الجزائر: زراعة القمح والخضر مهدّدة من الجفاف وشح الأمطار

17 اغسطس 2022
يهدّد نقص المياه ملايين الهكتارات بالتشقق والبوار (Getty)
+ الخط -

عاد شبح الجفاف ليخيم على مناخ الجزائر، وعادت معه أنظار المزارعين لتتوجه إلى السماء، فيما تتخبط مشاعرهم بين خوف من تواصل مسلسله، وتفاؤلٍ بنهاية كابوس شح الأمطار الذي يؤرّق الفلاحين منذ أكثر من 3 أشهر.

وتنطلق مباعث القلق من ضعف المساعدات الحكومية والخوف من تضرر المحاصيل الموسمية، خاصة الخضر والفواكه، وضياع موسم حرث الأراضي المخصصة للقمح.

ويهدّد نقص المياه ملايين الهكتارات بالتشقق والبوار، خاصة مع انطلاق موسم الحرث لمحاصيل القمح والشعير، وينتظر المزارعون أسابيع "الفصل" بعدما باتت المحاصيل مهددة بنقص الأمطار التي انحبست منذ نهاية إبريل/نيسان المنصرم، ما يقلص آمال نجاح موسم حصاد وافر يعوّض المزارعين ما تكبدوه من خسائر العام الماضي بسبب الجفاف أيضا.

رئيس غرفة الزراعة بولاية المسيلة محمود غوماري قال لـ"العربي الجديد"، إن "منسوب المياه انخفض بنسبة كبيرة مع بداية فصل الصيف في محافظات الهضاب العليا (وسط البلاد)، التي تتميز بجغرافيا شبه صحراوية، كما لا تصل مياه الري إلى جميع الأراضي المزروعة، خاصة مزارع القمح المنتشرة في المنطقة".

وأضاف المسؤول أنه "تلقى العديد من شكاوى المزارعين الذين اضطر الكثير منهم لشراء صهاريج المياه لإنقاذ محاصيلهم من البوار".

وينتظر المزارعون الأمطار الموسمية التي تتساقط كل سنة منذ بداية أغسطس/آب إلى مطلع سبتمبر/أيلول بفارغ الصبر، بالرغم من عدم تسجيل مصالح الأحوال الجوية الجزائرية أي تساقط محتمل للأمطار في الأسبوعين القادمين على الأقل، فيما تشير توقعات إلى استمرار موجات الحر إلى غاية منتصف الشهر القادم، حيث لم تنزل درجات الحرارة تحت عتبة 36 درجة في الشمال الجزائري منذ منتصف يوليو/تموز الماضي.

ولجأ عدد من المزارعين إلى حيل مختلفة لإنقاذ زراعتهم، منها استخدام ماكينات سحب المياه أو شراء صهاريج، كما هو حال المزارع ساسي العيد، الذي كشف لـ"العربي الجديد"، أنه اضطر إلى شراء 3 صهاريج أسبوعيا سعة كل واحد منها 3 آلاف لتر من أجل ري الأراضي التي حرثها ورمى فيها أولى بذور القمح بعد الحصاد، ما يكلفه قرابة 9 آلاف دينار أسبوعيا (79 دولارا)، بعدما رفضت شعبة الزراعة في محافظة الجلفة (400 كيلومتر جنوب العاصمة)، منحه عتاد الري بحجة عدم توافرها لديها.

وهذا ما اعتبره المزارع "غير معقول"، معتبرا أنهم "يتحججون بعدم وجود العتاد حتى يحصلوا على رشوة مقابل منح عتاد الري، في مشهد يتكرر كل سنة".

بدوره، قدّر الأمين العام لـ"الاتحاد العام للمزارعين الجزائريين" عبد اللطيف ديلمي نسبة المساحات المتضررة من الجفاف وانتشار التشققات بنحو 65% من المساحات المزروعة، فيما تنخفض هذه النسبة إلى نحو 40% في المحافظات التي توجد فيها سدود كبيرة.

وأضاف ديلمي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "نسبة الأضرار مرشحة للوصول إلى أرقام كارثية ما لم تشهد البلاد أمطارا خلال الأيام القادمة، بما يهدد إنتاج الجزائر من القمح أولا كونه من المحاصيل السنوية".

أضاف: "أما المحاصيل الموسمية والدورية فالأكيد أن بعض الخضر والفواكه، وفي مقدمتها الطماطم والبطاطا والجزر والعنب الأخضر، هي المتضررة حاليا كون موسم جنيها سيبدأ مطلع الشهر القادم".

وأكد أن "موجة الجفاف التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، قلصت مساهمة القطاع الزراعي في الناتج الداخلي الصافي".

ورمى الأمين العام لأكبر تكتل للمزارعين في الجزائر بسهامه على الحكومة التي قال إنها تقف متفرجة على المزارعين وهم "يموتون ببطء"، فيما تنفق نحو ملياري دولار لاستيراد الحبوب من قمح وشعير وذرة، حسب ديلمي.

المساهمون