فيما يتم تسعير أضاحي العيد بالمناطق المحررة شمال غربي سورية بالدولار، بحسب العامل بقطاع تجارة الأغنام والأبقار مصطفى العساف، يتعدى سعر الأضحية بمناطق سيطرة النظام السوري 4 ملايين ليرة سورية، ما يجعل "الإقدام على الأضحية مجازفة غير محمودة المخاطر" بحسب تاجر الماشية من ريف دمشق، رضوان محمد.
ويؤكد مصطفى العساف أن سعر البقرة التي لم تلد بعد "البكيري" بمناطق إدلب وريف حلب يتراوح بين 700 و900 دولار، على حسب زنتها، موضحاً لـ"العربي الجديد" ارتفاع الأسعار أكثر من 20% خلال شهر، نظراً للإقبال على شراء الأضاحي، إذ إن "المغتربين يرسلون أموالاً للأضاحي"، ما نشّط الأسواق، لأن قدرة السوريين الشرائية بالمناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد "لا تسمح بشراء الأبقار"، بل بعض الميسورين، حسب قوله، يلجؤون إلى الأغنام، إذ لا يتعدى سعر الخروف الصالح للأضحية 400 دولار "الدولار 4010 ليرات".
ويشير المختص بتجارة الأبقار إلى أن الأسعار بالمناطق المحررة "أقل من مناطق سيطرة النظام، لأن ثروة سورية، من الأغنام والأبقار، تتركز بمدن الجزيرة السورية" (دير الزور، الرقة والحسكة)، إضافة إلى أرياف المدن الوسطى (حمص وحماة)، ومدن الشمال السوري (إدلب وحلب)، ولكن الثروة الحيوانية بعموم سورية تراجعت إلى النصف عما كانت عليه قبل عام 2011.
وكان مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة بحكومة النظام السوري، أسامة حمود، قد أشار إلى فقدان الثروة الحيوانية في سورية نحو 40% إلى 50% من قطيعها، بسبب الارتفاع العالمي في أسعار الأعلاف، مضيفاً خلال تصريحات، وجود مشكلة كبيرة تهدد جهود ترميم الثروة الحيوانية، تتمثل بعدم قدرة المربين بالاستمرار بعملية التربية، ما يدفعهم لبيع قسم كبير من قطعانهم لتأمين احتياجات القسم الآخر.
وبحسب بيانات الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة بحكومة الأسد، تقدر الثروة الحيوانية بسورية اليوم بـ832 ألف رأس بقر ونحو 15.4 مليون رأس من الأغنام، ولا يزيد عدد المزارع المرخصة المنتجة للدواجن عن 6.9 آلاف مزرعة.
بدوره، يقول رضوان محمد إن سعر بقرة الأضاحي بدمشق وريفها يتراوح بين 3.5 و4 ملايين ليرة، في حين يزيد سعر العجل عن 5 ملايين ليرة، ما يجعل الأضاحي "عمل مجازفة"، إلا إن تم التشارك بين سبعة أشخاص (تجوز الأضحية لسبعة)، أو تم إرسال ثمن الأضحية من الأقارب والمهاجرين بالخارج.
وحول أسعار اللحوم قبيل عيد الأضحى، يضيف محمد لـ"العربي الجديد" أن الأسعار ارتفعت أكثر من 30% عن أسعار عيد الفطر، فسعر كيلو لحم الخروف بدمشق بين 43 و45 ألف ليرة سورية، ويبلغ سعر كيلو لحم العجل 40 ألف ليرة، مشيراً إلى تراجع حركة سوق اللحوم وتراجع عدد الرؤوس التي يذبحها القصابون، خشية فساد اللحوم بسبب الحر وانقطاع التيار الكهربائي.
وينسحب غلاء أسعار اللحوم والأضاحي على عموم المحافظات السورية، إذ يؤكد رئيس جمعية اللحامين في اللاذقية، عبد الله خديجة، أن حاجة المحافظة من الأغنام تتراوح بين 50 و60 رأس غنم باليوم الواحد، في حين كان الاستجرار خلال شهر رمضان يتراوح بين 100 و150 رأس غنم في اليوم الواحد، مشيراً إلى أن سعر خروف الأضحية، ويجب أن يتجاوز عمره السنة، يتراوح بين 500 ألف ليرة ومليون ليرة حسب الوزن، وسعر العجل، ويجب أن يكون عمره سنتين، وفق مواصفات الأضحية، يتراوح بين 4 و5 ملايين ليرة حسب وزنه.
ويشير خديجة، خلال تصريحات اليوم الأحد، إلى أن سعر كيلو لحم الغنم للمستهلك يبدأ من 45 ألف ليرة وما فوق، حسب طلب الزبون في حال يريد اللحمة هبرة أو مدهنة، وسعر كيلو لحم العجل بالمفرق يباع بحوالي 40 ألف ليرة.
وكان رئيس جمعية اللحامين في العاصمة السورية دمشق أدمون قطيش قد أكد أن زيادة الحوالات المالية القادمة من دول اللجوء، خلال فترة العيد، ستكون سببا في ارتفاع الإقبال على شراء اللحوم والأضاحي، مشيراً إلى أن الإقبال على الأضاحي هذا العام من الممكن أن يزداد بنسبة 25 بالمائة عن العام الماضي.
وكشف قطيش عن عمليات تهريب للحوم، إضافة إلى ذبح الأغنام الصغيرة المخصصة للتربية، معتبرا هذا الأمر "أخطر من تهريبها بكثير"، وأكد أن عمليات التهريب تتم من محافظتي دمشق وريفها باتجاه حمص وحماة، ومن ثم إلى دول الجوار.