قالت شركة الاستشارات الزراعية "إيه.بي.كيه-إنفورم" إنه من المتوقع أن تعاني أوكرانيا من نقص كبير في منشآت التخزين في موسم 2022-2023 بسبب الانخفاض الحاد في الصادرات الناتج عن الغزو الروسي.
ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي، تاريخ دخول القوات العسكرية الروسية إلى أوكرانيا، اضطرت البلاد إلى تصدير الحبوب بالقطار عبر حدودها الغربية أو من موانئها الصغيرة على نهر الدانوب بدلاً من البحر.
وأضافت "إيه.بي.كيه-إنفورم" اليوم الثلاثاء، أن صادرات أوكرانيا قد تصل إلى 45.5 مليون طن فقط من حصاد 2021 القياسي البالغ 86 مليون طن، وقد تصل مخزونات الحبوب والبذور الزيتية في نهاية الموسم الحالي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 21.3 مليون طن.
وقالت الشركة في تقرير إن أوكرانيا يمكنها حصاد 55.9 مليون طن من الحبوب والبذور الزيتية في عام 2022 وقد يصل النقص في سعة التخزين إلى 16.3 مليون طن.
وتُظهر بيانات مكتب الإحصاء الحكومي أن إجمالي سعة التخزين في أوكرانيا يبلغ 75 مليون طن، بما في ذلك 44.5 مليون طن يحتفظ بها المنتجون الزراعيون، لكن الشركة أشارت إلى أن بعض منشآت التخزين تقع في منطقة الصراع مما يقلل من الحجم المتاح إلى حوالي 61 مليون طن، وهذا يعني أن 35 بالمائة من طاقتها قد تم شغلها بالفعل بمحاصيل 2021.
وقالت: "في الوقت نفسه تساهم وتيرة الزراعة والظروف الجوية في زيادة توقعات إنتاج الحبوب والبذور الزيتية في أوكرانيا، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع إذا لم يتم بيع الاحتياطيات الحالية".
زيادة كبيرة في رسوم التصدير
في السياق ذاته، قال مسؤول في وزارة الداخلية الأوكرانية اليوم الثلاثاء، إن مُصدّري الحبوب الذين يتطلعون إلى استخدام موانئ نهر الدانوب يواجهون زيادة سريعة وغير مبررة في الرسوم، وذلك في ظل إغلاق روسيا لموانئ أوكرانيا الواقعة على البحر الأسود.
وأكد فاديم دنيسينكو المستشار في وزارة الداخلية على فيسبوك أن رسوم شحن الحبوب في ميناءي ريني وإسماعيل قبل بدء الحرب كان ما بين خمسة وستة دولارات للطن، ومع اندلاع القتال ارتفع إلى 12 دولارا.
وأضاف أنه في إبريل/ نيسان ارتفع السعر إلى 15 يورو (نحو 16 دولارا) للطن وتم الإعلان عن سعر 20 يورو للطن لشهر مايو/ أيار.
وقال دنيسينكو: "أتفهم الرغبة في الربح، لكن الزيادة بمقدار أربعة أضعاف لم تعد تتعلق بالسوق، هذا ابتزاز"، مضيفا أننا "نتحدث عن أهمية الصادرات لكن لسوء الحظ كل هذا يتحول إلى فرصة لكسب المال بالنسبة لبعض الناس، وليس إلى فرصة لدعم الاقتصاد بطريقة ما".
وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية الأسبوع الماضي، إن التجار صدروا 763 ألف طن من الحبوب في أول 29 يوما من إبريل/ نيسان مقابل 2.8 مليون طن في إبريل /نيسان 2021.
لكن دنيسينكو قال إن الجهود المبذولة لتحسين ظروف التصدير ليست بالقدر الكافي وإن "السوق أصبح احتكارياً".
غرس بذور الموسم الجديد
من جهته، قال اتحاد تجار الحبوب في أوكرانيا نقلاً عن بيانات رسمية اليوم الثلاثاء، إن المزارعين الأوكرانيين انتهوا من غرس البذور في 31 بالمائة من الأراضي لمحصول ربيع عام 2022 أي 4.7 ملايين هكتار.
وأكد الاتحاد أن أوكرانيا تعتزم غرس بذور الربيع على مساحة 11.45 مليون هكتار هذا العام أي أقل بما بين 3.4 و4 ملايين هكتار عن العام الماضي بسبب الغزو الروسي، والألغام.
ولم تورد وزارة الزراعة الأوكرانية توقعات عن محصول الحبوب هذا العام. وقالت إن الأرض المزروعة قد تتراجع بنسبة 20 بالمائة هذا العام بسبب القتال مع القوات الروسية في العديد من المناطق.
(رويترز، العربي الجديد)