إنقاذ "كريدي سويس" مهم للنظام المالي الغربي

17 مارس 2023
أسهم كريدي سويس تعود للارتفاع (Getty)
+ الخط -

استبعد محللون، أمس الخميس، انهيار مجموعة "كريدي سويس" التي تعرضت أسهمها، الأربعاء، إلى تدهور كبير في أسواق المال، حيث خسرت أكثر من 30% من قيمتها السوقية، بسبب الهزة التي أصابت الصناعة المصرفية الغربية، بعد إفلاس مصرف "سيليكون فالي" وهروب المودعين من البنوك الصغيرة وتلك التي تعاني من أزمات سيولة مثل البنك السويسري.

لكن أسهم المجموعة عادت للارتفاع بقوة، الخميس، بعد أن تلقت قرضاً بقيمة 54 مليار دولار من البنك المركزي السويسري، في إشارة إلى أن المجموعة لن تتعرض للإفلاس. وساهم الدعم المالي في إعادة بعض الثقة لدى المودعين والمستثمرين في المجموعة السويسرية.

وحسب أسوشييتد برس، قفزت أسهم كريدي سويس الخميس بنسبة 30% في التعاملات الصباحية، بعد أن أعلنت عن حصولها على قرض البنك المركزي السويسري.

وفتحت الأسهم في ثاني أكبر بنك في سويسرا مرتفعة بنسبة 32.59% إلى 2.22 فرنك سويسري للسهم في البورصة السويسرية، بعد أن أغلقت  منخفضة بنسبة 30%  يوم الأربعاء وسط قلق المودعين على أموالهم. وكانت أسهم البنوك قد تعرضت لضغوط حادة مع انخفاض حاد في مجموعة "كريدي سويس".

وهزت سعر سهم المجموعة، أخبار منها صعوبة حصول المجموعة على دعم من البنك الوطني السعودي الذي يعد من كبار المساهمين، إضافة إلى فشل بنكين كبيرين في الأسبوع الماضي.

وفي أعقاب سريان هذه الأخبار تعرضت أسهم البنك السويسري لهروب كبير، مما دعا البنك المركزي  السويسري إلى التدخل لإنقاذ المجموعة، لأن انهيارها سيعني ضربة قاتلة للصناعة المصرفية السويسرية التي يقوم عليها الاقتصاد، وفق مراقبين. كما أن ترك المجموعة العريقة للإفلاس لن يكون ضربة فقط للنظام المصرفي السويسري، ولكنه سيكون ضربة للنظام المصرفي الغربي برمته.

وهذا ما أثار قلق الحكومات الغربية التي واصلت مراقبة موقف المجموعة السويسرية، يوم الأربعاء، والتواصل بين مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية الغربية الأخرى. وحسب أسوشييتد برس، ظلت وزارة الخزانة الأميركية تراقب موقف "كريدي سويس" طوال يوم الأربعاء وتتواصل مع نظرائها في أوروبا.

من جانبه، قال وزير المالية البريطاني، جيريمي هانت، أمس، إن السيولة التي قدمها البنك الوطني السويسري إلى "كريدي سويس" مشجعة. وأضاف: "أعتقد أن الأخبار التي سمعناها من السلطات السويسرية هذا الصباح مشجعة، لكنني لن أقول أكثر من ذلك".
ونقلت شبكة سكاي نيوز عن هانت قوله "من الواضح أنني كنت أتابع الموقف، وكذلك محافظ بنك إنكلترا يتابعه عن كثب".

وفي الهند، تعد مجموعة "كريدي سويس" أكثر صلة بالنظام المالي الهندي من المصارف الأميركية الأخرى. ويرى مصرف جيفريز الأميركي، أن مصير المقرض الأوروبي ستكون له أهمية أكبر بالنسبة للقطاع المصرفي الهندي من انهيار "سيليكون فالي". ولدى "كريدي سويس" أصول في الهند تقدر بنحو 200 مليار دولار من المشتقات والأدوات المالية.

ويراقب بنك الاحتياط الهندي في نيودلهي سوق المشتقات وقضايا السيولة، وسط مخاوف من انكشاف المؤسسات المتعاملة مع مجموعة "كريدي سويس"، وذلك حسب صحيفة "مينت" الإلكترونية الهندية.

وقال البنك إنه على استعداد للتدخل عند الضرورة. وتعد مجموعة (ساسي) الهندية وبنك ليو الهندي من أكبر المساهمين المؤسسين في مجموعة "كريدي سويس"، إلى جانب البنك الوطني السعودي الذي يملك حصة 9.88%، وجهاز قطر للاستثمار الذي يملك نسبة 5%، وشركة "بلاك روك" الأميركية التي تملك نحو 5%، وشركة "دودج كوكس" الأميركية، وبنك "نو رجيز" النرويجي، ومجموعة العليان السعودية.

في هذا الصدد، يرى محلل الأسواق في شركة الوساطة المالية "آي سي سي سيكيوريتيز" في نيويورك، كليفورد بينيت، أن مجموعة "كريدي سويس" لن تتعرض للإفلاس وستبقى ولكن ببعض الضعف لسنوات عديدة".

وكتب كليفورد بينيت، كبير الاقتصاديين في "إيه سي سي، في مذكرة الخميس: "من المرجح جدًا أن تبقى المجموعة على قيد الحياة، على الرغم من الأضرار التي ستلاحقها لسنوات مقبلة".

وأدت هزة البنوك الأميركية الصغيرة وما تلاها من تدهور في سهم " كريدي سويس" إلى هروب المستثمرين من أسهم البنوك الغربية وكذلك إلى هروب بعض المودعين إلى البنوك الصينية والاستثمار في السوق اليابانية. وكسب الين اليابني مقابل الدولار كما ارتفع مؤشر المصارف الصينية في بورصة شنغهاي وهونغ كونغ. 

في هذا الصدد، قال محلل الأسواق في مجموعة "نومورا هولدنجز" اليابانية في سيدني، أندرو تيشهورست، لوكالة بلومبيرغ، "يُنظر إلى الين على أنه ملاذ آمن مرة أخرى، ويبدو أن هناك عددًا قليلاً جدًا من الملاذات الآمنة للمودعين في الوقت الحالي".

وبعد إعلان المصرف عن القرض، ارتفعت الأسهم الأوروبية الخميس وعادت بعض الثقة إلى المودعين والمستثمرين في أسهم الصناعة المصرفية الأوروبية. وارتفعت العقود الآجلة في بورصات لندن وفرانكفورت ووول ستريت.

وكان مؤشر "ستاندرد آند بورز" القياسي في وول ستريت خسر 0.7% الأربعاء، بعد أن هبط سهم "كريدي سويس" 30%، ما أثار قلق المستثمرين بشأن البنوك العالمية التي تتعرض لضغوط بسبب الفائدة المرتفعة على الدولار.

المساهمون