ارتفاع نشاط المتاجر الإلكترونية في غزة

26 يناير 2021
إقبال متزايد على شراء السلع عن بعد (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

تنامت في قطاع غزة ظاهرة المتاجر الإلكترونية وعمليات البيع عن بعد باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي من أجل ترويج السلع والمنتجات المختلفة والطعام المنزلي، بالتزامن مع تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد.

واتجه فلسطينيون إلى تدشين هذه المشاريع هرباً من قلة فرص العمل ومحاولة لإيجاد آفاق جديدة لهم من بوابة التجارة الإلكترونية، بالرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع المحاصر. ويعتمد أصحاب هذه المشاريع على بيع السلع، إما من خلال تطبيقات خاصة يقومون بتصميمها وفقاً لأنظمة الهواتف الذكية، وإما من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشاراً بين الفلسطينيين، مثل فيسبوك أو إنستغرام.

يقول الشاب محمد السوافيري، الذي اتجه لبيع المنتجات الخاصة بالأطفال والسيدات عبر منصات التواصل الاجتماعي، إن تجربته تنامت بشكل حقيقي في ظل كورونا، الذي شهد زيادة واضحة في الإقبال على الشراء الإلكتروني.

ويوضح السوافيري لـ "العربي الجديد" أن بعض السلع التي تباع إلكترونياً تحظى بمعدلات بيع أكثر من غيرها، مثل الملابس الخاصة بالأطفال والسيدات إلى جانب الإكسسوارات المتعلقة بالنساء ومستحضرات التجميل. ويشير إلى أن تجربة البيع من خلال منصات التواصل الاجتماعي تساهم في التوفير على أصحاب هذه المشاريع كالإيجارات أو الحاجة لتوظيف أيدٍ عاملة، إلى جانب نفقات الكهرباء وغيرها من التكاليف غير الموجودة في البيع الإلكتروني.

ووفقاً للسوافيري فإن نسبة الزيادة في معدلات البيع خلال أزمة كورونا كانت 60% مقارنة بالفترة التي سبقت انتشار الجائحة داخل المجتمع الفلسطيني في غزة، فضلاً عن وجود زيادة ملموسة في الإقبال على الشراء عن بعد.
أما الشاب عبد الرحمن الكحلوت، فاختار خوض غمار تجربة التجارة الإلكترونية تزامناً مع دراسته لتخصص طب الأسنان، إذ يقوم باستيراد إكسسوارات خاصة بالسيدات وطرحها عبر موقع فيسبوك أو حساب إنستغرام.

ويقول الكحلوت لـ "العربي الجديد" إن هناك إقبالاً ملموساً وتعاطياً واضحاً من الجمهور للشراء الإلكتروني وعن بعد بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع بفعل الأزمات الاقتصادية واستمرار الحصار الإسرائيلي. ويشير إلى أن أزمة كورونا كان لها دور إيجابي في زيادة عمليات البيع عن بعد من خلال المتاجر الإلكترونية، بعيداً عن عمليات البيع التقليدية الخاصة من المحال والمنشآت التجارية المختلفة في القطاع خلال الشهور الأخيرة.
وتختلف تجربة الشاب يوسف المقيد عن سابقيه، إذ أسس متجراً إلكترونياً خاصاً عبر تطبيق تمت برمجته يخدم الهواتف الذكية ويوفر مجموعة كبيرة من السلع في مختلف المجالات. ويقول المقيد لـ "العربي الجديد" إن هناك نمواً متصاعداً للشراء الإلكتروني في صفوف شريحة تتراوح بين 20 إلى 30 ألف شخص في القطاع، لافتاً إلى أن الفترة الأخيرة تشهد تقبلاً ملحوظاً لهذا النوع من التجارة.

ويرى الشاب الفلسطيني أن التجارة الإلكترونية في ظل انتشار جائحة كورونا حظيت بدفعة مختلفة عما كان سائداً قبلها، إذ تزداد الطلبات على الشراء أيام الإغلاق الأسبوعي الذي فرضته الجهات الحكومية يومي الجمعة والسبت. وبحسب تقديرات وزارة العمل في غزة التي تديرها حركة حماس، فإن هناك 270 ألف شخص يبحثون عن العمل في القطاع، منهم شريحة واسعة من الشباب، في الوقت الذي يغيب فيه التوظيف الحكومي منذ سنوات بسبب الأزمات المالية.

ويقول الباحث في الشأن الاقتصادي أسامة نوفل لـ"العربي الجديد" إن تقديرات نسبة التسويق الإلكتروني مقارنة بعمليات البيع التقليدية قبل جائحة كورونا كانت لا تزيد عن 1% في أفضل الظروف، إلا أن انتشار الفيروس داخل القطاع ساهم في زيادة هذه النسبة.

لكن نوفل أشار إلى أن التجارة الإلكترونية تواجه عقبات عدة في غزة، أبرزها عدم مطابقة السلع لذات ما يُعرض، إلى جانب العراقيل الإسرائيلية في عمليات الفحص الأمني للبضائع وتأخير وصولها إلى أصحابها عبر المنفذ التجاري.

المساهمون