استمع إلى الملخص
- في ظل التوترات التجارية العالمية، يستعد المصدرون الصينيون لأي اضطرابات محتملة، مع تهديدات ترامب بفرض رسوم عالية، مما دفع بعض الشركات لنقل مصانعها إلى جنوب شرق آسيا.
- رغم التحديات، لا يتوقع الخبراء تغييرات كبيرة في التحالفات التقليدية، لكن قد تتبنى بعض الدول نهجًا أكثر واقعية في علاقاتها مع الصين.
قال رئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي لقناة تلفزيونية ألمانية إن الاتحاد الأوروبي والصين يقتربان من التوصل إلى حل بشأن الرسوم الجمركية على صادرات السيارات الكهربائية الصينية إلى التكتل. وأوضح بيرن لانجه لقناة (إن-تي.في) دون الخوض في تفاصيل: "نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق. الصين قد تلتزم بيع السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي عند حد أدنى للأسعار".
وأضاف الجمعة وفقاً لوكالة رويترز، أن "من شأن هذا أن يقضي على اختلال المنافسة من خلال الدعم غير العادل، وهو السبب الذي دفع إلى فرض هذه الرسوم الجمركية في الأصل". ولم يتسنّ التواصل مع المفوضية الأوروبية للحصول على تعليق حتى الآن.
وقرر الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين إلى ما يصل إلى 45.3% في إطار أهم تحقيقات تجارية يجريها، وهي الخطوة التي أحدثت انقساماً داخل أوروبا وأثارت ردود فعل انتقامية من بكين. وفرض التكتل الرسوم الجمركية التي دخلت حيز التنفيذ في 30 أكتوبر/ تشرين الأول، لمواجهة ما يقول إنه دعم غير عادل يشمل تمويلاً تفضيلياً ومنحاً، بالإضافة إلى أراضٍ وبطاريات ومواد خام بأسعار أقل من أسعار السوق.
ورغم دخول الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ، واصل الجانبان المفاوضات لإيجاد حل، ما أثار الآمال في المقام الأول بين شركات صناعة السيارات الألمانية في إمكانية تجنب نزاع تجاري، وذلك نظراً لأنها تعتمد كثيراً على السوق الصينية.
وقالت غرفة التجارة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي في ذلك الوقت إنها تشعر بخيبة أمل بالغة إزاء الإجراء "الحمائي" و"التعسفي" الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي.
ويستعد المصدرون في ثاني أكبر اقتصاد في العالم لأي اضطرابات تجارية، في ظل تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تتجاوز 60% على جميع السلع الصينية، وهو ما تسبب في اضطراب داخل الشركات الصناعية الصينية، وعجّل بنقل المصانع إلى جنوب شرق آسيا ومناطق أخرى.
حذر في العلاقات مع الصين
وخلال قمة مجموعة العشرين هذا الأسبوع، قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ نفسه على أنه ضمان استقرار قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكن المحللين يتوقعون أن تبقي الدول الغربية، القلقة، علاقة حذرة مع بكين. بدا شي جين بينغ شخصية أساسية خلال قمة الدول العشرين، وعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية لتعزيز العلاقات مع دول مثل فرنسا وألمانيا وأستراليا، حيث تسعى الصين للتموضع بوصفها شريكاً موثوقاً في مواجهة دونالد ترامب المتهور الذي يهدد بنسف الممارسات الدبلوماسية بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة.
ويعتقد العديد من الخبراء الذين أجرت وكالة فرانس برس مقابلات معهم أنّ من غير المرتقب أن تدفع عودة دونالد ترامب العواصم الغربية إلى حضن الصين، لكنها قد تشجع البعض على اعتماد نهج أكثر واقعية مع بكين لحماية أنفسهم من نزوات واشنطن. وقال براديب تانيجا من جامعة ملبورن في أستراليا إن هذه اللقاءات مع شي جين بينغ "علامة جيدة"، لأن "من مصلحة (الدول الغربية) الحفاظ على علاقة مهذبة ومحترمة مع الصين". لكن تفاؤل الماضي الذي غذاه النمو السريع للاقتصاد الصيني والأمل في انفتاحه السياسي، تلاشى بحسب هذا الأكاديمي.
وقال إن "شكل الدفء الذي كان قائماً في العلاقات قبل سبع أو ثماني سنوات لم يعد موجوداً، ولا أعتقد أنه سيعود". ويضيف أن العلاقة التي تنشأ تحفزها المصالح العملية. ومنذ انتخاب ترامب، دعا بعض القادة الأوروبيين إلى خفض اعتمادهم على الولايات المتحدة واستعادة الإمساك بمصالحهم الوطنية. وقال شاهار حميري، الأستاذ بجامعة كوينزلاند: "نلاحظ أن بعض الحكومات لم تعد ترغب في وضع كل فرصها في سلة واحدة".
رغم كل شيء، من غير المرتقب أن تتغير التحالفات التقليدية كثيراً. ويذكر البروفيسور شاهار حميري أن شركاء الولايات المتحدة، مثل اليابان وأستراليا وحلف شمال الأطلسي، "يعتمدون على التكنولوجيا الأميركية في مجال الدفاع والأمن... وهو ما يصعب استبداله". ويضيف براديب تانيجا أن استثمارات الصين الكبيرة في الخارج لم تسمح لها بكسب العديد من "الحلفاء الرسميين" الجدد. وقد عيّن دونالد ترامب العديد من "الصقور" المناهضين لبكين في إدارته، لكن آخرين، مثل رئيس شركة تسلا إيلون ماسك، يقيمون علاقات قوية مع الطبقة الحاكمة الصينية. وأضاف: "ستكون هناك دائماً عناصر تؤدي إلى حدوث أزمة في عهد ترامب".
لكن هذا الخبير يعتبر أن ترامب "لم يعد وافداً جديداً" والمجتمع الدولي هذه المرة أفضل استعداداً لأسلوبه العاصف الذي لا يمكن التنبؤ به.
(رويترز، العربي الجديد)