إلغاء حجوزات سياحية في فرنسا جراء الاضطرابات

01 يوليو 2023
دعا اتحاد متاجر التجزئة الفرنسي الشرطة إلى تعزيز التدابير الأمنية حول المتاجر (الأناضول)
+ الخط -

بدأت أيام الاحتجاجات العنيفة التي امتدت إلى أنحاء مختلفة في فرنسا بعد مقتل فتى برصاص شرطي تلقي بثقلها على قطاع السياحة الذي يشهد إلغاء حجوزات، عدا عن تعرض فنادق ومطاعم لأضرار جراء أعمال الشغب.

وقال رئيس الجمعية الرئيسية لأصحاب الفنادق والمطاعم تييري ماركس إنه منذ وفاة نائل مرزوق عن 17 عاماً خلال تدقيق مروري في نانتير بضاحية باريس الثلاثاء: "شهدت الفنادق الأعضاء في الجمعية موجة من إلغاء الحجوزات في جميع المناطق المتضررة جراء التخريب والصدامات".

وأظهر مقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي رجلي شرطة وهما يحاولان إيقاف السيارة قبل أن يطلق أحدهما النار من نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها، ما أسفر عن مقتل الشاب، ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاماً تهمة القتل العمد.

وقال ماركس، أمس الجمعة، إنه يتلقى رسائل يومية من أصحاب هذه المؤسسات التي تعرضت "لهجمات ونهب وتخريب، بما في ذلك بعض المطاعم والمقاهي".

وأضاف أنّ "مؤسساتنا هي في جوهرها أماكن ضيافة وأحياناً ملاجئ وأماكن للمساعدة في حالات الأزمات. لا ينبغي تحميلها عواقب الغضب الذي لا يد لها فيه، ونحن ندين هذه الأعمال".

وتوجه ماركس إلى السلطات طالباً منها أن تفعل "كل شيء" لضمان سلامة العاملين في قطاع الفنادق والمطاعم في أكثر الوجهات السياحية شهرة في العالم.

ونشرت فرنسا 45 ألف شرطي ودركي مدعومين بآليات مدرعة لضبط أعمال الشغب، كما أعلنت وزارة الداخلية، اليوم السبت، أنّ 1311 شخصاً أوقفوا، ليل الجمعة السبت، في أرجاء البلاد مع تواصل أعمال الشغب لليلة الرابعة.

من جانبه، دعا اتحاد متاجر التجزئة الفرنسي الشرطة إلى تعزيز التدابير الأمنية حول المتاجر. وقال المدير الإداري للاتحاد جاك كريسيل، إنّ أعمال الشغب "أدت إلى أعمال نهب على نطاق واسع... تم تخريب أو نهب أو إحراق أكثر من مائة من متاجر المواد الغذائية أو غير الغذائية المتوسطة والكبيرة".

وأضاف كريسيل أنّ هذه الحوادث "خطيرة للغاية وكلفتها باهظة للغاية". وأوضح أنه طلب من وزراء الاقتصاد والداخلية والتجارة التحرك واتخاذ إجراءات.

وقالت غرفة التجارة بباريس إيل دو فرانس إنها تعمل على نشر فرقها "لتقديم الدعم الضروري والمساعدة الفنية، لا سيما فيما يتعلق بضمان استمرار العمليات وتعويضات التأمين وما إلى ذلك"، للتجار ومديري الشركات المتضررة.

مخاوف أمنية

أعربت جمعية الفنادق والمطاعم المستقلة في فرنسا GHR عن أسفها لأنّ قنوات التلفزيون "الأجنبية تعرض مشاهد تصور باريس وقد لفتها الحرائق وغرقت في الدماء، وهذا يجانب الواقع".

وقال فرانك ترويه المدير الإداري في الجمعية، لوكالة فرانس برس: "هل ستستمر أعمال العنف والشغب وتتسبب في موجة حقيقية من الإلغاءات؟ هنا مكمن الخطر".

وأضاف أنّ "السياح الآسيويين على وجه الخصوص، الحريصين بشدة على سلامتهم وأمنهم، قد لا يترددون في تأجيل رحلتهم أو إلغائها".

وقررت السلطات الفرنسية، الجمعة، إلغاء رحلات الحافلات والترام في عموم البلاد اعتباراً من الساعة 21.00 (توقيت غرينتش+2) على خلفية الاضطرابات.

وخلال اجتماع أزمة وزاري، هو الثاني في يومين، أعلنت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، أمس الجمعة، أنّ قوات الدرك ستنشر عربات مصفّحة في الشوارع للتصدّي لأعمال الشغب وأنّ "فعاليات جماهيرية" سيتمّ إلغاؤها في أنحاء البلاد لتخفيف العبء عن كاهل أفراد الشرطة لكي يركّزوا جهودهم على وقف أعمال الشغب.

وقال مدير شركة بروتوريسم ديدييه أرينو إنّ "السياح الذين يعرفوننا جيداً، مثل البلجيكيين والبريطانيين الذين لديهم أيضاً مشكلات في ضواحي المدن، يمكنهم تفهم ما يجري"، لكن في النهاية "يبدو الأمر كما لو كنا نقوم بحملة دعاية سلبية كلفتها عشرات الملايين من اليورو لفرنسا كوجهة".

ودعت بريطانيا رعاياها إلى توخّي الحذر مع استمرار أعمال الشغب في فرنسا.

كما طلبت السفارة التركية في باريس، الجمعة، وفقاً لوكالة الأناضول، من مواطنيها المقيمين في فرنسا أو أولئك الذين سيسافرون إليها توخي الحذر من أعمال العنف المنتشرة في أنحاء البلاد.

بدوره، أبدى اتحاد تجار التبغ استياءه من "نهب وسرقة المحلات التجارية، بما في ذلك 91 من متاجر بيع التبغ خلال هذه الأيام الأخيرة من المواجهات".

وقال مسؤول محلي وفقاً لوكالة رويترز إنّ لصوصاً نهبوا متاجر، أحدها لشركة آبل، في مدينة ستراسبورغ شرقي فرنسا، وسط أعمال شغب في أنحاء البلاد، أمس الجمعة. 

ووفقاً لأرقام رسمية، فقد أصيب 492 مبنى بأضرار وتم إحراق 2000 سيارة وإضرام 3880 حريقاً في الشوارع، كما تم استهداف مدارس ومراكز للشرطة البلدية ومراكز تابعة للبلديات ومراكز اجتماعية وحافلات وعربات ترام. 

وقال جان فرانسوا رئيس مكتب السياحة في باريس: "إذا استمر الأمر على هذا النحو فإنه سيضع عقبات كبيرة أمام تنظيم الألعاب الأولمبية، خاصة أنّ جزءاً كبيراً من الأحداث الرياضية سيقام في سين سان دوني"، وهي منطقة فقيرة في شمال باريس نالت قسطاً كبيراً من أعمال الشغب والنهب.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون