يحل عيد الفطر على السودانيين هذا العام، وسط أوضاع اقتصادية متدهورة في أعقاب الانقلاب العسكري العام الماضي الذي ألقى بالبلاد في أتون أزمة سياسية طويلة الأمد.
فالأسعار المرتفعة والموارد المحدودة وتدهور الدخل تجعل من عادات شراء ملابس جديدة وحلويات للعيد تحديا كبيرا للسودانيين بعد شهر رمضان.
ويقول معتز عوض، وهو أب لثلاثة أطفال، ويقدر دخله بنحو 90 ألف جنيه سوداني (200 دولار) شهريا، إن دخله لا يكفي لشراء ملابس جديدة لأطفاله في العيد.
أضاف الرجل، وهو من سكان الخرطوم: "بالنسبة للرواتب.. هي ضعيفة جدا.. ما بتغطي يعني.. لو لديك مثلا 3 أطفال تريد شراء أحذية وملابس لهم، تحتاج على الأقل إلى 150 ألف جنيه سوداني (335 دولارا).. بالقديم 150 مليون جنيه سوداني.. كم راتب الموظف لكي يستطيع شراء هذه الأشياء؟".
وقال تاجر الملابس، محمد عبدالله: "والله حقيقة الأسعار غالية بالنسبة لارتفاع سعر الدولار وبالإضافة لسعر الدولار الجمركي، والجمارك زادت وكل شيء زاد والوضع الاقتصادي في البلد سيئ للغاية وكل المؤشرات تشير إلى أنه لازم تكون الأسعار غالية".
وقال خالد رحمة، وهو تاجر ملابس آخر: "يعني زمان كان سعر هذا الجلباب بمبلغ ألفي جنيه سوداني (4.5 دولارات).. بألف ونصف.. بخمسمائة (1.1 دولار).. الآن رأسمال هذا الجلباب عشرة آلاف جنيه (22.35 دولارا). إذا اشترى شخص خمسة جلابيب يحتاج 30 أو 50 مليون جنيه سوداني.. 5 جلابيب في حساب عشرة بخمسين مليونا (111.73 دولارا).. فالوضع أصبح صعبا جدا للمواطن في السوق بالذات".
وعلى عكس السنوات الفائتة، عندما كانت سارة عبد الرحمن معتادة على صنع كعك وحلويات العيد اللذيذة في المنزل، فإن زيادة أسعار السكر والطحين (الدقيق) والزبد جعلت المحافظة على تقاليد العيد رفاهية لا يمكن تحملها.
وعن ذلك قالت سارة، وهي من سكان الخرطوم: "العيد مختلف خالص.. كل شيء غالٍ.. المواد غالية.. ليست كما السنوات الفائتة.. كنا نعمل في البيت ونحضر المواد لكن المواد الأساسية غالية.. سكر ودقيق وسمن.. كله غالٍ وحتى عندما نحضر للشراء من أماكن مثل هذه تكون تكلفتها مرتفعة جدا".
ويتجه السودان مرة أخرى نحو انهيار اقتصادي في أعقاب انقلاب أكتوبر/ تشرين الأول، مع تراجع الصادرات بحسب بيانات البنك المركزي وتراجع العملة في السوق السوداء.
وبعد قطع المساعدات الخارجية التي تقدر بالمليارات، ترفع الحكومة التي يقودها الجيش الأسعار والضرائب على كل شيء من الرعاية الصحية إلى غاز الطهي لكن الزيادات أثارت غضب المواطنين الذين يعانون.
وأظهرت الأزمة الاقتصادية التي طال أمدها في السودان، وهي إرث عقود من الحرب والعزلة والعقوبات، علامات على الانحسار قبل الانقلاب لكنها الآن تشكل خطرا إنسانيا جديدا حيث يواجه سكانه تجدد العنف ومستويات متصاعدة من الجوع.
(رويترز)