اقتصاد بريطانيا ينكمش في الربع الثالث منذراً بركود طويل

11 نوفمبر 2022
الاقتصاد البريطاني يدخل نفق ركود يتوقع الخبراء أن يكون طويلاً (فرانس برس)
+ الخط -

في تطور من المتوقع أن يكون بداية ركود يستمر لأمد طويل، انكمش الاقتصاد البريطاني 0.2% في الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر/أيلول بعد زيادة متواضعة في الربع الثاني، وفقا لما أعلنه "مكتب الإحصاءات الوطنية"، اليوم الجمعة.

ويأتي ذلك بعدما ذكر "بنك إنكلترا" المركزي الأسبوع الماضي، أن اقتصاد المملكة المتحدة سيدخل في ركود يدوم عامين إذا ارتفعت أسعار الفائدة بالقدر الذي يتوقعه المستثمرون، مشيرا إلى أنه حتى من دون المزيد من رفع الفائدة فإن الاقتصاد سينكمش في 5 من 6 أرباع حتى نهاية عام 2023، وفقا لـ"رويترز".

ويتوقع البنك المركزي أيضا انكماش الاقتصاد في الربع الأخير من العام الحالي، مما يعني أن الاقتصاد كان في حالة ركود، محذرا من أن الاقتصاد قد يظل في حالة ركود حتى منتصف عام 2024.

كما تأتي بيانات اليوم الجمعة قبل الإعلان عن موازنة حكومة رئيس الوزراء الجديد ريشي سوناك الخميس المقبل، حيث يتطلع إلى تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تشتد الحاجة إليه في المملكة المتحدة.

وبعد صدور البيانات، قال وزير المالية جيريمي هانت إنه "لا يتوهم أن هناك طريقا صعبا أمامه - وهو الطريق الذي سيتطلب قرارات صعبة للغاية لاستعادة الثقة والاستقرار الاقتصادي".

واستعدادا لزيادة الضرائب وخفض الإنفاق في الموازنة التي سيُكشف عنها الأسبوع المقبل، أضاف الوزير أن حكومة المحافظين بحاجة إلى "موازنة الدفاتر وخفض الديون"، قائلا: "لا توجد طريقة أخرى" إذا أرادت بريطانيا "تحقيق نمو مستدام طويل الأجل".

وإضافة إلى الركود، تواجه بريطانيا أزمة تكلفة المعيشة مع ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة إلى أعلى مستوى في 4 عقود فوق 10%. كما تواجه شتاء من الإضراب حيث يطالب العاملون في القطاعين العام والخاص بزيادة الأجور لمواكبة التضخم والعجز في ارتفاع الأجور الذي شهدناه في السنوات الأخيرة.

كبيرة الاقتصاديين في "كيه بي إم جي يو كيه" KPMG UK يائيل سيلفين، قالت إن "الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة وأسعار المستهلكين الأخرى ساهم في الضغط على الموارد المالية للأسر، مما سيدفع الاقتصاد البريطاني إلى الركود من الربع الثالث من هذا العام"، حسب ما نقلته عنها "فرانس برس".

مكتب الإحصاءات الوطنية أوضح أن الانكماش في الربع الثالث كان جزئيا بسبب عطلة رسمية وطنية بمناسبة جنازة الملكة إليزابيث الثانية، مما أدى إلى إغلاق عدد كبير من الشركات، علما أن الجنازة جرت في سبتمبر/أيلول خلال القيادة القصيرة لرئيسة الوزراء السابقة ليز تراس.

وقالت وزيرة ماليتها السابقة يوم الخميس، في معرض استغرابها خلال فترة وجودها في المنصب، إن تراس حذرت من "التباطؤ" في التخفيضات الضريبية التي أشعلت فتيل الاضطراب الاقتصادي وتسببت في سقوطها. أما كواسي كوارتنغ المُعيّن وزيرا للخزانة بعدما خلفت تراس بوريس جونسون، فكان قد أصدر سلسلة من إعلانات التخفيضات الضريبية غير الممولة في أواخر سبتمبر/أيلول.

وأزعجت موازنة كوارتنغ الأسواق مرسلة الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الدولار، وأثارت عمليات شراء طارئة لسندات الحكومة البريطانية من قبل بنك إنكلترا. وأُجبرت تراس على الاستقالة في منتصف أكتوبر/تشرين الأول بعد أقل من 50 يوما في منصبها، لتصبح أقصر رئيس وزراء خدمة في تاريخ بريطانيا.

المساهمون