أنهت الأسهم الأميركية أسبوعها مبكراً، كعادتها في اليوم التالي لعيد الشكر، ليسجل الأسبوع القصير ارتفاعاً، رغم تزايد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، بعد عودة الوباء للانتشار في الأراضي الصينية، واضطرار السلطات لإصدار أوامر إغلاق في بعض المناطق.
ومع انتهاء ساعات التداول الرسمية، يوم الجمعة، في الواحدة ظهراً، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.45%، وتراجع مؤشر أس آند بي 500 بنسبة 0.03%، بينما كانت الخسارة في مؤشر ناسداك بنسبة 0.52%، إلا أن إجمالي تعاملات الأسبوع كانت إيجابية على المؤشرات الثلاثة.
وساعد نشر محضر اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي مطلع الشهر الحالي، هذا الأسبوع، بما أظهره من ميل أغلب أعضائه نحو إبطاء وتيرة رفع الفائدة خلال الاجتماعات القادمة، على تحسين معنويات المستثمرين يوم الأربعاء، آخر يوم تعامل قبل عيد الشكر، لتكون نهاية الأسبوع سعيدة بارتفاع 1.78% لمؤشر داو جونز الصناعي، و1.53% لمؤشر أس آند بي 500، بينما اكتفى مؤشر ناسداك بالارتفاع 0.72%.
وأمتد الأثر الإيجابي لتفاصيل اجتماع البنك الفيدرالي من واشنطن ليطاول الأسواق الأوروبية، ليحقق مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية سادس أسبوع على التوالي من المكاسب، رغم تضرر شركات التجزئة، بسبب مخاوف من موسم تسوق متباين خلال العطلات.
وارتفع المؤشر القياسي ستوكس 600 بنسبة 1.7% هذا الأسبوع، تزامناً مع نشر تفاصيل الاجتماع، وأيضاً بعدما جاءت نتائج أعمال الشركات أفضل من المتوقع هذا الموسم. وسجل المؤشر الأوروبي أعلى مستوياته في أكثر من ثلاثة أشهر في وقت سابق من الأسبوع.
وعلى نحو متصل، استقرت أسعار النفط، اليوم الجمعة، وسط تعاملات محدودة بالسوق، لينهي الذهب الأسود أسبوعاً شابته المخاوف حيال تراجع الطلب الصيني، والمفاوضات التي تحاول مجموعة السبع التوصل من خلالها لاتفاق، بشأن وضع سقف الأسعار الذي اقترحته مجموعة الدول السبع للنفط الروسي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.3% إلى 85.56 دولاراً للبرميل، بينما قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 0.6%، إلى 78.37 دولاراً للبرميل. وتتجه عقود الخام من النوعين نحو تسجيل ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي.
وسجل النوعان أدنى مستوياتهما في عشرة أشهر هذا الأسبوع، مع عودة أعداد المصابين بالوباء في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط، الجمعة، لتسجيل مستوى قياسي جديد للإصابات بكوفيد-19، لتستمر مدن في جميع أنحاء البلاد في فرض قيود على التنقّل، ضمن قيود أخرى للسيطرة على المرض.
وأظهرت مذكرة من البنك الأسترالي النيوزيلاندي (إيه.إن.زد) أن هذا الأمر بدأ يلحق الضرر بالطلب على الوقود، مع تراجع حركة السيارات.
ويناقش دبلوماسيون من مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وضع سقف لأسعار النفط الروسي بين 65 و70 دولاراً للبرميل، بهدف الحد من الإيرادات التي تموّل هجوم موسكو العسكري في أوكرانيا، دون تعطيل أسواق النفط العالمية، لكن لم يجرِ التوصل إلى اتفاق حتى الآن. ويتماشى المستوى المقترح بشكل عام مع ما يدفعه المشترون الآسيويون بالفعل.
واليوم الجمعة، أعلن دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إلغاء اجتماع لممثلي حكومات الاتحاد، كان من المقرر عقده، مساء اليوم، لمناقشة موضوع فرض سقف لأسعار النفط الروسي المنقول بحراً. وقال أحد الدبلوماسيين: "لم يكن هناك ما يكفي من التقارب في الآراء".
ومن المتوقع أن يظل التداول حذراً قبل الاتفاق على سقف الأسعار، المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر/كانون الأول عندما يبدأ حظر الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي، وربما تكون هناك تطورات أخرى خلال الاجتماع المقبل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، فيما يعرف بتجمع "أوبك+"، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول.