استمع إلى الملخص
- التحديات والتجهيزات الفنية: لم تُعلن تفاصيل التكاليف لإعادة تشغيل المطار المتضرر. يحتاج إلى تحديث المدارج والمباني وأنظمة الملاحة الجوية وتدريب الكوادر البشرية لضمان الجاهزية.
- أهمية مطار دمشق وتاريخه: تأسس عام 1970 ويعتبر مركز عمليات الخطوط الجوية السورية. تقلصت الرحلات بعد 2011، وأُعلن عن صيانته في 2018 بتكلفة 1.5 مليار ليرة سورية.
عاد مطار دمشق الدولي للعمل رسمياً، اليوم الأربعاء، في رحلة هي الأولى بعد سقوط نظام بشار الأسد، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، ووجهة الوصول مطار حلب الدولي. وأعلنت بالفعل حكومة تصريف الأعمال بدء العمل في المطار في 18 ديسمبر/ كانون الأول، تاريخ اليوم.
ووفق ما رصد "العربي الجديد"، فإن الرحلة التي تعتبر رحلة تجريبية في المطار، وتضم طواقم فنية فقط، هبطت في مطار حلب الدولي، حيث كانت عملية التجهيز لإقلاع الطائرة الأولى متواصلة منذ عدة أيام مضت، ويقود الطائرة الكابتن السوري علي رضا، برفقة كل من الطيار المساعد عمر رمضان والكابتن غزوان الصباغ.
محمد عبد الباقي، العامل في وكالة للسفريات، كتب عبر "فيسبوك" أنّ الإقلاع الأول من مطار دمشق كان تجريبياً، وسيُحدَّد موعد لتشغيل المطار بعد اكتمال الترتيبات الفنية كافة لهذا الأمر. ويترقب العديد من السوريين خارج البلاد عودة المطار للخدمة بهدف زيارة البلاد أو الاستقرار، ومنهم عبد المنعم عيسى، الحامل للجنسية البرتغالية، الذي قال لـ"العربي الجديد": "غادرت البلاد عام 2012، وبقيت مدة سبع سنوات في البرتغال حتى حصلت على الجنسية، وبعدها زرت عدة دول. في الوقت الحالي، أترقب عودة تشغيل المطار لأتمكن من زيارة عائلتي، حتى لا أضطر إلى التنقل بين عدة دول للوصول".
ولم تصدر أي تصريحات رسمية بشأن التكاليف اللازمة لإعادة تشغيل مطار دمشق الدولي، الذي تضرر على مدار السنوات الماضية للحرب، من حيث المدارج والمباني وأنظمة الملاحة الجوية، والذي يحتاج أيضاً إلى معدات تقنية لتلبية معايير السلامة الدولية، التي تعمّد النظام المخلوع تجاهلها لسنوات، فضلاً عن ضرورة تدريب كوادر بشرية لضمان جاهزية التعامل مع التقنيات الحديثة وإجراءات السلامة.
أهمية مطار دمشق
ومطار دمشق الدولي، الواقع على بعد 25 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة السورية، تأسس عام 1970، وهو المقرّ الرئيسي ومركز عمليات الخطوط الجوية السورية وشركة أجنحة الشام للطيران. يضم المطار في مبنى الركاب: صالة المغادرين والقادمين، الوزن، الركاب T1، الركاب T2، وصالة رجال الأعمال والدرجة الأولى، فضلاً عن مكاتب لشركات الطيران وقاعة شرف واستراحات ومطاعم ومقاهٍ ومحال تجارية متنوعة، بقدرة استيعابية بحدود خمسة ملايين راكب في السنة.
وبعد عام 2011، العام الذي انطلقت فيه الثورة السورية، تقلّصت الرحلات من المطار وإليه، كذلك تقلص عدد الشركات المشغلة، لتقتصر على الخطوط الجوية السورية، وهي الشركة المملوكة للدولة، إضافة إلى أجنحة الشام للطيران، التي أُسست عام 2007 كإحدى شركات مجموعة شموط التجارية، التي تشير تقارير إلى ارتباطها بشكل وثيق بالنظام السوري المخلوع، إضافة إلى الخطوط الجوية الإيرانية وشركة ماهان إير، وهي أيضاً شركة إيرانية للطيران.
تأسست الخطوط الجوية السورية عام 1946، وبدأت العمل بطائرتين من طراز "سيسنا مستير" في عام 1957. وبعدها بلغ الأسطول الجوي أربع طائرات "دي سي 6" في التسعينيات، وعُزِّز الأسطول بطائرتين من طراز بوينغ 727 وإيرباص 320 إيه، وذلك في عام 2008. ودائماً ما برر النظام السوري المخلوع تراجع عمليات الصيانة في المطار وعدم توسعة الأسطول الجوي السوري بالعقوبات المفروضة عليه. ويبلغ عدد الطائرات في الخطوط الجوية السورية 12 طائرة، منها 8 طائرات من نوع إيرباص "320 إيه".
وفي عام 2018، أعلنت الشركة العامة للطرق والجسور عبر مديرها العام آنذاك، محمد يوسف عاصي، في تصريحات لصحيفة تشرين، أنها قيد التعاقد على صيانة مطار دمشق الدولي بتكلفة تقدر بحوالى 1.5 مليار ليرة سورية (100 مليون دولار) لصيانة المدارج ومسارات الطيران. وكانت المؤسسة في عام 2017 قد أنجزت صيانة وتأهيل طريق مطار دمشق وطريق مدينة المعارض و"قصر إيبلا للمؤتمرات" في نهاية 2017، وذلك في إطار الاستعداد لفتح معرض دمشق الدولي، بكلفة قدرت حينها بنحو 1.15 مليون دولار.