إيرباص توقع أكبر صفقة طائرات منذ جائحة كورونا بقيمة 33 مليار دولار

14 نوفمبر 2021
إيرباص وقعت على اتفاق طلبية لبيع 255 طائرة (فرانس برس)
+ الخط -

وقّعت شركة "إيرباص" في اليوم الأول من معرض دبي للطيران، الأحد، طلبية لبيع 255 طائرة من طراز "إيه 321" أحادية الممر لأربع شركات تابعة لمجموعة "إنديغو بارتنرز" الأميركية، في أكبر صفقة طيران منذ بداية انتشار وباء كوفيد-19.

وضربت المجموعة الأوروبية بقوة لتتفوّق على منافستها الأميركية "بوينغ"، التي حصدت اتفاقا لتحويل 11 طائرة من طراز 737، من الجيل السابق، من طائرات ركاب إلى طائرات شحن.

وبموجب العقد مع "إيرباص"، ستحصل "ويز إير" المجرية على 102 طائرة، و"فرونتير إيرلاينز" الأميركية على 91، و"فولاريس" المكسيكية على 39، و"جيت سمارت" التشيلية على 23.

وتبلغ قيمة الطلبية مع الشركات الأربع التابعة لمجموعة "إنديغو بارتنرز" الاستثمارية أكثر من 33 مليار دولار وفقًا لآخر قائمة أسعار تم نشرها في 2018 من قبل المصنّع الأوروبي العملاق، علما أن المجموعة لم تكشف الأحد عن قيمة الصفقة.

وفتح معرض دبي للطيران أبوابه في أول تجمّع واسع ينظّم منذ جائحة كوفيد-19، مع بدء تعافي قطاع الطيران الذي يواجه معضلة صعبة بسبب الضغوط البيئية.

تبلغ قيمة الطلبية مع الشركات الأربع التابعة لمجموعة "انديغو بارتنرز" الاستثمارية، أكثر من 33 مليار دولار

وألحق شلل الحركة الجوية في ربيع 2020 أضرارا جسيمة بشركات الطيران، وتسبّب بخسائر مالية وضغوط على الشركات التي أوقفت مئات الرحلات بسبب نقص المسافرين.

بحسب تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، ستتكبد شركات الطيران العالمية خسارة قدرها 51,8 مليار دولار هذا العام بسبب وباء كوفيد-19، وستواصل تسجيل النتائج السلبية في 2022، لكن بخسارة أقل تقدر بـ11,6 مليارا.

ورغم الانتعاش الصيف الماضي، فإن الحركة الجوية العالمية ليست سوى نصف ما كانت عليه قبل الأزمة، ومن المتوقع فقط أن تعود إلى مستواها في عام 2019 بين عامي 2023 و2025.

نجاح كبير

يبدو أن الطائرات ذات الممر الواحد والمخولة اجتياز مسافات متوسطة ستكون أولى الطائرات المتعافية.

ومن بين الـ255 طائرة من طراز "إيه 321" في صفقة "إيرباص"، هناك 29 طائرة من طراز "إكس إل آر" المستقبلي ذات الممر واحد والقادر على اجتياز مسافات طويلة، عادة ما تكون حكرا على الطائرات الضخمة.

وحقّقت إكس إل آر"، التي تم إطلاقها في عام 2019، نجاحًا تجاريًا كبيرًا، وفقًا لشركة "إيرباص"، علما أنّ "بوينغ" لا تملك طرازا مماثلا لمنافستها.

ستتكبد شركات الطيران العالمية خسارة عالمية قدرها 51,8 مليار دولار هذا العام بسبب وباء كوفيد-19

وقالت "إيرباص" في البيان، بعيد التوقيع مع المجموعة الأميركية: "يسعدنا توسيع علاقتنا مع إنديغو بارتنرز الذين تصرّفوا بسرعة وحسم خلال الأشهر القليلة الماضية لتهيئة أنفسهم لهذا العقد التاريخي مع انحسار تأثير الوباء".

من جهته، قال رئيس الشركة الاستثمارية الأميركية بيل فرانك "نريد أن نكون في وضع جيد مبكرا لنبدأ التعافي".

تؤكد طلبية "إيرباص" الاهتمام المتزايد لشركات الطيران بالطائرة "إيه 321"، والتي تمثّل الآن ما يقرب من 60 بالمئة من طلبات شراء طائرات عائلة "إيه 320"، وهي 319 و320 و321.

وأمام شركة تصنيع الطائرات الأوروبية سنوات عديدة لإنتاج هذا الطراز، مع وجود أكثر من 7500 طائرة ممر واحد في قائمة الطلبيات الخاص بها.

وطلبت شركة "طيران الإمارات" طائرتين للتزود بالوقود من طراز "إيه 330 إم آر تي تي" لسلاحها الجوي، ما سيرفع أسطولها من هذا الطراز إلى خمس طائرات.

طائرات شحن من بوينغ

بالمقابل، افتتحت شركة "بوينغ" سوق الاتفاقيات في اليوم الأول من معرض دبي للطيران بعقد يقضي بتحويل 11 طائرة ممر واحد من طراز 737 إلى طائرات شحن لصالح شركة "آسليز" الأيسلندية التي تؤجّر طائرات.

يأتي ذلك في وقت أصبحت احتياجات الشحن الجوي في أعلى مستوياتها. فقد تجاوزت حركة الشحن العالمي، في أيلول/سبتمبر، مستواها لعام 2019 بأكثر من 9 بالمئة، وفقًا لاتحاد النقل الجوي الدولي.

ساهم صعود التجارة الإلكترونية والصعوبات التي واجهتها سلاسل التوريد العالمية في مرحلة الوباء وبعده، في زيادة الإقبال على طائرات الشحن

ولم يتم الكشف عن قيمة العقد الذي وقّعته "بوينغ". وهو يشمل تحويل 11 طائرة من طراز "737-800 بي سي إف" الذي دخل السوق قبل طراز "737 ماكس"، الذي سبق أن واجه مشاكل عديدة.

ولتلبية الطلب المتزايد على طائرات الشحن، ستقوم "بوينغ" بإنشاء ثلاث ورش إضافية لتحويل الطائرات في كندا وبريطانيا، بالإضافة إلى تلك التي تم افتتاحها مؤخّرًا في الصين وكوستاريكا.

وقال رئيس قسم خدمات "بوينغ" تيد كولبير للصحافيين في معرض دبي: "كانت هذه ظاهرة ناشئة قبل انتشار وباء كوفيد-19، ونحن لم نكن قادرين وقتها على تحويل ما يكفي من طائرات 737".

وساهم صعود التجارة الإلكترونية والصعوبات التي واجهتها سلاسل التوريد العالمية، في مرحلة الوباء وبعده، في زيادة الإقبال على طائرات الشحن. كما ساعد في ذلك ضعف الحركة الجوية العالمية، حيث باتت عنابر طائرات الركاب تستخدم للشحن في كثير من الأحيان.

وبسبب تراجع أعداد الركاب، أخرجت شركات الطيران مئات الطائرات من خدمة نقل الأشخاص، وخصوصا القديم منها، ما يعني أنّ هذه الطائرات باتت جاهزة للتحوّل نحو الشحن بدل نقل الركّاب.

وتقول "بوينغ" إنّها تتوقّع طلبات لتحويل 1720 طائرة ركّاب إلى طائرات شحن خلال الأعوام العشرين القادمة، وقد حصلت بالفعل على أكثر من 200 طلبية وإعلان رغبة من 19 زبونا.

وفي اليوم الأول من المعرض أيضا، أعلنت شركة "إيه تي آر" الأوروبية عن طلبية لشراء سبع طائرات "آي تي آر 72-أس" لصالح "شركة بينتر كانارياس" الإسبانية (أربع طائرات) والرومانية "تاروم" (ثلاث طائرات).

 

(فرانس برس)
 

المساهمون