الجزائر تتجه لوقف إمدادات الغاز عبر خط المغرب

06 سبتمبر 2021
الجزائر لا تنوي تجديد عقد توريد الغاز الذي ينتهي آخر الشهر المقبل (فرانس برس)
+ الخط -

قررت الجزائر التخلي عن إمداد إسبانيا بالغاز عبر أنبوب "المغرب العربي- أوروبا"، الذي يعبر الأراضي المغربية، في أعقاب قطع العلاقات الدبلوماسية الذي أقدمت عليه الجزائر أخيرا.

وكشف مصدر في وزارة الطاقة الجزائرية لقناة "النهار" الإخبارية أن "الجزائر لا تنوي تجديد عقد توريد الغاز عبر الأنبوب الذي يعبر المغرب، والذي ينتهي في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل"، مضيفا أنه "لا توجد أية محادثات مع الجانب الإسباني في هذا الشأن".

وكشف المصدر أن "إمدادات الغاز مع إسبانيا ستكون عبر أنبوب "ميدغاز" فقط، الذي يربط ميناء بني صاف الجزائري بألميريا الإسبانية، ولا حاجة لتوريد الغاز عبر الأنبوب العابر للأراضي المغربية نحو إسبانيا".

وفي 26 أغسطس/آب الماضي، أعلنت وزارة الطاقة الجزائرية أن إمدادات الغاز إلى إسبانيا ستكون عبر أنبوب "ميدغاز"، الذي يربط ميناء بني صاف، غربي الجزائر، بألميريا الإسبانية، ما يعني عدم الحاجة إلى استخدام أنبوب الغاز العابر للأراضي المغربية، خاصة أن هذا الأنبوب الذي ينقل الغاز انطلاقاً من حاسي الرمل، جنوبي الجزائر، باتجاه إسبانيا، مروراً بمضيق جبل طارق، دخل الخدمة في العام 1996، وكان يكلف الجزائر مبالغ مالية كحقوق عبور تستفيد منها المملكة المغربية.

ويأخذ المغرب 800 مليون متر مكعب من الغاز لاحتياجاته الخاصة، إضافة إلى رسوم "حقوق مرور".

وأكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، خلال لقائه سابقا السفير الإسباني فرناندو موران كالفو، أن الجزائر ملتزمة بتزويد السوق الإسبانية بجميع حاجاتها من الغاز الطبيعي من الجزائر، و"ضمان جميع إمدادات الغاز عبر الخط البحري ميدغاز".

وفي السياق، طمأنت الجزائر إسبانيا بشأن عدم وجود أي تأثير لقرار قطع العلاقات مع المغرب ووقف استخدام أنبوب الغاز العابر للأراضي المغربية على تدفق الغاز إلى إسبانيا.

وأكد الوزير عرقاب أن الجزائر لديها "قدرات متاحة لتلبية الطلب المتزايد على الغاز من الأسواق الأوروبية، خاصة السوق الإسبانية، بفضل المرونة من حيث قدرات التسييل المتاحة في البلاد".

وفي 15 يوليو/تموز المنصرم، توصل مجمع "سوناطراك" النفطي الجزائري إلى اتفاق مع شركة الطاقة الإسبانية "ناتورجي" على تشغيل القدرات الإضافية لنقل الغاز عبر أنبوب "ميدغاز" اعتبارا من الخريف المقبل، بكميات تصل إلى 10 مليارات متر مكعب سنويا، تحسبا لسيناريو عدم تجديد المغرب عقد أنبوب "المغرب العربي-أوروبا" الذي يمر عبر أراضيه.

وأفاد بيان لشركة "ناتورجي" الإسبانية، نشر على موقعها الرسمي على الإنترنت في 14 يوليو/تموز واطلع "العربي الجديد" عليه، بأن الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك توفيق حكار والمدير التنفيذي لشركة ناتورجي فرانسيسكو راينيس توصلا إلى اتفاق بشأن تشغيل القدرات الإضافية لنقل الغاز عبر خط أنابيب "ميدغاز" اعتبارا من الربع الأخير من السنة الجارية.

ونص الاتفاق بين الطرفين الجزائري والإسباني على زيادة قدرة خط أنابيب "ميدغاز"، الذي يربط مدينة بني صاف في ولاية عين تيموشنت مباشرة بألميريا جنوبي المملكة الإسبانية، بواقع 25%، لتتجاوز قدرته السنوية لنقل الغاز 10 مليارات متر مكعب، اعتبارا من الربع الرابع من السنة الجارية.

وكشف البيان عن استثمار بنحو 90 مليون دولار (73 مليون يورو) لتركيب شاحن توربيني رابع لزيادة قدرة النقل، وبمجرد تشغيل القدرة الإضافية هذه، سيمر 25% من الغاز المستهلك في إسبانيا عبر أنبوب "ميدغاز".

وفي مايو/أيار المنصرم، أعلنت "سوناطراك" استحواذها على أسهم شركة "مبادلة" الإماراتية في خط أنابيب غاز يربط الجزائر بإسبانيا، لتصبح المساهم الرئيسي فيه.

وبحسب بيان لعملاق الطاقة الجزائري، فقد استحوذت الشركة على 19.1% من الأسهم المملوكة للشركة القابضة الإسبانية "cepsa" في شركة "ميدغاز" الناقلة للنفط والغاز بين الجزائر وإسبانيا. 

وسمحت هذه العملية الدولية المهمة برفع حصة "سوناطراك" في شركة "ميدغاز" 8.04%، أي من 42.96% إلى 51%، وهذا ما يجعلها مساهما رئيسيا في رأس المال الجديد لشركة المساھمة "میدغاز" مع شريكھا التاريخي "ناتورجي" بنسبة 49%".

المساهمون