البطاطا والثوم المهربان من تركيا يغزوان الأسواق السورية

15 أكتوبر 2024
يجمعن البطاطا في إدلب، 5 ديسمبر 2021 (عز الدين قاسم/ الأناضول)
+ الخط -

شهدت أسعار الخضار المحلية في سورية، انخفاضاً خلال اليومين السابقين، طاول خاصة البطاطا والثوم والباذنجان، بينما استقر سعر البندورة. وعلل هذا الانخفاض البعض من تجار أسواق الهال في دمشق وحماة بارتفاع تكاليف التخزين نتيجة تراجع إمدادات الوقود الخاص للتبريد وارتفاع أسعاره في الأسواق الحرة، واضطرار المخزنين إلى طرح كميات أكبر في الأسواق.

وعزا آخرون هذا الانخفاض إلى تهريب كميات كبيرة من الخضار التركية إلى سورية وفي مقدمتها البطاطا والثوم. وفي السياق، يقول أحد تجار سوق الهال في دمشق لـ"العربي الجديد"، رافضاً ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن تهريب البضائع من الجانب التركي إلى الداخل السوري ليس جديداً، لكنه تفاقم مستفيداً من استغلال ظرف الحرب الدائرة في المنطقة، ومن تفاهمات بين أطراف النزاع في الداخل السوري. كما أكد رداءة البضائع المهربة مقارنة بما يُنتج في سورية، وهو ما يؤدي إلى ضرب المنتج المحلي خلال فترة قليلة، نظراً إلى عدم القدرة على التخزين من جانب المنتجين والتجار السوريين.

حول هذا الموضوع، نقل موقع "هاشتاغ" المقرب من النظام السوري عن عضو لجنة مصدري الخضار والفواكه في سوق الهال بدمشق، محمد العقاد، وصول كميات كبيرة من البطاطا والثوم من تركيا إلى الأسواق السورية، مشيراً إلى أن سعر كيلو البطاطا التركية بلغ 10 آلاف ليرة، بما يقل بألفي ليرة عن سعر البطاطا السورية العسالية المنتجة في ريف دمشق (الدولار = 14750 ليرة).

تاجر آخر في سوق الهال بدمشق أكد لـ"العربي الجديد" وصول كميات كبيرة خلال اليومين الماضيين من البطاطا والثوم من تركيا، أدت إلى تراجع سعر كيلو البطاطا المالحة لما يزيد قليلاً عن ألفي ليرة سورية، علماً أنها أقل جودة من الإنتاج المحلي. كذلك تراجع سعر الثوم القرع من هامش بين 45 و50 ألف ليرة إلى 40-45 ألف ليرة، مؤكداً أن هذه الحالة من التهريب تُسبب عدم استقرار بأسواق الخضار وخسائر لتجار التخزين، بخاصة في تجارة الأنواع التي تفقد جزءاً من وزنها أثناء عمليات التخزين كالثوم.

وكان رئيس لجنة تجار سوق الهال في حماة، غالب عدي، تحدث في تصريح صحافي أمس الاثنين، عن انخفاض بأسعار بعض الخضار الأكثر استهلاكاً، مثل أسعار مبيع الجملة لبطاطا البراد المالحة (أغريا) من 13 ألف ليرة إلى 10.5 آلاف، و"السبونتا" المالحة من 10.5 آلاف ليرة إلى 9.5 آلاف، معللاً هذا الانخفاض بتوقف الوارد من مناطق الجزيرة السورية.

وتصل هذه المواد المستهلكة يومياً إلى المستهلك السوري بزيادة بين ألفين وثلاثة آلاف ليرة عن سعر الجملة، لأسباب النقل والإتاوات على الحواجز، مضافاً إليها أرباح تجار نصف الجملة والمفرق، والغالبية منهم لا يميّزون بين أنواع البطاطا ولا يفرقون إلا بين الحلوة منها والمالحة، إلى أن تعرفوا في الآونة الأخيرة على البطاطا المصرية، ومن المعروف أيضاً أن الأكثر استهلاكاً في سورية هي البطاطا المالحة التي يذهب حوالي 30% منها إلى المطاعم.

يقول لـ"العربي الجديد" أحد المواطنين في بلدة صحنايا التي تبعد عن سوق الهال بدمشق حوالي 22 كيلومتراً: "نصاب بالصدمة يومياً عندما نقارن بين أسعار الشراء من المحال التجارية ونشرة الأسعار الصادرة عن مديرية حماية المستهلك بدمشق، فكيلو البطاطا المالحة، قلع جديد، للمستهلك على النشرة الرسمية بين 11 و12 ألف ليرة، فيما تباع بالمحال التجارية بين 13 و14 ألفاً، وكيلو البطاطا المالحة المخزنة بين 7.5 و8.5 آلاف ليرة، بينما في المحال تراوح بين 10 و11 ألفاً".

أضاف: "يجهل معظمنا أنها مخزنة في البرادات. وهذا الأمر ينطبق على البطاطا الحلوة وكافة أنواع الخضار والفواكه، فالبندورة نوع أول على نشرة أسعار أمس الاثنين، سعرها بين 2800 و3700 ألف ليرة، بينما يباع الصنف الثاني والثالث في المحال التجارية بين 4 و5 آلاف ليرة.

ولم تنقطع طرق التهريب مع تركيا منذ ما قبل الثورة السورية يوماً واحداً، بل أخذت أساليب عديدة لا علاقة للسياسة بها. لكن الغريب في الأمر هو تقبل شرائها محلياً رغم رداءة نوعها وخطورة عدم مراقبتها كما هو حال اللحوم المهربة، حيث بات المال هو الأساس على حساب صحة المستهلكين السوريين ومصلحتهم.

المساهمون