في تنفيذ السياسات الاقتصادية لترامب، بما في ذلك تعزيز الأمن السيبراني، دعم قطاع أشباه الموصلات، وإدارة الحرب التجارية مع الصين.
رشح الرئيس المنتخب دونالد ترامب الملياردير هوارد لوتنيك، أحد أهم مستشاريه الرئيسيين في الفترة الانتقالية الحالية، والرئيس التنفيذي لشركة الخدمات المالية العملاقة كانتور فيتزجيرالد Cantor Fitzgerald، لقيادة وزارة التجارة، وذلك بعد استبعاده من المنافسة على الترشح لوزارة الخزانة، وهي المنصب الأهم في المجموعة الاقتصادية في الولايات المتحدة. وقال ترامب في بيان نقلته وسائل إعلام أميركية: "سيتولى لوتنيك قيادة أجندتنا الخاصة بالتعريفات التجارية، بالإضافة إلى تحمّل مسؤولية مباشرة عن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة".
وبالإضافة إلى مناصبه التنفيذية والأعمال الخيرية التي كانت تستهلك أغلب وقته، كان لوتنيك الواجهة العامة لفريق الانتقال التابع لترامب، بعد إعلان فوزه في انتخابات السادس من نوفمبر الجاري. وكأحد أهم مستشاريه، كان لوتنيك مدافعًا بارزًا عن أجندة ترامب، بما في ذلك تأكيد خطط الرئيس المنتخب لفرض التعريفات بمجرد توليه منصبه. وستلعب وزارة التجارة دورًا رئيسيًا في فرض بعض التعريفات المقترحة على السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة.
وعمل لوتنيك في شركة كانتور فيتزجيرالد منذ أوائل الثمانينيات، بعد تخرجه من كلية هافرفورد في بنسلفانيا بشهادة في الاقتصاد، لكنه واجه مآسي شخصية هائلة في سنّ مبكرة، حيث فقد والدته في أثناء دراسته الثانوية، ثم والده خلال أسبوعه الأول في الكلية. وكان لوتنيك يعمل في شركة كانتور فيتزجيرالد عندما استهدفت هجمات الحادي عشر من سبتمبر أبراج مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 2001، وهو مقر الشركة الرئيسي، حيث قتل 658 من موظفي الشركة، بما في ذلك شقيق لوتنيك، خلال الهجمات.
وبعد الهجمات، أصبح لوتنيك مدافعًا صريحًا عن مجتمع الأعمال، حيث لعب دورًا بارزًا في جهود إعادة بناء نيويورك، وأنشأ "صندوق الإغاثة كانتور فيتزجيرالد" لدعم أسر الضحايا، ما عزز من مكانته قائداً إنسانياً ومؤثراً. ويأتي إعلان ترشيح وزير التجارة بعد أيام من التكهنات حول الشخصيات التي ستشغل المناصب الوزارية العليا المتبقية في إدارة ترامب المقبلة، بما في ذلك منصب وزير الخزانة، الذي كان لوتنيك ضمن أبرز المرشحين له.
ويُعد لوتنيك من الشخصيات البارزة في القطاع المالي، حيث اشتهر بقيادته لشركة "كانتور فيتزجيرالد" وقدرته على تجاوز الأزمات، خصوصًا بعد أحداث 11 سبتمبر. وتحت قيادته، وسّعت الشركة من وجودها العالمي في مجال الخدمات المالية، وحققت الكثير من النجاحات، على المستوى المحلي والعالمي.
ويدافع لوتنيك بقوة وجرأة عن مبادئ السوق الحرة، لكنه يدعم في الوقت نفسه استخدام الرسوم الجمركية أداةً لحماية العمال الأميركيين وتعزيز الصناعات المحلية. وفي أكثر من مناسبة، أبدى لوتنيك اهتمامًا بالتكنولوجيا الحديثة مثل العملات المشفرة، حيث دعا إلى التعامل مع بيتكوين سلعةً لتخفيف الضغوط التنظيمية عليها. وتتماشى توجهات لوتنيك الاقتصادية في أغلبها مع رؤية ترامب لتعزيز الاقتصاد الأميركي، ومواجهة التحديات التجارية العالمية.
وباعتباره وزيراً للتجارة، من المتوقع أن يلعب لوتنيك دورًا محوريًا في تنفيذ السياسات الاقتصادية للرئيس ترامب، حيث تفرض الوظيفة عليه مهام الإشراف على السياسات التجارية، والعمل على تعزيز الأمن السيبراني، ودعم قطاع أشباه الموصلات، بالإضافة إلى الحفاظ على علاقات متينة مع مجتمع الأعمال. وعلى موقعها على الإنترنت، توقعت صحيفة نيويورك تايمز الشهيرة أن يكون للوتنيك دور بارز في إدارة الحرب التجارية مع الصين، مشيرين إلى قدرته على تعزيز الموقف الأميركي بسبب ما يتمتع به من خبرات في الأسواق المالية.
وفي ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قد يكون لوتنيك شخصية حاسمة في توجيه دفة السياسات الأميركية نحو تحقيق تفوق اقتصادي، حيث يُتوقع أن يعمل على تعزيز الممارسات التجارية العادلة، ومواجهة الدعم الحكومي الصيني للشركات المحلية، وتشجيع الشركات الأميركية على إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، قد يُساهم في تعزيز السياسات التي تركز على تطوير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهي مجالات تشهد تنافسًا كبيرًا بين البلدين.