إنفاق الأميركيين في العطل عام 2024 يقترب من تريليون دولار

شهد موسم العطل لعام 2024 حتى الآن صعودًا ملحوظًا في إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة، حيث حقق قطاعا التجزئة التقليدية والتجارة الإلكترونية نموًا كبيرًا. ووفقًا لاتحاد التجزئة الوطني (NRF)، يُتوقع أن يصل إنفاق العطل على مبيعات التجزئة هذا العام إلى ما بين 979.5 مليار دولار و989 مليار دولار، مما يمثل زيادة تتراوح بين 2.5% و3.5% مقارنة بالعام السابق.

وتستمر التجارة الإلكترونية في لعب دور كبير في هذا النمو، إذ يتوقع اتحاد التجزئة الوطني زيادة إنفاق العطل عبر الإنترنت بنسبة 8% إلى 9%، لتصل إلى ما بين 295 مليار دولار و300 مليار دولار. ويُبرز هذا التوسع تزايد تفضيل المستهلكين للتسوق عبر الإنترنت، وهو اتجاه تصاعدي مستمر على مدى العقد الماضي.

أيضاً شهدت التجارة عبر الهواتف المحمولة (m-commerce) نموًا كبيرًا، حيث تُشير التوقعات إلى أن مبيعات العطل عبر الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة سترتفع بنسبة 13.4% لتصل إلى 140.65 مليار دولار في عام 2024، مما يمثل أكثر من نصف (52.7%) إجمالي مبيعات التجارة الإلكترونية للعطلات. ويعكس هذا التحول أهمية المنصات المتوافقة مع الهواتف المحمولة وضرورة تحسين تجربة التسوق عبر الهواتف.

وقالت شركة فيزا العالمية، في تقرير صدر هذا الأسبوع، إن الأميركيين أنفقوا 4.8% أكثر خلال الأسابيع السبعة التي بدأت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني مقارنة بالعام الماضي. وأشارت إلى أن النمو يشمل جميع أشكال الدفع، بما في ذلك النقد والشيكات، ولا يتم تعديله وفقًا للتضخم.

وعلى الرغم من هيمنة التجارة الإلكترونية، شهد التسوق الحضوري عودة ملحوظة هذا الموسم، إذ تفيد التقارير بأن ما يقرب من نصف المتسوقين يُتوقع أن يزوروا المتاجر الكبرى ومتاجر التخفيضات، مما يساهم في زيادة إجمالية في الإنفاق بنحو 24 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي. وتُعزى هذه العودة إلى رغبة المستهلكين في تجربة المنتجات مباشرة، وأيضاً الجوانب الاجتماعية للتسوق.

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

انخفاض حاد في مبيعات التجزئة الأميركية وتراجع إعانات البطالة

وأظهرت البيانات تكيف تجار التجزئة مع سلوكيات المستهلكين المتغيرة، من خلال تعديل ساعات عمل المتاجر وتقديم عروض ترويجية لتلبية احتياجات المتسوقين في اللحظات الأخيرة. وقامت سلاسل كبيرة مثل "تارغت" و"وول مارت" بتمديد ساعات العمل في الأيام التي سبقت عيد الميلاد، مما وفر المزيد من الفرص للمستهلكين لإجراء عمليات الشراء. وتهدف هذه الاستراتيجيات إلى استغلال حركة المرور المتزايدة، وتلبية رغبة المتسوقين في الراحة.

ومع ذلك، واجه قطاع التجزئة بعض التحديات، ممثلة في إغلاق العديد من المتاجر، حيث تم إغلاق أكثر من 2000 متجر في جميع أنحاء الولايات المتحدة خلال العام. وكانت سلاسل كبرى مثل سي ڤي إس، ورايت إيد، وفاميلي دولار من بين المتأثرين. وتُعزى هذه الإغلاقات إلى عوامل مثل الضغوط التضخمية، وتحول المستهلكين نحو البحث عن القيم الاقتصادية الأفضل.

واستجابة للضغوط الاقتصادية، استهدفت متاجر التجزئة المتسوقين ذوي الدخل المحدود، من خلال توفير المزيد من المنتجات بأسعار أقل من 10 دولارات. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة المبيعات والحجم خلال فترة العطلات التي يتوقع أن تكون فاترة، ومن خلال تقديم خيارات ميسورة التكلفة، يأمل تجار التجزئة في جذب المستهلكين ذوي الدخل المنخفض وتشجيع الشراء العفوي.

وتغيرت أنماط إنفاق المستهلكين أيضًا، حيث تقود الأسر ذات الدخل المرتفع جزءًا كبيرًا من إنفاق العطل. وتشير التقارير إلى أن المتسوقين في الولايات المتحدة يخططون لإنفاق متوسط يبلغ 2100 دولار هذا الموسم، بزيادة 7% عن عام 2023، حيث يساهم المستهلكون ذوو الدخل المرتفع بشكل كبير في هذا الارتفاع. ويعكس هذا الاتجاه تأثير ارتفاع الأجور الحقيقية وزيادة الثروة بين هذه الفئة، مما يعزز قدرتهم الشرائية خلال العطلات.

ويقول موقع إنڤستوبيديا إن ارتفاع التسوق عبر الإنترنت أدى إلى زيادة الطلب على اللوجستيات وسلاسل التوريد، فكان على تجار التجزئة التعامل مع التحديات المتعلقة بإدارة المخزون وتسليم المنتجات في الوقت المناسب لتلبية توقعات المستهلكين.