كشف الرئيس عبد المجيد تبون، عن توجه الجزائر نحو مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، فيما أعلنت مؤسسة مترو الجزائر (حكومية)، عدم تجديد التعاقد مع شركة فرنسية مكلفة بتسيير وصيانة مترو أنفاق العاصمة منذ عام 2011.
وقال تبون في مقابلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن "مراجعة اتفاق الشراكة حتمية فرضتها الظروف"، مضيفا :" لم نعد نسمح بالمزيد من النزيف، الذي كانت تغطيه البحبوحة المالية، والاتحاد الأوروبي شريك استراتيجي لا غنى للجزائر عنه وهو متفهم لحاجة الجزائر إلى المراجعة".
وأشار كذلك إلى توجه الحكومة نحو مراجعة آليات صرف الدعم الاجتماعي، الذي يكلف الخزينة 12 مليار دولار سنوياً.
وقال "لا أرى مفرا من مراجعة الدعم الاجتماعي، لكن ليس الآن". وأضاف أن "الدعم في المستقبل يجب أن يذهب إلى مستحقيه الفعليين"، من العائلات الفقيرة والمعوزين.
كما أشار تبون إلى ربط الجزائر قريباً بكابل ثان للإنترنت عبر بلد آخر (غير فرنسا) ومضاعفة التدفق مع بداية العام المقبل، لضمان نجاح خطة الرقمنة التي تعتزم الحكومة تنفيذها، لتطوير عمل المؤسسات الاقتصادية والإدارات الخدمية.
وتابع:" سرعة تدفق الإنترنت حاليا في الجزائر لا تشرف، الجزائريون سيلاحظون مضاعفة حقيقية في سرعة التدفق انطلاقا من بداية 2021، بفعل التعميم الجاري للربط بالألياف البصرية، وربط الجزائر بكابل ثان للإنترنت من أوروبا".
وأبدى غضبه من إقدام سلطات الاتصالات على قطع خدمة الإنترنت خلال أيام امتحانات البكالوريا (لثانوية). وقال "الذي أعلمه أن الأمر كان يتعلق بحجب لمواقع التواصل درءاً للغش وليس قطعا للإنترنت، لكنني أتعهد أمام الجزائريين أنهم لن يعرفوا أي انقطاع في الخدمة، وفي حال كانت هناك امتحانات مثل البكالوريا، سيكون هناك استعمال وسائل أخرى تكنولوجية ودقيقة جدا تمنع الغش".
وكانت سلطات الاتصالات، قد أقدمت خلال الأسبوع الماضي على قطع خدمة الإنترنت ساعتين في اليوم مع كل بداية لامتحانات البكالوريا والتي دامت أربعة أيام، وهو ما عطل بشكل بالغ عمل الكثير من المؤسسات الخدمية.
وبالتزامن مع تصريحات الرئيس الجزائري، أعلنت مؤسسة مترو الجزائر في بيان، أنها لن تجدد عقد تسيير وصيانة مترو أنفاق الجزائر العاصمة مع شركة "راتيبي باريس"، الذي ينتهي رسميا في 31 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وقالت المؤسسة إن شركة جزائرية مائة بالمائة مملوكة لمؤسسة مترو الجزائر، ستحل محل الشركة الفرنسية.
وأفادت بأن جميع علاقات العمل الحالية ستستمر مع الشركة الجديدة، مع الاحتفاظ بنفس الرواتب والحقوق والمزايا الاجتماعية للعمال، داعية عمال وموظفي الشركة إلى ضمان انتقال سلس للمهام إليها.
وتم توقيع العقد مع شركة "راتيبي باريس" عام 2007، لكن بداية نشاطها الفعلي كان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، بعد تدشين أول خط لمترو أنفاق العاصمة.
وشركة "راتيبي باريس" متخصصة في النقل بالسكك الحديدية ومترو الأنفاق، وتتولى إدارة وتسيير وتشغيل هذا النوع من وسائل نقل الركاب في العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها.
ويتوفر مترو أنفاق الجزائر العاصمة على خطين يربطان وسط المدينة بضاحيتيها الشرقية والجنوبية وتجري عليهما حاليا عمليات توسعة.
ونشاط مترو أنفاق العاصمة متوقف منذ نهاية مارس/ آذار الماضي، ضمن تدابير حكومية للحد من تفشي فيروس كورونا.