أنسنة الاقتصاد

03 سبتمبر 2014
الاقتصاد بات يشغل رجل الشارع العربي
+ الخط -

أثناء دراستي الجامعية في كلية الإعلام في جامعة القاهرة، كان المنهج الدراسي يحتوي مادتين لم أكن أطيقهما، أو بمعني أدق لم أكن أفهم منهما شيئاً.
الأولى عن الاقتصاد والثانية عن الإحصاء، وبالكاد نجحت في المادتين، ولم أكن أنا الاستثناء، بل كان ذاك حال جيلي، فالاقتصاد الذي كنا نتعلمه في الجامعات كان مجرد أرقام صماء، ونظريات جافة، وكلام عن استهداف التضخم والعرض والطلب وميزان المدفوعات والميزان التجاري، أما مادة الإحصاء فلم أعد أتذكر منها شيئاً.
وعقب تخرجي يشاء القدر أن التحق بأول جريدة اقتصادية يومية صدرت في منطقة الشرق الأوسط، كان هذا عقب تخرجي بشهور.
هنا كان التحدي، فإما أن أرفض العمل محرراً اقتصادياً، وبالتالي تضيع الفرصة، أو أن أقبل التحدي
فضلت التحدي، وعلى مدى ربع قرن رحت أبحر في فروع الاقتصاد، أسأل عن العلاقة بين التضخم ومعدل النمو، والفارق بين السياستين النقدية والمالية، وبين النظرية الكينزية والنظرية الكلاسيكية، ورأي جرينسبان في الركود.
إلى أن وصلت محطة "العربي الجديد".
هنا كان السؤال الذي طرحه عليّ الصديق وائل قنديل رئيس التحرير: ما الجديد الذي سنقدمه في الصفحات الاقتصادية للجريدة الوليدة ؟ .
قلت له: سنعمل على أنسنة الاقتصاد، وسنهتم باقتصاد الناس لا الاقتصاد الجاف، ورحت أشرح له كيف أن الاقتصاد أصبح لصيقاً بحياة الناس، وأن هناك تداخلاً كبيراً بات يربط بين الاقتصاد والسياسة والمجتمع والحياة المعيشية، وأن الثورات العربية قامت لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، وشعار "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" كان هو العنوان الأبرز للمتظاهرين، وأن الثورات فرضت واقعاً اقتصادياً جديداً، فلم يعد هناك مجال للسكوت إزاء الاستبداد الاقتصادي والظلم الاجتماعي والفساد وهيمنة مجموعة من المحتكرين واللصوص على حياتنا الاقتصادية.
كما أن الشباب العربي بات يطالب بحقوقه في ثروات بلاده، هذا هو الجديد الذي ستناوله يومياً في هذه الصفحات.

المساهمون