ارتفاع سعر الخبز في إدلب... معاناة جديدة للأهالي

08 نوفمبر 2023
غلاء الخبز يزيد من أزمات السوريين (Getty)
+ الخط -

ارتفع سعر ربطة الخبز في مناطق شمال غربيّ سورية اليوم بنسبة قاربت نصف ليرة تركية على الكيس الواحد، إذ يباع اليوم بخمس ليرات تركية لوزن 390 غراماً، بينما كان وزن الربطة في الأمس 460 غراماً.

يقول علي الخالد، وهو من أهالي إدلب، لـ"العربي الجديد"، إن السعر الجديد سيزيد من معاناة الأهالي، الذين كانوا يأملون دائماً انخفاض أسعار الخبز، ولا سيما أنه يعتبر الوجبة الأهم في حياتهم، ولا يمكن أن يتناولوا أي وجبة ما لم تترافق مع الخبز.

يضيف الخالد: "تستهلك عائلتي المؤلفة من خمسة أفراد 3 أكياس خبز يومياً، لكن مع الانخفاض الجديد في الوزن، لن تصبح كافية، ما يعني أن العائلة المتوسطة قد تحتاج أربعة أكياس خبز، وسعرها 20 ليرة تركية، وهو مبلغ كبير على كثير من العائلات، إذ تراوح أجور عامل المياومة ما بين 80 و100 ليرة تركية".

وأرجعت المؤسسة العامة للمطاحن سبب هذا الارتفاع إلى تراجع قيمة الليرة التركية مقابل الدولار، إذ بلغ سعر الدولار 28.4 ليرة تركية، فيما المخابز تشتري الطحين والمحروقات بالدولار، وهو ما انعكس على سعر الخبز.

من جانبها، تقول هناء العلي، وهي سيدة من إدلب، لـ"العربي الجديد" إنها منذ مدة بدأت تعتمد أكثر على الأكلات التي لا تستهلك كميات كبيرة من الخبز، مثل البرغل والأرز، لكن هذه القاعدة لا يمكن تطبيقها مع بقية الوجبات التي تعتبر أساسية لدى الشعب السوري، مثل البطاطا والخضروات.

تستهلك عائلة العلي المؤلفة من سبعة أشخاص ما بين 3 و5 أكياس خبز يومياً، وتقول إنّه يمكن للطفل بعمر 5 سنوات أن يأكل رغيفاً كاملاً على الوجبة، فالرغيف لا يتجاوز وزنه 80 غراماً، والأطفال يعتمدون على الخبز بنحو أساسي في معظم وجباتهم.

بدوره، بدأ سعيد المحمود الاعتماد على الخبز المصنوع من القمح الكامل. يقول سعيد لـ"العربي الجديد" إنّ كيس الخبز المصنوع من القمح الكامل أو ما يعرف بالقمح الصحي يباع بالسعر نفسه للكيس الاعتيادي، لكنّه أثقل وزناً، إذ يبلغ نحو 460 غراماً، لكون الطحين المصنوع منه أرخص من بقية الأنواع لاستخدامه حبوب القمح كاملة من دون نزع مادة "النخالة" منها. يضيف سعيد أنّ كثيراً من الأهالي يعتمدون على هذا النوع من الخبز، رغم تدني جودته مقارنة بالخبز الأبيض، فهو أوفر للعائلة وأفضل للصحة.

من جانبه، يقول مصطفى الخليل، وهو صاحب مخبز، لـ"العربي الجديد"، إن الزيادة التي طرأت على سعر الخبز اعتيادية، فصاحب المخبز يستورد الطحين بالدولار والمحروقات بالدولار، بينما سعر الليرة التركية يستمر بالانحدار منذ مدة، ومن الطبيعي أن تتغير التسعيرة بما يتناسب مع سعر الدولار حتى لا تتراكم خسائر صاحب المخبز.

يأمل من التقاهم "العربي الجديد" من الأهالي أن تتخذ المنظمات الإنسانية والسلطات خطوات في سبيل دعم الخبز، لأنه مادة رئيسية لغذاء السكان، على أمل الحفاظ على سعره الحالي.

المساهمون