رفعت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأربعاء، مستوى تحذيرها من السفر إلى لبنان إلى "عدم السفر"، في الوقت الذي نصحت فيه دول أوروبية رعاياها بتجنب السفر غير الضروري إلى لبنان، كما أعلنت شركات طيران عن وقف رحلاتها إلى بيروت.
وأشارت الخارجية الأميركية إلى الوضع الأمني المتعلق بتبادل الصواريخ والقذائف والمدفعية بين إسرائيل و"حزب الله".
وسمحت وزارة الخارجية بالمغادرة الطوعية والمؤقتة لأفراد عائلات موظفي الحكومة الأميركية، وبعض الموظفين غير العاملين في حالات الطوارئ من السفارة الأميركية في بيروت؛ بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به في لبنان.
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي قال فيه متحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إنّ المئات استشهدوا في القصف الإسرائيلي على المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، مساء الثلاثاء، مما أشعل احتجاجات في الضفة الغربية وفي دول المنطقة.
وأعلنت الخارجية الفرنسية، أمس الثلاثاء، أنه "نظراً للتوترات الأمنية في المنطقة وتحديداً على الحدود الجنوبية للبنان، لا ينصح الفرنسيون الذين يعتزمون السفر إلى لبنان بالتوجه إليه، إلا في حالة الضرورة".
وجدّدت بريطانيا، أول أمس الاثنين، دعوة مواطنيها إلى تفادي السفر غير الضروري إلى لبنان. وأعلنت السفارة البريطانية في بيروت أنها :سحبت مؤقتاً أفراد عائلات موظفيها".
ونبهت السفارة، في بيان لها، من أنّ "الأحداث في لبنان تتحرك بسرعة. والوضع قد يتدهور بسرعة ومن دون سابق إنذار"، محذرة من أنّ "الخطوط التجارية من لبنان قد تتعرقل أو تلغى خلال مدة زمنية قصيرة، كما قد تغلق طرقات في كافة أنحاء البلاد".
وطلبت كندا، الأحد الماضي، من مواطنيها "تجنب السفر غير الضروري إلى لبنان" جراء الوضع الأمني، و"تزايد خطر" اندلاع "نزاع مسلح مع إسرائيل".
وحذّرت ألمانيا، مواطنيها أيضاً من السفر إلى لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
ونصحت أستراليا مواطنيها بـ"إعادة النظر" بالسفر إلى لبنان، كما طلبت من رعاياها في لبنان النظر في ضرورة بقائهم، وعرضت إجلاء الراغبين من عائلات المسؤولين الأستراليين في لبنان.
وأعلنت الخطوط الجوية السويسرية، أول أمس الاثنين، تعليق رحلاتها المتّجهة إلى بيروت حتى 28 أكتوبر/ تشرين الأول. وكانت شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا"، قد علّقت رحلاتها إلى بيروت حتى 22 من الشهر الحالي.
وخلال الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على لبنان، في يوليو/ تموز 2006، والتي استمرت 33 يوماً، قصفت إسرائيل مرات عدة مطار بيروت الدولي وأخرجته من الخدمة.
وفي تعميم وجّهته إلى موظفيها، أمس الثلاثاء، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، أنها "ركنت خمس طائرات من أصل 24 طائرة من أسطولها مؤقتاً في مطار إسطنبول وذلك كخطوة احترازية".
وقالت متحدثة باسم الشركة إنّ الطائرات لا تُستخدم حالياً مع "نهاية الموسم"، لذا تم نقلها إلى "مكان آمن".
واكتفى "حزب الله"، الطرف السياسي والعسكري الأبرز في لبنان، حتى اللحظة بقصف مواقع إسرائيلية حدودية، لكن محللين يرون أنه قد يضطر إلى فتح جبهة جديدة في حال شنّت إسرائيل هجوماً برياً على غزة.
وأسفر التصعيد منذ أسبوع عن استشهاد 18 شخصاً في لبنان، بينهم ثلاثة مدنيين ضمنهم مصور وكالة رويترز في لبنان عصام عبدالله، فيما قتل ثلاثة أشخاص في إسرائيل.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)