الألغام الروسية تفسد موسم الزراعة في أوكرانيا.. ومسؤولون يكشفون الخسائر لـ"العربي الجديد"
سجلت أوكرانيا قبل نحو عام رقماً قياسياً قدره 84 مليون طن من الحبوب، نجحت في تصديرها إلى مختلف دول العالم، بينها أكثر من 25 مليون طن من القمح و40 مليون طن من الذرة.
لكن تلك الأرقام قد يصعب على أوكرانيا تعويضها خلال العام الجاري، وربما خلال الأعوام القادمة. فبحسب نائب رئيس مقاطعة هوستوميل، فيسالي آندريه، في حواره مع "العربي الجديد"، انخفضت المساحات المزروعة في عموم أوكرانيا بنحو 20%.
ويضيف آندريه في حواره مع "العربي الجديد" أن الروس عندما انسحبوا من ضواحي العاصمة كييف لم يتركوا أرضاً صالحة للزراعة، بل عملوا على تدمير البنية الزراعية في البلاد عبر استهداف المزارع وتفخيخها وزرع الألغام فيها.
وبحسب فيسالي، فقد زرع الروس آلاف الألغام في عموم أوكرانيا، منها 30% في الأراضي الزراعية في المناطق المحيطة بالعاصمة كييف التي بقيت فيها القوات الروسية أكثر من شهر منذ بدء عدوانهم على الأراضي الأوكرانية.
ورغم ذلك، كشف نائب رئيس مقاطعة هوستوميل، شمال العاصمة الأوكرانية كييف، أن السلطات تبذل ما في وسعها لعدم خسارة موسم الزراعة كاملاً، وقد نجحت السلطات حتى الآن في زراعة أكثر من 175 ألف هكتار من القمح، وقرابة مليون هكتار من الشعير.
لكن ذلك قد لا ينطبق على أصحاب المزارع الصغيرة مثل فيسوتسكي الذي يملك بيتاً ومزرعة صغيرة على بعد 10 كيلومترات شمال العاصمة الأوكرانية كييف، والذي عاد إلى مزرعته بعد خروج القوات الروسية منها ليجد ألغاماً متفرقة مزروعة في أرضه.
ويقول فيسوتسكي في حديث مع "العربي الجديد" إن الأوضاع تغيرت تماماً في منطقته بالكامل التي هرب منها الكثير من السكان، وبقيت الأراضي الزراعية بوراً تبحث عمّن يزرعها، وخاصة في ظل هروب الأيدي العاملة خوفاً من الحرب.
ويتابع المزارع الأوكراني أن الحرب الروسية على بلاده دمرت كل شيء جميل، وأضاعت عليه موسم زراعة الحبوب في الربيع الذي كان يعتمد عليه أساساً في توفير العيش الكريم لأسرته البسيطة التي أرسلها خارج أوكرانيا، وعاد هو لرعاية حقله الصغير الذي وجده مليئاً بالألغام.
ويروي فيسوتسكي لـ"العربي الجديد" أنه ينتظر منذ 12 يوماً حتى تأتي السلطات المختصة لإزالة الألغام من حقله، حتى يتسنى له اللحاق قدر المستطاع بما ضاع منه من موسم زراعة المحاصيل الربيعية التي تشمل الحبوب مثل الشعير والذرة، بالإضافة إلى بنجر السكر وعباد الشمس وفول الصويا.
وكان وزير الزراعة الأوكراني رومان ليشتشينكو، قد قال في 22 مارس/آذار 2022، إن مساحة المحاصيل الربيعية في أوكرانيا قد تنخفض بأكثر من النصف هذا العام من مستويات 2021 إلى حوالى 7 ملايين هكتار مقابل 15 مليون هكتار كانت متوقعة قبل الحرب.
وقال ليشتشينكو في مؤتمر صحافي إن الخطة المعدلة تبلغ حالياً 7 ملايين هكتار، وإن المزارعين يمكن أن يزرعوا ما يصل إلى 3.3 ملايين هكتار من الذرة هذا العام، مقابل 5.4 ملايين هكتار في عام 2021.
وأشار ليشتشينكو إلى أن المزارعين زرعوا ما مجموعه 6.5 ملايين هكتار من القمح الشتوي لحصاد عام 2022، لكن المساحة المحصودة قد لا تزيد على 4 ملايين بسبب الحرب في العديد من المناطق الأوكرانية.