أفغانستان تعود بقوة لتعزيز تجارتها الإقليمية

08 سبتمبر 2024
العملة الأفغانية تعود للانتعاش مستفيدة من ارتفاع الصادرات، كابول 10 سبتمبر 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **استعادة التجارة الإقليمية وتعزيز العلاقات**: بعد الحملة الأمريكية على أفغانستان، عادت التجارة بين كابول وجاراتها بدعم من مبادرات مثل الحزام والطريق الصينية والمبادرة الثلاثية بين أوزبكستان وباكستان وأفغانستان. في أغسطس 2023، افتتحت أوزبكستان مركز ترمذ للتجارة الدولية لتعزيز العلاقات التجارية مع أفغانستان.

- **التجارة مع تركمانستان وكازاخستان**: وصلت التجارة بين أفغانستان وتركمانستان إلى 481 مليون دولار في 2023، بينما زادت التجارة مع كازاخستان إلى 987.4 مليون دولار في 2022، مع توقعات بزيادة حجم التجارة إلى 3 مليارات دولار.

- **مشاريع البنية التحتية والطاقة**: تعمل أوزبكستان على تسهيل تصدير الفواكه الأفغانية وبناء شبكة سكك حديدية. يُتوقع بدء تشغيل خط أنابيب الغاز TAPI قريبًا. في مايو 2023، أعلنت طالبان عن إنشاء مركز للخدمات اللوجستية وتجارة الطاقة في هيرات.

بعد أن انتهت الحملة العقابية التي قادتها الولايات المتحدة على أفغانستان، عادت أنماط التجارة الإقليمية بين كابول وجاراتها إلى طبيعتها، معززة بمبادرة الحزام والطريق الصينية والجهود المحلية، مثل مبادرة أوزبكستان وباكستان وأفغانستان، ومشروع السكك الحديدية، وفق تقرير بنشرة "أويل برايس" مساء السبت. 

ووفق التقرير، أعلنت حكومة أوزبكستان، في أغسطس/ آب، افتتاح مركز ترمذ للتجارة الدولية، في بلدة ترمذ الحدودية، وهو موقع جسر الصداقة الذي يربطها بميناء هيراتان الجاف الأفغاني. ونظرًا لأن المركز له دور إقليمي، فقد مُثِّلَت حكومات أذربيجان وقيرغيزستان وكازاخستان في الافتتاح الذي ترأسه رئيس الوزراء الأوزبكي عبد الله أريبوف، ورئيس وزراء أفغانستان بالوكالة عبد الغني برادر.

وأورد التقرير: "تأكيدًا لاهتمام أوزبكستان بتعزيز العلاقات مع أفغانستان، زار رئيس الوزراء أريبوف العاصمة الأفغانية كابول قبل أسبوعين من افتتاح مطار ترمذ. وأسفرت تلك الزيارة عن توقيع 35 اتفاقية استثمارية وتجارية بقيمة 2.5 مليار دولار، بهدف زيادة التجارة الثنائية مع أفغانستان إلى 3 مليارات دولار. وفي الوقت نفسه، استضافت كابول اجتماعًا ثلاثيًا لوزراء اقتصاد أفغانستان وأوزبكستان وأذربيجان حول سبل تعزيز العلاقات التجارية الإقليمية.

ووصلت التجارة بين أفغانستان وتركمانستان إلى 481 مليون دولار في عام 2023، حيث تزود تركمانستان أفغانستان بالكهرباء والنفط والغاز الطبيعي بما قيمته 477 مليون دولار، بينما تصدر أفغانستان في الغالب الرخام والفواكه المجففة والبطاطس والمشروبات غير الكحولية بمبلغ 4 ملايين دولار. كذلك وقعت الشركات الأفغانية والتركمانية أخيراً عشرة عقود ومذكرتي تفاهم بشأن توريد مواد البناء، بما في ذلك قضبان الحديد والطلاء والرخام والمواد الغذائية. وأعلن الوفد التركماني أنهم يأملون شراء مئات الأطنان من مواد البناء في أفغانستان كل عام، وهو ما قد يهدئ المخاوف الأفغانية بشأن الميزان التجاري غير المتوازن مع تركمانستان. 

وفي افتتاح مركز ترمذ، أعلن رئيس الوزراء الأوزبكي أريبوف أن أفغانستان تحتل مكانة مهمة في السياسة الخارجية لأوزبكستان. وذكر أن بلاده ستسهل تصدير الفواكه الطازجة الأفغانية إلى آسيا الوسطى، وأرسلت متخصصين فنيين لمدّ شبكة السكك الحديدية من هيراتان إلى هيرات في شمال غرب أفغانستان، وهي مركز للتجارة مع إيران، وستعمل مع أفغانستان لبناء جدران استنادية على طول ضفاف نهر أمودايرا، وهو أمر يثير قلقاً بالغاً، لأن قناة الري "قوش تيبا" التابعة لأفغانستان ستحوّل ما يصل إلى خمسة عشر في المئة من مياه النهر بعيداً عن أوزبكستان وتركمانستان اللتين تعانيان من نقص المياه".

وفي ما يتعلق بتعزيز التجارة الإقليمية، أفادت وزارة الصناعة والتجارة الأفغانية، في يناير 2024، بأن التجارة بين أفغانستان وأوزبكستان في عام 2023 زادت ستة أضعاف عن عام 2022، لتصل إلى 266 مليون دولار.

واستوردت أفغانستان بضائع وخدمات (من بينها الكهرباء، الدقيق، الفول، الأسمدة الكيماوية، النفط والغاز الطبيعي) من أوزبكستان بقيمة 239 مليون دولار، وصدرت إليها بضائع بقيمة 27 مليون دولار، وهي الفواكه المجففة، عصير الفواكه، المشمش، السمسم، السجاد.

ووفق "أويل برايس"، وصلت التجارة بين أفغانستان وتركمانستان إلى 481 مليون دولار في عام 2023، حيث تزود تركمانستان في الغالب بالكهرباء والنفط والغاز الطبيعي بقيمة 477 مليون دولار. ووقعت الشركات الأفغانية والتركمانية أخيراً عشرة عقود ومذكرتي تفاهم بشأن توريد مواد البناء، بما في ذلك قضبان الحديد والطلاء والرخام والمواد الغذائية.

وأعلن الوفد التركماني أنهم يأملون شراء مئات الأطنان من مواد البناء من أفغانستان كل عام، وهو ما قد يهدئ المخاوف الأفغانية بشأن الميزان التجاري غير المتوازن مع تركمانستان. ويجري تسهيل التجارة بين أفغانستان وتركمانستان من خلال الميناءين الرسميين: ميناء أكينا الجاف، على خط السكة الحديد الذي يربط عاصمة تركمانستان، عشق أباد، بمزار الشريف، وميناء تورغوندي، نقطة الانطلاق لطريق اللازورد التجاري، والذي يمثل نقطة الاتصال بالممر الأوسط (طريق النقل الدولي عبر قزوين) ومن ثم إلى أوروبا. وقد يبدأ تشغيل خط أنابيب الغاز بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند (TAPI) أخيرًا، حيث أعلن المسؤولون أن "أعمال التنفيذ " ستبدأ قريبًا. ويشكل تنفيذ خط أنابيب TAPI أهمية خاصة لعشق آباد، لأنه سيساعد على تنويع اعتمادها الكبير على صادرات الغاز إلى الصين.

وفي عام 2022، بلغ إجمالي التجارة بين كازاخستان وأفغانستان 987.4 مليون دولار، أي ضعف مستوى عام 2021. وكما هو متوقع، فإن معظم هذه الصادرات صادرات من كازاخستان، ومعظمها من الغاز الطبيعي والدقيق والقمح. وتعد أفغانستان أكبر مستهلك للقمح الكازاخستاني.

وفي أغسطس 2023، اتفق البلدان على زيادة التجارة والاستثمار. وأفاد نائب مدير التعاون الاقتصادي الأفغاني بوزارة الخارجية، شفيع الله عزام، قائلاً: "لدينا حاليًا حجم تجارة يبلغ مليار دولار مع كازاخستان. ونأمل رفع مستوى التجارة إلى 3 مليارات دولار". وقال إن كابول تأمل التعاون مع أستانة في قطاع الطاقة، وهي خطوة ذكية حيث تستورد أفغانستان الكثير من الكهرباء والغاز الطبيعي والنفط من آسيا الوسطى.

ولدى كازاخستان مصلحة في تنويع طرقها التجارية لتقليل الاعتماد على طرقها التقليدية عبر روسيا بسبب تشديد العقوبات الأميركية، وبالتالي سترحب بطريق جنوبي ثانٍ إلى أسواق آسيا. وأعلنت باكستان وكازاخستان، في أغسطس/آب، إطلاق ممر النقل المتعدد الوسائط عبر أفغانستان. ويمتد طريق الممر من شمال شرق كازاخستان عبر أوزبكستان وأفغانستان وباكستان، ثم من طريق البحر إلى ميناء جبل علي في الإمارات، ومن المقرر تسليم الشحنات في غضون 20 إلى 25 يومًا. 

وفي مايو/أيار، أعلنت حركة طالبان إنشاء مركز للخدمات اللوجستية وتجارة الطاقة في هيرات شمال غربيّ البلاد لتسهيل مبيعات النفط من روسيا إلى جنوب آسيا. وسيكون المشروع بالتعاون مع كازاخستان وتركمانستان، ما يسلط الضوء على نهج الجمهوريتين تجاه كابول باعتبارهما "جيران"، حيث أزالت كازاخستان حركة طالبان من قائمتها الإرهابية في ديسمبر 2023، ولم تعلن أوزبكستان مطلقًا أن طالبان جماعة متطرفة.

المساهمون