شهدت أسواق الزيتون إقبالا كبيرا للأسر المغربية بمناسبة عيد الأضحى، علما أن الأسعار زادت بنسبة 50% في الأشهر الأخيرة.
ولم يكن ارتفاع الطلب على الزيتون في هذا الموسم سوى سبب إضافي لزيادة أسعار الزيتون في السوق المغربية. فقد كانت تلك الأسعار شهدت قفزة قوية منذ بداية العام في ظل تراجع حاد في الإنتاج، حسب تجار تحدثوا لـ"العربي الجديد".
لا تخلو أغلب الأطباق التي تعدها الأسر في عيد الأضحى من الزيتون، حيث يرى التاجر في الدار البيضاء إبراهيم أيت، أن تلك المناسبة تمثل حوالي ربع المبيعات على مدى العام.
ويشير إلى أن ضعف الإنتاج في العام الماضي بسبب الجفاف الذي أفضى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار الزيتون المعروض في أسواق التجزئة، حيث انتقلت من دولارين إلى 3 دولارات للكيلوغرام الواحد.
ويلاحظ التاجر المغربي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن العديد من الأسر التي اعتادت التردد على محله التجاري، شرعت في تقليص الكميات التي تحصل عليها في الأشهر الأخيرة، مؤكدا أن هوامش أرباح تجار التجزئة لم ترتفع رغم الزيادات التي شهدتها الأسعار. غير أنه يلاحظ أن الطلب انتعش بشكل ملحوظ في الأيام التي تسبق العيد.
ويرى المزارع المغربي عبد الله السرغيني، أن مرحلة قطف الزيتون في الخريف الماضي شهدت ارتفاعا كبيرا للأسعار في أسواق الجملة بمناطق الإنتاج، حيث قفز سعر الكيلوغرام من الزيتون الخام بعد القطاف إلي دولار واحد، أي زيادة بحوالي 40 في المائة.
ويلاحظ أنه مثل السلع الغذائية الأخرى، شهدت سوق الزيتون تدخّل الوسطاء والمضاربين، الذي ساهموا في ارتفاع أسعاره مع زيت الزيتون إلى مستويات غير مسبوقة في العام الحالي.
ويذهب إلى أن ضعف منسوب المياه الجوفية ومخزون المياه في السدود بسبب شح التساقطات المطرية، أدى إلى تراجع المحصول، خاصة مع منع السقي في بعض المناطق، حيث جرى تفضيل تأمين مياه الشرب. وقدرت الفيدرالية المهنية لمنتجي الزيتون تراجع المحصول في العام الماضي، بحوالي النصف، في ظل انخفاض حاد في الموارد المائية في المناطق المعروفة بأشجار الزيتون.
وتحتل أشجار الزيتون حوالي 65 في المائة من مساحة الأشجار المثمرة على مستوى المملكة، حيث يرنو المغرب إلى رفع المحصول إلى 3.5 ملايين طن، أي بزيادة بنسبة 60% من متوسط الإنتاج السنوي.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عبرت عن التوجه نحو زراعة 300 ألف هكتار من أشجار الزيتون، بما يفضي إلى بلوغ 1.5 مليون هكتار في أفق 2030. ولن يكون محصول الزيتون في مستوي التوقعات في الموسم الحالي، حيث سيتأثر كما في العام الماضي، بضعف التساقطات المطرية، على اعتبار أن المملكة تعرف الجفاف للعام الثاني على التوالي.
ولم تسلم بلدان أخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط من تراجع إنتاج زيت الزيتون، فإسبانيا التي تمثل نصف الإنتاج العالمي، شهدت انخفاضا في إنتاجها، حيث انتقلت بين الموسم الماضي والموسم الحالي من 1.5 مليون طن إلى ستمائة ألف طن، أي بتراجع بنسبة 55 في المائة.