بعد تأخير طويل، وافقت ألمانيا على الصفقة المثيرة للجدل، والتي تقضي باستثمار شركة الشحن الصينية كوسكو المملوكة من الدولة في إحدى محطات الحاويات الأربعة في ميناء هامبورغ الألماني.
وجاء الإعلان عن المسار الإيجابي الجديد للشراكة مساء الأربعاء، عبر تصريحات أطلقها مسؤول العمليات في مرفأ هامبورغ والمتحدث باسم الحكومة الاتحادية شتيفن هيبيشترايت.
وكان وزير الاقتصاد روبرت هابيك قد دعا إلى إعادة فحص مشاركة الشركة الصينية في الميناء الحيوي، على خلفية تصنيف المكتب الفيدرالي لأمن المعلومات، بأن ميناء هامبورغ ضمن البنية التحتية الحيوية المهمة للأمن القومي.
وبإعطاء المستشارية الضوء الأخضر للصفقة على الرغم من التقييمات المختلفة لها، أفادت التقارير، اليوم الخميس، أن القضية انتهت سياسيا في الوقت الحالي، لكن من المرجح أن يفاقم القرار التوتر داخل الحكومة بشأن كيفية التعامل مع المستثمرين الصينيين في ألمانيا.
تجدر الاشارة إلى أن كوسكو أرادت منذ العام 2021 الاستحواذ في الأصل على 35 % من الشركة المشغلة لمحطة حاويات تولراورت في الميناء، إلا أنه بعد النزاع الحكومي حول الصفقة، قرر مجلس الوزراء في 2022 اعتماد ما يسمى بالحظر الجزئي، والذي يسمح فقط بشراء كوسكو أقل من 25 % من أسهم المحطة.
وووفق مصادر ألمانية، يجري العمل حاليا على استراتيجية مشتركة مع بكين للإفراج عن حصة الأقلية بنسبة 24,9% التي استحوذت عليها كوسكو في محطة تولراورت في ميناء هامبورغ.
وأكدت المصادر لشبكة إيه آر دي الإخبارية، أن عقود الشراء المعدلة تتماشى مع شروط الحظر الجزئي، وأنه بإمكان شركة ميناء هامبورغ الآن توسيع المحطة التي يتدفق عبرها الشحن بين آسيا وأوروبا.
ووفق إتش إتش إل إيه، الشركة المشغلة لمحطة الحاويات في ميناء هامبورغ، فإن الصين حاليا أكبر شريك تجاري لألمانيا، حيث يصل 30 % من البضائع التي يتم نقلها عبر هامبورغ من الصين وإليها، وإن امتلاك كوسكو حصة الأقلية يعزز أهمية هامبورغ الوطنية والدولية كموقع تجاري لوجستي، فضلا عما يؤمنه ذلك للصناعة، حيث يعمل في الموانئ الألمانية نحو 1,35 مليون موظف.
وعلى وقع التحذيرات التي أطلقت من بعض الوزارات ضد بيع أسهم في محطة الميناء إلى كوسكو، انتقد السياسي عن الحزب المسيحي الديمقراطي رودريش كيزيفتر بشدة القرار، وقال لصحيفة هاندلسبلات إن "بكين تشتري وبشكل منهجي البنية التحتية الحيوية في الدول الغربية أو تقوم بتثبيت المكونات التي يمكن استخدامها للتخريب أو وضع عملاء في نقاط مهمة لزيادة ضعفنا".