البريطانيون يخسرون فرص الاستثمار في الأسواق الناشئة

08 يوليو 2021
نسبة 38% فقط من المستهلكين البريطانيين تنظر بإيجابية للاستثمار بالأسواق الناشئة (Getty)
+ الخط -

تشير الدلائل إلى أن الاستثمار في الأسواق الناشئة يمكن أن يحقق عائدات وفرصاً إيجابية لتنويع محفظة أكبر على المدى الطويل، بيد أنّ البريطانيين لا يزالون يترددون في الاستثمار في اقتصادات مثل تركيا وكوريا الجنوبية. 

ويقترح بحث أجراه "صندوق تمبلتون للاستثمار في الأسواق الناشئة" (TEMIT)، أن المستهلكين يفقدون الفرص بسبب عدم الاستثمار في هذه الأسواق، حيث يستثمر واحد فقط من كل عشرة مستهلكين فيها، على الرغم من أنّ 27.3 مليون شخص (41%) من البريطانيين يمتلكون جهاز تلفزيون أنتجته شركة "سامسونغ" الكورية الجنوبية، لا يزال 56% من مالكي التلفزيون هؤلاء مترددين في الاستثمار في الأسواق الناشئة.

وينطبق الأمر ذاته على 19% من الأشخاص الذين يمتلكون منتج "بيكو" التركي، حيث يشكك 60% منهم في الاستثمار في المناطق الناشئة، علما أن 93% من البالغين يستخدمون منتجات من الهواتف الذكية إلى الغسالات المصنوعة مصدرها هذه المناطق. 

في المقابل، ينظر 38% من المستهلكين بإيجابية تجاه الاستثمار في الأسواق الناشئة، بينما 11% فقط يستثمرون فيها بنشاط، علما أن الأسواق الناشئة تضم مجموعة من 27 دولة حول العالم بما في ذلك الصين والهند والبرازيل وروسيا وتركيا.

في السياق، يعلّق شيتان سيغال، مدير المحفظة الرئيسي في "تمبلتون"، على تكلفة الفرصة البديلة لعدم الاستثمار في هذه الأسواق ويقول إنّ عدم الاستثمار النشط في الأسواق الناشئة قد يعني أن المستهلكين يفقدون إمكانات نمو كبيرة لاستثماراتهم، لأنّ الاستثمار في الأسواق الناشئة يقدّم العديد من الفوائد مقارنة بمنافسيها في العالم المتقدم، إذ إن القوة في اقتصاداتها مدفوعة بشركات مبتكرة عالية التقنية وأنماط استهلاك قوية، مما يعني أن إمكانات نموها أعلى بكثير.

ويقارن البحث بين عوائد الاستثمار في حساب التوفير النقدي ومؤشر فوتسي 100 ومؤشر الأسواق الناشئة "MSCI Emerging Markets"، فيقول إنّ استثمار شهري قدره 50 جنيهًا إسترلينيًا على مدار 18 عاماً، أي ما يعادل إجمالي الاستثمار البالغ 10800 جنيه، سيعود بـ11176 جنيهًا في حال إيداعه في حساب التوفير النقدي، بينما خلال الفترة الزمنية ذاتها كانت ستعود بـ18987 جنيهًا على مؤشر فوتسي 100، لكنّها ستبلغ 27859 جنيهاً لو تمّ استثمارها مع مؤشر الأسواق الناشئة.

في هذا الشأن، يقول دان ويل لصحيفة "وول ستريت جورنال": "يمكن أن تكون أسهم الأسواق الناشئة مفيدة للمستثمرين الأميركيين لتنويع المحفظة، لأنها لا تتحرك بشكل وثيق مع الأسهم الأميركية... لكن أسهم الأسواق الناشئة تأتي بتقلبات أعلى من أسهم الأسواق المتقدمة ومجموعة من المخاطر، بما في ذلك المخاطر السياسية، ومخاطر العملات، ومخاطر السيولة والمخاطر الاقتصادية على الرغم من التوقعات الوردية حولها". 

ولتحديد أفضل وأسوأ الاستثمارات في النصف الأول من عام 2021، أجرى خبراء الاستثمار في "AJ Bell" إحدى أكبر منصات الاستثمار في المملكة المتحدة، دراسة للأرقام فبرز سوق الشركات الصغرى في المملكة المتحدة من ضمن الأفضل أداء.

وقد وصل المؤشر مراراً وتكراراً إلى مستويات قياسية جديدة هذا العام وهو الآن أعلى بنسبة 20% تقريباً مما كان عليه قبل جائحة كوفيد-19.

وفي الواقع إنّ نجاح طرح اللقاح، وحقيقة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يتسبب لغاية اليوم في الكثير من المصاعب الاقتصادية، ساهما في تعزيز سوق الشركات الصغرى ومعه الأموال التي تستثمر في هذا القطاع.

أمّا الاستثمارات المرتبطة بالذهب والمعادن فمرّت بفترة صعبة هذا العام بحسب ما يفيد خبراء الاستثمار، بينما كان "رويال ميل" أحد أكبر المستفيدين بسبب ازدياد طلبات المستهلكين عبر الإنترنت على مدار العام بشكل هائل.

وفقًا لبحث أجرته شركة الخدمات المهنية "ألفاريز ومرسال" وشركة استشارات "اقتصاديات البيع بالتجزئة"، يقدر أن 17.2 مليون بريطاني حوالي 25% من السكان يخططون لإجراء تغييرات دائمة على طريقة التسوق بعد زيادة المبيعات عبر الإنترنت خلال جائحة كوفيد 19.

حتى عندما تنتهي جائحة كوفيد 19، لا يخطط العديد من الموظفين لقضاء خمسة أيام في الأسبوع في مكان العمل. وفقاً لمسح أجراه المجلس البريطاني للمكاتب (BCO)، فإن أولئك الذين يخططون لقضاء أقل من 5 أيام في الأسبوع في المكتب هم: 62% من كبار التنفيذيين و58% من العاملين المبتدئين و46% من موظفي المكاتب.

ويعتقد روبرت ألستر، كبير مسؤولي المعلومات في "Close Brothers Asset Management"، أن القطاعات المرتبطة بالتحول الرقمي لأنماط حياتنا أو أنواع أخرى من اتجاهات الاستثمار الرقمي هي القطاعات التي يجب مراقبتها في عام 2021، علما أنّ الحوسبة وتجارة التجزئة عبر الإنترنت والإلكترونيات الاستهلاكية شهدت نموا كبيرا في الأرباح.

كما أن الشركات التي تطور برمجيات الذكاء الاصطناعي والإلكتروني ستكون أيضًا من منتجي البنية على المدى الطويل.

وينصح خبراء الاستثمار باستخلاص الدروس والسبب وراء أداء شركات وقطاعات معينة بشكل جيد ومحاولة تحديد الشركات والقطاعات التي من المحتمل أن تكون استثمارات ناحجة في عام 2022 وما بعده، مع التحذير من أنّ لا شيء مضمونا في سوق الاستثمارات.

المساهمون